
![]() |
ما بين السيف والسفينة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
حيدر أحمد خلف
في هذا المقال سأسلط الضوء على أول مجموعة صدرت للروائي والقاص والناقد الكبير (الراحل) عبد الرحمن مجيد الربيعي، ضمن السياق التاريخي والأدبي أكثر مما هو نقدي. وهنا يكمن السؤال؛ إذن ما المغزى أو الهدف منه؟ أستطيع القول بأن الهدف هو وفاءً لهؤلاء العمالقة الذين حفروا بإبداعهم وثقافتهم أسماءهم في ذاكرة الثقافة العراقية والعربية والتي من الواجب أن نفتخر بها، ولذلك سأذكر عدداً من الشهادات التي قيلت بحق مبدعنا الكبير (الربيعي) منذ اول مجموعة مع صورة هي شهادة للتاريخ ذكرت في آخر صفحة من المجموعة المذكورة (السيف والسفينة)، مثل جبرا إبراهيم جبرا وأحمد فياض المفرجي وغيرهم آخرون .. ومن المتعارف بأن الراحل قد استقى أدواته الفنية من المذهب الواقعي النقدي الإشتراكي على حدٍ سواء وتأثره بالفلسفة الماركسية والفلسفة الوجودية، خصوصا وانه قد أكمل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد قسم الفن التشكيلي إلا انه غادر الفرشاة ولجأ إلى عالم القصة والرواية، لانه عاشق للكلمة والسرد البهي المتكامل فقد كانت نصوصه ممزوجة ما بين الحبر والفرشاة . فلم تقتصر مؤلفاته على جنس أدبي واحد، وإنما تنوعت لتشمل القصة والرواية بالإضافة إلى دراساته النقدية والسيرة الذاتية التي حملت آراءه ورؤاه في تلك الفنون المذكورة .
الولادات الثلاث ... الولادة الأولى هي كأي ولادة لإنسان يخرج الى هذا العالم، إنها مدينة الناصرية ، الفيحاء، موطن الحضارة السومرية . تأثر بالفكر الماركسي كما تأثر بالفلسفة الوجودية، وقد سُجن وتمت مضايقته، وبعد خروجه من السجن وحينها كان قد تخرّج من (معهد الفنون الجميلة) وقرّر إكمال دراسته، وبالفعل اتجه إلى بغداد وأكمل أكاديمية الفنون الجميلة ــ قسم الفن التشكيلي، إلا أنه وجد نفسه في الرواية والكلمة وكلاهما هي ضربة فنان سواء أكانت بريشة رسام أو بقلم كاتب. الولادة الثانية في بيروت يوم نَشرت مجلة (الآداب البيروتية) قصة (الوكر) حيث حلمه الأول وهو العودة إلى لبنان وبالفعل فقد وقع عقد عمل بمساعدة في هذا الأمر الراحل (ألياس غانم) ليكون مشرفاً على دار نشر أسسها (ألياس) الاّ أنه تم رفض العقد المذكور من قبل الحكومة العراقية آنذاك. الولادة الثالثة يوم غادر العراق إلى (تونس الخضراء) عام 1989 من القرن المنصرم، حيث فتحت له قلبها وأبوابها، بل منحته الجنسية التونسية، حتى أصبح الراحل جزءاً مهما من نسيجها الإجتماعي . كما ساهم في الحياة الثقافية التونسية بشكل فاعلٍ ومؤثر .
السيف والسفينة ... عنوان مجموعته الأولى حيث ضمت أحدى عشرة قصة، والتي لامس فيها الكاتب أعمق المشاعر الإنسانية من خلال الإيحاء، فقد صاغ كل كلمة كان ينقشها بالشكل الذي يثير الدهشة والمتعة، حيث كانت المجموعة بمثابة فضاء حيوي للإبداع القصصي والسردي . كما مثلت المجموعة حالة ابداعية متميزة بشكل واضح، فقد كان حضور المرأة ملموساً من خلال قصته والتي حملت عنوان (ظلال اللحظات) حيث كان حضور (الأم) واضحاً. نعم إن صوت الأديب شاخص في منجزه هذا، والثورة الداخلية التي تعتريه هي الدافع الحقيقي الذي كانت نتيجة أسطرة هذه القصص أو المجموعة . ركزت القصة على ترجمة مشاعر الإنسان وهو يستحضر ذكرياته وماضيه. بحيث تترك أثراً عميقاً داخل النفس البشرية لكل من يقرأ تلك القصة. |
المشـاهدات 23 تاريخ الإضافـة 24/08/2025 رقم المحتوى 65975 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |