الإثنين 2025/8/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
نيوز بار
حوار خاص: "صراع دواخل"… بين عمق النفس وصخب الأكشن
حوار خاص: "صراع دواخل"… بين عمق النفس وصخب الأكشن
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

العنوان الرئيسي:

"صراع دواخل"... حين تتلاقى مرايا النفس مع هدير الأكشن السعودي

العناوين الفرعية:

جابر العتيبي: "أحوّل الأماكن إلى رموز... والألوان إلى لغة للصراع الداخلي"

عمرو ماكجيفر: "الأكشن فن يروي القصة قبل أن يلهب الشاشة"

-فريق محلي ودولي يوحّد الإبداع السعودي مع الخبرة التقنية العالمية

الاحساء - حوار

زهير بن جمعة الغزال

 

في أروقة صناعة السينما السعودية، يبرز فيلم "صراع دواخل" كعمل استثنائي يجمع بين الإخراج الدرامي الفلسفي للمخرج السعودي، جابر العتيبي، والخبرة الحركية لمصمم ومنفذ الأكشن المصري، عمرو ماكجيفر. الفيلم ليس مجرد مواجهة بين شخصيات على الشاشة، بل صراع داخلي وخارجي، يعكس تحوّلات الإنسان والوطن في لحظة تاريخية مهمة، ويستفيد من البيئة الإبداعية التي أطلقتها رؤية 2030، ليقدم للجمهور السعودي والعالمي تجربة بصرية وسمعية غير مسبوقة.

وفي قلب الحراك السينمائي السعودي، يطل فيلم "صراع دواخل" كعمل يجمع بين العمق النفسي والاندفاع الحركي، بين فلسفة المشهد وديناميكية الأكشن، ويقول المخرج السعودي جابر العتيبي: "لا أقدّم فيلماً... بل أطلق شرارة مواجهة داخلية يعيشها كل إنسان، لكن قلّة من يجرؤون على مشاهدتها"، واضعاً نصب عينيه عملاً يغوص في العوالم الخفية للنفس البشرية، ويحوّل الصراع الداخلي، إلى لوحة بصرية وسمعية مستفزّة للحواس، مدعومة بأحدث تقنيات الأكشن التي تخدم القصة ولا تسبقها،وإلى جانبه يقف المصري، عمرو سيد محمود، الشهير بـ"عمرو ماكجيفر"، أيقونة الأكشن العربي، الذي بدأ مسيرته على حلبات سباق السيارات محققاً بطولات محلية، قبل أن يحول شغفه بالمطاردات والحركة إلى احتراف عالمي في تصميم وتنفيذ المشاهد الحركية المعقدة. بخبرة فريقه "ماكجيفر تيم" ومهارته في المزج بين الواقعية والابتكار، يضيف ماكجيفر إلى الفيلم بعداً إيقاعياً صاخباً، يكتمل به المشهد ليصبح "صراع دواخل" مغامرة بصرية وفكرية تتحدى حدود السينما السعودية وتضعها على الخريطة العالمية.

كيف تصف رؤيتك الإخراجية لفيلم "صراع دواخل"؟

جابر العتيبي: الفيلم بالنسبة لي مرآة داخلية للمجتمع والإنسان، اعتمدت فيه على تكوين بصري ديناميكي يحوّل الأمكنة إلى رموز، ويجعل اللون لغة موازية للسرد. الرمادي للتيه، الأحمر للغضب، والأزرق للتأمل، مع ومضات من الأبيض في لحظات الصحوة أو الانكسار. أردت أن تكون المشاهد صادقة بلا أقنعة، حيث يستمد الممثل أداءه من تجاربه الحقيقية، ووقد وُلد "صراع دواخل" من رحم التحوّل الوطني في بيئة ملهمة وفّرتها رؤية 2030. لم أرد أن أقدّم فيلماً تقليدياً، بل رحلة حسية متكاملة: يُرى، ويُسمع، ويُحس. اعتمدت على تكوين بصري رمزي، حيث تتحول الأماكن إلى مرآة للنفس، والألوان إلى لغة مشاعر، مع أسلوب تمثيل "عاري" يزيل الأقنعة لترك الحقيقة وحدها أمام الكاميرا.

كيف ترى دورك أنت في الفيلم؟

عمرو ماكجيفر: دوري في الفيلم يتمثّل في تصميم وتنفيذ مشاهد الأكشن، بما يخدم البنية الدرامية. حيث لا أتعامل مع الأكشن، كاستعراض قوة، بل كفن له روح وقصة، وتحتوي المشاهد على مطاردات واشتباكات حية، وسط بيئات حضرية وصحراوية، مع دمج المؤثرات البصرية والسمعية بأعلى المعايير.

ما الجديد الذي يقدمه الفيلم بصرياً وسمعياً للجمهور السعودي؟

العتيبي: نعتمد على المزج بين الصخب الحركي، والعمق النفسي، وإن شاء الله، ستشاهدون تصويراً جوياً بالهليكوبتر، انفجارات حقيقية توظف كرموز للانفجار الداخلي، وتصميماً صوتياً يراوح بين النبض الهادئ، والانفجار المدوي، ليعيش المشاهد التجربة على مستويات الحواس كافة.

كيف بدأت رحلتك يا عمرو، من سباقات السيارات إلى تصميم الأكشن السينمائي؟

عمرو ماكجيفر: بدأ الأمر كهواية في سباقات السيارات، لكنني وجدت في السينما مجالاً أوسع لتفريغ هذا الشغف. أسست "ماكجيفر تيم" لتنفيذ مشاهد الأكشن، باحترافية وأمان، واليوم أضع خبرتي في خدمة فيلم "صراع دواخل" حتى تكون الحركة جزءاً من القصة، وليست استعراضاً فقط.

ماذا عن التعاون المحلي والدولي في صناعة هذا الفيلم؟

جابر العتيبي: لدينا فريق مؤثرات بصري، عربي، وأوروبي، ومهندسي صوت سعوديين وعرب، إضافة إلى مستشار أكشن من هوليوود، لضبط الإيقاع الحركي. أردت أن يكون العمل خليجياً في هويته، لكنه بمستوى عالمي في تنفيذه.

ما الذي يميز مشاهد الأكشن في "صراع دواخل" عن غيره من الأفلام؟

عمرو ماكجيفر: أولاً، التناغم مع الدراما. لدينا مطاردة مثيرة في منطقة وعرة، قتال يدوي داخل موقع مغلق، واشتباكات جماعية بأسلحة بيضاء ونارية. نعتمد على مزيج من التصوير الفعلي والمؤثرات البصرية (VFX) والخاصة (SFX)، إضافة إلى تقنية Motion Capture لتسجيل الحركات، وتصميم صوتي بتقنية Dolby Atmos يجعل المشاهد وسط الحدث.

الفيلم يمزج بين البعد النفسي والحركة… كيف ربطت بين هذين العالمين؟

جابر العتيبي: الصراع الداخلي قد يكون أعنف من أي معركة خارجية. في الفيلم، كل مطاردة أو انفجار له مقابل نفسي داخل الشخصيات. المطاردة قد ترمز للهروب من الماضي، والانفجار قد يجسد الانفجار العاطفي، كما لدينا مشاهد جوية، مطاردات حضرية وصحراوية، وانفجارات محسوبة، حتى يصبح الأكشن انعكاساً للمعنى.

برأيك، ما الجوائز التي قد يرشح لها "صراع دواخل"؟

يبتسم عمرو ماكجيفر بثقة ويقول: الفيلم يملك عناصر قوية جداً على مستوى الإخراج، الأكشن، والتصوير، إضافة للعمق النفسي في القصة، أعتقد أن لدينا فرصة للترشح لجوائز أفضل فيلم وأفضل إخراج في المهرجانات الخليجية والعربية، وبالتحديد في فئات المؤثرات البصرية وتصميم الصوت. فالمشاهد الحركية في الفيلم منفذة بمعايير عالية، قد تضعه في منافسة على جوائز فنية وتقنية في مهرجانات عالمية متخصصة في الأكشن أو المؤثرات، وعلى المستوى المحلي،  أرى أن الفيلم سيحقق صدى كبيراً في شباك التذاكر السعودي، لأنه يجمع بين هوية قصصية سعودية، وأسلوب بصري يضاهي الإنتاجات العالمية، وعلى المستوى العربي، أعتقد أنه سيلفت أنظار المهرجانات في القاهرة، وقرطاج ودبي، خاصة لكونه أول فيلم سعودي يمزج الأكشن المكثف مع الدراما الفلسفية بهذا الشكل، أما على المستوى الدولي، يتوقع أن يشارك في أقسام مخصصة للأفلام المبتكرة أو الأكشن الفني، مثل مهرجان تورونتو أو بوسان. حيث نبذل قصارى جهدنا لخلق دعم فني وتوزيع جيد، لينافس على جوائز عديدة كالإخراج والمؤثرات أو الخدع الحركية في مهرجانات متخصصة، وهذا بحد ذاته إنجاز لفيلم سعودي."

برائك، كيف ساعدت رؤية 2030 على ولادة هذا المشروع؟

العتيبي: البيئة الإبداعية التي وفّرتها رؤية 2030، جعلت من الممكن إنتاج فيلم بهذا الطموح. كما أن الدعم الذي تقدمه هيئة الترفيه، خلق أرضاً خصبة لنمو الأحلام، وتحويلها إلى واقع، وهذا الفيلم يُعد أحد ثمار ذلك.

كيف تقيم تجربتك من خلال "صراع دواخل"؟

ماكجيفر: تعتبر تجربة استثنائية، وأعتقد أنها بداية لعصر جديد من أفلام الأكشن السعودية. وهوتحدي لتحقيق التوازن بين الأكشن الواقعي، والمضمون النفسي.

ما الرسالة التي تودان إيصالها من خلال الفيلم؟

جابر العتيبي: أردت أن أطرح أسئلة جريئة: من يحسم المعركة داخلنا؟ الضمير أم الماضي؟ وهل يمكن للإنسان أن ينتصر على نفسه؟ الفيلم يضع المشاهد أمام مراياه الداخلية، تماماً كما تعكس الكاميرا تحولات المجتمع.

عمرو ماكجيفر: رسالتي أن الأكشن يمكن أن يكون أداة فلسفية، وليس مجرد إثارة بصرية، إذا خرج المشاهد من القاعة، وهو يفكر بعمق في نفسه، وفي مجتمعه، فهذا يُعد أكبر انتصار لنا.

ختاماً، يتفق العتيبي وماكجيفر على أن "صراع دواخل" ليس مجرد فيلم، بل تجربة متكاملة تمزج بين الفلسفة والاندفاع، بين هدوء النفس وصخب الحدث، ليخرج إلى الجمهور السعودي والعربي، بعمل قادر على المنافسة عالمياً، وصناعة بصمة سعودية خالصة في عالم السينما الحديثة.

من المحرر:

"صراع دواخل" ليس مجرد فيلم، بل تجربة بصرية ووجدانية، تضع السينما السعودية على خريطة الإنتاج العالمي، وتثبت أن المزج بين العمق النفسي والإبداع الحركي قادر على خلق لغة سينمائية جديدة… لغة تُرى وتُسمع وتُحس.

المشـاهدات 31   تاريخ الإضافـة 18/08/2025   رقم المحتوى 65768
أضف تقييـم