هلسنكي ـ متابعة

في مشهدٍ احتفالي اتسم بالأناقة والرمزية الثقافية، احتضنت العاصمة الفنلندية هلسنكي فعاليات النسخة الرسمية لمسابقة ملكة جمال فنلندا لعام 2025، وذلك بتاريخ السادس من سبتمبر، وسط حضور لافت ضمّ نُخبة من الشخصيات العامة، وممثلين عن الوسط الإعلامي والفني، إلى جانب عدد من الضيوف الدوليين.وقد أسفرت المنافسات، التي تميّزت بالتنوع في المعايير الجمالية والثقافية والاجتماعية، عن فوز المتسابقة سارة دزافسي بلقب ملكة جمال فنلندا للعام الجاري، إثر أداء متكامل جمع بين الحضور الآسر، والرصانة الفكرية، والالتزام بمعايير الجمال المعاصر، الأمر الذي أهلها لنيل تقدير لجنة التحكيم والإجماع الجماهيري على حد سواء.غير أن التتويج لم يكن الحدث الوحيد اللافت في هذه الأمسية؛ فقد طغت بصمة شرقية إبداعية تمثّلت في تألّق المصمم السوري عامر حسن، الذي أبدع في تصميم عدد من الإطلالات، أبرزها الفستان الذي ارتدته الملكة المتوجة خلال العرض الختامي، والذي حاز إعجابًا واسعًا لما عكسه من حس فني رفيع وتوازن بصري بين الفخامة الغربية والتطريزات الشرقية المستوحاة من التراث الشرقي .وقد علّق المصمم عامر حسن عقب انتهاء الحفل قائلاً: "سعيد بمشاركتي في هذا الحدث الثقافي والجمالي البارز، وأعتبر أن التصميم هو وسيلة تعبير حضارية تتجاوز اللغة والجغرافيا، وتنقل ثقافتنا بروح معاصرة إلى العالم."ويمثّل حضور حسن في هذا الحدث الدولي تأكيدًا على الحضور المتزايد للمواهب العربية في مجالات الإبداع والموضة عالميًا، وعلى قدرتهم في إعادة صياغة الجمال من منظورٍ إنساني جامع، يمزج المحلي بالعالمي في آنٍ معًا.وتُعَدّ مسابقة ملكة جمال فنلندا واحدة من أعرق التظاهرات الجمالية في أوروبا الشمالية، لا سيما أنها تتجاوز البُعد الشكلي، لتُركّز على أبعاد إنسانية وثقافية تشمل تمكين المرأة، وإبراز صوتها في القضايا المجتمعية، بالإضافة إلى تعزيز صورة فنلندا كبلدٍ يثمّن التنوع والحداثة.ومع تتويجها، تستعد سارة دزافسي لبدء عامٍ من النشاطات الرسمية والإنسانية بصفتها سفيرةً للجمال الفنلندي، في وقتٍ يتطلّع فيه العالم إلى متابعة خطواتها القادمة. كما يُنتظر أن يواصل المصمم عامر حسن رحلته العالمية في عوالم الأناقة، محمّلاً بتراثه الثقافي ورؤيته الفنية التي لا تعرف الحدود.