أثق كثيراً بآراء القيادي والسياسي المعروف باقر جبر فيما يخص استشرافه لمستقبل العملية السياسية تحديداً ، وهو الذي حذّر قبيل اغتصاب تنظيمات داعش لثلث الأراضي العراقية حين قال قبل عقد من اليوم إن المعركة المقبلة ستكون على أسوار بغداد ، إذا لم تنتبه الحكومة لخطورة الأمر ، ليتحقق ذلك بعد أشهر قليلة.

هذه المرة وعند لقائي الأخير بالحاج باقر قبل أيام في أمسية قصيرة لم أشأ أن أترك فرصة مثل هذه لتمر بدون استثمارها لمعرفة رؤية الرجل في ما يدور من أحداث وتحديات وتداعيات وصراعات وخلافات مع تصاعد حمى التنافس الانتخابي من جهة واغراق المشهد بسيناريوهات متنوعة توحي جميعها بأننا على وشك الدخول في مرحلة تختلف في كل أشكالها عما مررنا به خلال العقدين الماضيين.

النائب لدورات عديدة والوزير الأسبق لعدد من الوزارات في الحكومات المتتابعة لم يشارك هذه المرة في الدورة الانتخابية المقبلة لاسباب استشعرت بها من بين سطور حديثه ، فالطموح ليس أن يكون نائباً في ظل برلمان قد يكون معطلاً ، أو وزيراً في حكومة غير قادرة على إنجاز برنامجها الحكومي ، الموضوع أهم من مقعد برلماني أو حقيبة وزارية ، بل يتعداه لإدراك خطورة الإبقاء على ذات النهج وترك الأخطاء تتراكم بطريقة قد تولد انفجاراً كارثياً.

السيد باقر لا يختلف مع الآراء التي تقول إن العملية السياسية استنفدت أهدافها ونحتاج إلى تجديد في النهج والبرامج وتقويم البناء لدعم التجربة وعدم التراخي والتساهل لأن ذلك قد يؤدي إلى تنفيذ أحد السيناريوهات المطروحة والتي يرى أن الأقرب منها هو عملية التغيير الناعم الذي تستخدم فيه الضغوطات السياسية والاقتصادية والأمنية وإن هذا التغيير الذي قد تقوده حكومة مؤقتة تأخذ على عاتقها مهام واسعة منها اعتماد تعديلات دستورية تعالج مواطن الخلل التي تسبب بها الدستور في بعض مواده ، وتطبيق قانون الأحزاب بشكل جاد.

ويكاد يضع الحاج باقر ملامح الشخوص المرشحين لقيادة المرحلة المقبلة وكأنه يعرفهم لكنه آثر عدم البوح والإبقاء على التكتم ، لكي لا تختلط الأوراق.

نزهة فكرية وسياسية في ضيافة الأخ الكبير الحاج باقر لها مدلولات لفتح آفاق واسعة ومهمة.

باسم الشيخ