الإثنين 2025/9/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
تقاسيم على الهامش
تقاسيم على الهامش
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبد السادة البصري
النـص :

 

 

(( كيف نعمل مساجاً لعقولنا ...؟؟!! ))

أكثر من مرّة توقّفت عند المقاطع الفيديوية التي تنشرها الكاتبة والإعلامية أسماء محمد مصطفى، متأملاً ومفكّراً لما فيها من شحنةٍ تملأ روحك بالطاقة الايجابية وتجعلك محلّقاً في سماوات الشعور الايجابي كأنك تعيش في عالم مسكون بالرؤيا الجمالية للأشياء من حولك!!

كانت قد أطلقت عليها تسمية ( مساج العقل )، شاهدتها مرّة واثنين وأكثر فقلت لنفسي لماذا لا أسألها عن هذه المقاطع التي تعتبر علاجاً لما نحن فيه من ضجيج واحتدام أفكار وتعدد رؤى، وحين سألتها كان جوابها بمثابة توضيح لما أنا فيه من تساؤلات حيث قالت :ــ

مساج العقل.. مشروعي باتجاه الشفاء بالكلمات، والعلاج بالشعور والتفكير الإيجابيين.

تعود فكرة زاوية  مساج العقل إلى سنة 2018، فقد كنت بصدد كتابة زاوية لإحدى المجلات، وصادف أن كنت أتحدث مع ابنتي الرسامة الملهمة الاستثنائية سماء الأمير عن فوائد التدليك لتنشيط الجسد، فقالت لي شيئاً أدهشني، لأنه يسبق عمرها، قالت:ــ إنّ العقل يحتاج الى (مساج) أيضاً، فكان أن اخترت (مساج العقل) عنوانا لزاويتي هذه، اعتزازاً بفكر سماء، ولأنه يناسب مضمون الزاوية، وهو عنوان يُحسَب لسماء، وأذكرُ ذلك لغرض التوثيق، وللتأكيد على أن سماء ترافقني حتى في كتاباتي ومشاريعي، لفرط حبي لها، وكما كنتُ أرافقها في رحلة إبداعها وقدراتها الخاصة، لا سيما أني نشرت أول حلقة من مساج العقل في آب 2018، وهو شهر ميلاد سماء.

وبعد رحيل سماء عن سبعة عشر عاماً، وبدء رحلتي في مقاومة مرض السرطان الذي أصابني بسبب حزني عليها، واصلت نشر سلسلة مساج العقل في صفحتي الفيسبوكية وفي الصحف والمواقع، مع قيامي بتصميم فيديوات بتقنية الذكاء الاصطناعي تحت العنوان والمضمون نفسه (مساج العقل) وجعلت الصيغتين (الكتابة والفيديو) مشروعاً للشفاء بالكلمات والعلاج بالشعور والتفكير الإيجابيين .

مساج العقل الآن ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو خلاصة ذهنية وروحية عميقة نحتتها تجاربي الحياتية، التي شكلتني وأثرت في كياني، إنها رحلات استبطان طويلة بدأت منذ زمن طويل، لكن أهم رحلة فيها هي تربية ورعاية ابنتي، تلك الرحلة التي عززت لدي معنى الحب بلا شروط، وصنع الأمل من عمق الألم، ومن ثم فقدان ابنتي الذي جعلني حزني عليها انتقل إلى مستوى آخر من الوعي، ثم جاء مرضي، وقربي من لحظة وداع الحياة، ليعلّمني كيف يمكن للموت أن يكون معلّماً حقيقياً للحياة، وكيف يصبح الألم مرآة تعكس نبل الإرادة وصمود الروح.

من التجارب الموجعة تشكلت طريقتي في مواجهة الأوجاع والعثرات، ليس فقط بالتغلب عليها، بل بتقبّلها كجزء لا يتجزأ من نسيج الوجود، كحجر أساس يُبنى عليه فهمي للحياة والإنسانية.

 إن مساج العقل هو نتاج كل ذلك التأمل، مشاهداتي المتواصلة للحياة منذ نعومة أظفاري وحتى هذه اللحظة، حيث تتداخل الذكريات مع الوعي، وتتلاقى التجارب مع الحكمة، ليصبح هذا الخطاب امتداداً لصوت داخلي صادق ينبض بالإيمان العميق بقيمة الصبر، بالنضج الذي يولد من رحم المعاناة، وبالرحمة التي تمنح الحياة معناها الحقيقي.

إنّ مساج العقل دعوة للتأمل في معنى انبثاق النور من عمق الظلام، وفي القدرة على الابتسام وسط المحن، لترشدنا نحو السلام الداخلي، والوعي العميق بأنّ كل تجربة موجعة، هي خطوة نحو النقاء والجمال والارتقاء.

لقد أخذت ابنتي سماء قلبي معها، وبقي لي العقل أحيا به،  وهذا مساجه  يبقيه واعياً.

علماً بأنني كنت أكتب مضمون مساج العقل سابقاً ومنذ سنوات طوال تحت عنوان (من قلبي كلمة.. من عقلي أخرى) و (كراسة الأيام)، لكنني أنضجته، ليصير (مساج العقل) الذي من المؤمل إصداره في كتاب.

بعد إجابتها هذه التي أغنت كلّ تساؤلاتي صار لزاماً عليَّ أن أتوقف مرّات ومرّات لأقول لكم علينا أن نجعل من هذا الشعور والإحساس طاقات ايجابية كبرى كي نستمرّ في عملنا الإبداعي وحياتنا التي تعني كل شيء بمضمونها الجمالي !!

شكراً للسيدة أسماء على ما تمنحنا من طاقة وشعور ايجابيين لعلاج عقولنا وجعلها تخضع في كل مقطع من مقاطعها الفيديوية إلى مساج يجعل منها خلّاقة أكثر، فالعقل يحتاج إلى هكذا مساجات حتماً لتريحه من صخب الحياة اليومية بالكلمات والموسيقى والسمو في عوالم روحية تتجلّى فيها جماليات الكون .

المشـاهدات 18   تاريخ الإضافـة 15/09/2025   رقم المحتوى 66689
أضف تقييـم