في كل موسم إنتخابي وللمرة السادسة تظهر للعلن ما كانت تخفيه القلوب من دعاية إنتخابية خطرة بإستخدام الطائفية  المقيتة  في مفردات خطب ولقاءات المرشحين وكأن المرشح لا يمكنه الفوز إلا اذا أوغل في إشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب سعيا وراء كرسي برلماني متناسيا ما جرته الفتنة  الطائفية في الاعوام 2005  و2006 من ويلات على أناس أبرياء وعوائل أمنة تم قتلها او تهجيرها او غيب معيليها في تلك الايام الشديدة على كل الشعب العراقي  وفي النتيجة جلس السياسيون يقبل بعضهم بعضا ووزعوا المواقع والمناصب فيما بينهم وراحت  دماء الابرياء هدرا  فالكل أدعى الدفاع عن مكونه وانه صاحب الراية  في  خندق المواجهة الطائفية  وفي الحقيقة إنها صراعات مناصب ومغانم والشعب لا ناقة ولا جمل له فيها .

وما نعيشه اليوم يعيد للأذهان الخطاب الطائفي ذاته الذي أستخدم سابقا ومن نفس الاشخاص والفئات وكأنهم جبلوا على الطائفية فلا يستطيعون العيش إلا بها ومرد ذلك إن المحاصصة الطائفية التي زرعها المحتل أصبحت هي الرئة التي يتنفس بها الطائفيون هذه المحاصصة التي  مكنت الجهلة والفاسدين من تولي مواقع قيادية في الحكومات السابقة فانعكس فشلهم على   الاداء العام حتى أصبح العراق من الدول الفاشلة في الكثير من القطاعات التي تهم حياة الشعب ومراجعة بسيطة  لتقارير المنظمات الدولية يتضح لنا مخاطر المحاصصة على بناء الدولة والتراجع المخيف في قطاعات الصناعة والزراعة والتربية والتعليم والصحة والخدمات عما كان عليه قبل الغزو والاحتلال .

إن الانتخابات المقبلة والمزمع إجراءها في ١١ تشرين الثاني المقبل ومقدمات الدعاية الانتخابية لها يدعونا الى الطلب وبشكل ملح الى الجهات المسؤولة من مفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية ووزارة الداخلية مراقبة خطاب الكراهية وإثارة الفتنة الطائفية الذي بدأ عدد من المرشحين تضمينه دعايتهم الانتخابية أضافة الى إستخدام موارد الدولة  وشراء الذمم في هذه الدعاية والتي يجب ان تكون بعيدة عن المرشحين مهما كانت مواقعهم  في احزاب السلطة او في الحكومة فإني إن أحزاب السلطة ترى في هذه الانتخابات فرصتها الاخيرة  للبقاء  بعد أن مل الشعب من الوعود والاكاذيب طيلة ٢٢عاما من حكومات المحاصصة والتوافقية التي اغرقت الوطن بالفساد والفاسدين .واخيرا اقول الى أين انتم ذاهبون بالوطن والشعب؟