النـص :
في كل عام تتجدد ملحمة الكرم العراقي في أضخم تجمع بشري عرفه التاريخ حيث تتدفق الملايين من الزوار من كل بقاع الأرض لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) ، أنها رحلة إيمانية تستمر لعشرين يومًا من العشق والمواساة يقطعها الزائرون سيرًا على الأقدام ليلاقوا معشوقهم هذا العام بلغ اعداد الزائرين (21.103.524) مليون زائرهذا الكرم العراقي ليس مجرد ضيافة بل هو فيض لا ينضب من العطاء تتسابق فيه المواكب الحسينية لتقديم كل ما لذ وطاب من الأطعمة والشراب والحلويات على مدار الساعة وبلا توقف هذا البذل السخي ينم عن روح لا تعرف حدودًا ولا يمكن لأي دولة مهما بلغت قوتها الاقتصادية أن توفر مثله أبدا ، وعندما تُسأل أفئدة أهل المواكب عن مصدر هذا العطاء يكون الجواب واحدًا "إنه رزق الله وبركات الحسين (ع)". شعور إيماني يجعلهم لا يعرفون التعب ولا النقص في المواد بل يشعرون بحزن عميق عند انتهاء الزيارة فيترقبون بفارغ الصبر العام القادم ليعودوا لخدمة زوار الإمام إنها بركات الحسين (ع) التي وهبها الله (عز وجل) تصديقًا لقوله تعالى : ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ ، ولم يقف هذا الكرم عند حدود العراق بل تجاوزها ليصل إلى أهلنا في غزة الصامدة استجابة لفتوى المرجعية الرشيدة حيث توجهت أيادي العطاء العراقية مدفوعة بحب الحسين (ع) لدعم وإيصال الغذاء والدواء لأطفال وأهالي غزة الذين يعانون من التجويع من قبل الكيان الغاصب والمحتل ، فكان عشاق الحسين (ع) أول من مد يد العون وأقاموا المواكب الحسينية لتقديم المساعدات الإنسانية بالتزامن مع زيارة الأربعين هذا هو سر العراق بلد الخير الذي لا تنضب خيراته وبلد العشق المحمدي الذي لا يعرف حدودًا ولا مسافات ، لقد أثبتت الأيام أن أهل العراق وشعبها هم من اختارهم آل محمد (ص) ليكونوا رمزًا للكرم والعطاء مجانين بعشقهم لمحمد وآل بيته الأطهار (ص) .
|