السبت 2025/9/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 31.95 مئويـة
نيوز بار
في الصميم مئوية الاشياء بين العالم والعراق
في الصميم مئوية الاشياء بين العالم والعراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

العالم المتحضر نراه يحتفي ويقيم المهرجانات في مئوية الاشياء مثلا مائة  عام على ولادة شاعر أو مفكر أو فيلسوف أو مائة عام على انجاز علمي او اكتشاف طبي أو تدشين جسر او بناية لأنها أصبحت من تراث ذلك الشعب والبلد وهكذا كان العالم ولا يزال وحتى نحن في العراق كنا نحتفي بمئوية الشعراء والمبدعين  كونها تنمي الانتماء الوطني والشعور الحضاري والانساني لأي شعب، لكنها بعد الاحتلال  غابت عنا كل تلك المفاهيم وأصبحنا نفكر في الماديات  وضربنا تراثنا عرض الحائط وما عادت  مفردة التراث الفكري أو الحضاري تشكل لدى الكثير من محدثي النعمة أي شيء وجاءت موجة الاستثمار والتي  أستغلت في غير أوجهها الصحيحة فكانت نقمة على إقتصاد البلد وتراثه الحضاري والإنساني والشواهد كثيرة في بغداد والمحافظات.

 

واليوم وبدلا من أن تحتفي وزارة الصناعة والمعادن بالذكرى المائة لإنشاء واحد من صروح الصناعة الوطنية في العراق وأعني به معمل فتاح باشا والذي انشأ في سنة 1925 وكان نواة الشركة العامة للصناعات الصوفية والذي أنتج أجود أنواع البطانيات التي كانتتمفي الحاجة المحلية  وتصدر للدول العربية والصديقة لجودتها وكذلك الاقمشة الرجالية والتي كان يتبارى الشباب لخياطة بدلاتهم من الاقمشة التي ينتجها معمل فتاح باشا وكذلك معامل  السجاد اليدوي والميكانيكي الذي كان يضاهي إنتاجه  أفخر المنتوجات العالمية المماثلة إضافة  الى إنتاج الغزول الصوفية المستخدمة في معامل الحياكة بكافة انواعها هذا المعمل الذي كان الى يوم إحتلال بغداد يضم الاف العمال المهرة والفنين ولأنه معمل قطاع عام فقد ترك مغلقا كحال غيره من ألاف المعامل والمصانع العراقية حيث تم بيع معدات هذا المعمل وخاصة مكائن النسيج الجاكار الروسية والتي كانت بحالة جيدة على أنها خردة  وهكذا تم تسريح العمال وبيع معداته واليوم وزارة الصناعة في الذكرى المئوية لإنشائه وبدلا من وضع خطة لتأهيله وإعادة تشغيله تعرضه  للاستثمار وأي استثمار لبناء وحدات سكنية  وياليت هذه الوحدات تفيد فقراء البلد او ذوي الدخل المحدود إنه استثمار لايخدم مصلحة  الوطن والاقتصاد الوطني  ويخرب الارث الصناعي للبلد وان معمل فتاح باشا ليس الاول والاخير فهناك في خطط المستثمرين قوائم تطال أي شاخص تراثي او رياضي في مدينة الكاظمية  فنادي الكاظمية الرياضي الذي مضى على تأسيسه اكثر من سبعين عاما معروض ايضا للاستثمار بل حتى سوق الاستربادي  الذي يمتد عمره لاكثر من 150 سنة ويتعبر معلما تراثيا واقتصاديا معرض للغلق ومن ثم للاستثمار.!!

 

إن من لا يرتبط بمدينته بجدور راسخة لا يهمه أن يبيع كل شيء فيها ما دام يدر عليه المليارات فلا والف لا لتخريب تراث الكاظمية الصناعي والرياضي والاقتصادي بحجة الاستثمار فللاستثمار شروطه التي تقوي الاقتصاد وتجعل عجلة الصناعة تدور لزيادة الانتاج وتطويره لا بتدميره.

 

ارأيتم كيف يحتفى بمئوية الاشياء  في عراق  المحاصصة؟!!

المشـاهدات 74   تاريخ الإضافـة 04/09/2025   رقم المحتوى 66311
أضف تقييـم