الإثنين 2025/9/15 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
قصائد جديدة للشاعر الكبير مجبل المالكي
قصائد جديدة للشاعر الكبير مجبل المالكي
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

🌴 د. مجبل المالكي 🌴 هو العالم المكتبي والشاعر الأديب ...

(1)

ما لا يمحوه النسيان

 

ميرال*

 

ما أبهاكِ وأتعسنا

نحنُ الموتى المصلوبينَ

على قارعة ِ الخوفِ ،

وجدران العهرِ العربيّ ،

وجبنِ الساسة

في زمنِ الخسّة ِ والعارْ.

عافوكِ وأنتِ بعمرِ النرجسِ

تذوينَ هناكَ

وخلفكِ ظلَّ ركامُ البيتِ

يؤبّنُ قتلاهُ ،

ويرثي كوكبة َ الأقمارِ الشهداءْ.

ما أبهاكِ وأنتِ بساقٍ واحدةٍ

تطوينَ لهيبَ الريحِ ،

وتزجينَ بشائرَ نصرَ اللهِ ،

وتهدينَ لنا المجدَ بأبهى إكليلِ شموس ٍ

تلمعُ فوقَ رؤوس ِ القدّيسينَ ،

وهذا الوطنِ المورقِ فوق رمادِ الأشلاء !!

البصرة

4/ 8 / 2025

________

* ميرال: طفلة فلسطينية من غزّة مات جميع أفراد عائلتها في قصفٍ صهيوني همجيّ وظلّت وحيدة ً تجلسُ فوق حطام منزلها وهي تحجل بساقٍ واحدة.

 

(2)

هانا توماس*

 

ظلّتْ بين حشودِ المنتفضينَ

تقاومُ ،

تلمعُ كالبرقِ بأحضانِ الزفّة ِ ،

تبصرُ في عينٍ واحدة ٍ شمسَ الحريّة ِ ،

تحضنُ بيرقَ وجهِ فلسطينْ .

المجدُ لـ(هانا توماس) المحمولة

فوقَ متونِ العشّاقِ المنصورينْ .

المجدُ لها.. كلُّ المجدِ لهذه الشامخة ِ

المغروسة ِ رمحاً في كلّ وجوه ِ طغاة ِ

العالم ِ ،

في أعينِ كلّ كلابِ السلطةِ ،

والباغينَ ،

وشذّاذ الآفاقْ .

تحيا هانا توماسُ ،

وتبقى صرخة َ حقٍّ ،

نجمة َ نصرٍ

تنبضُ بينَ قلوبِ العشاقِ ،

وتسطعُ بين رفيفِ الأحداقْ

المجدُ لها ...

صوتٌ أذهلَ أحرارَ العالم ِ ،

واخضرَّ شعاعاً

طافَ وحلّقَ في كلِّ الآفاقْ .

البصرة

10/ 8/ 2025

______

* هانا توماس: ناشطة استرالية شابّة داعمة لفلسطين.. تعرضتْ لاعتداء عنيف من قوات الشرطة الاسترالية أسفر عن إصابة شديدة في عينها اليُمنى، لكنها عادت مرّة أخرى إلى الشوارع التي نزفت فيها بعينٍ واحدةٍ بعد أن غطّتْ عينها المصابة برقعة سوداء زُيّنتْ بعلم فلسطين.

 

(3)

زينة الغولْ*

 

يا أمّاهُ

سأروي ما كُنتُ كتبتُ بحبر دمي

حينَ أموتُ بهذا القصفِ التتريّ ،

وأصعدُ طيراً أخضرَ للفردوسِ الأعلى

سوفَ أبوحُ ،

وأحكي للربِّ بأن يوقفَ هذي الحربَ

الشعواءَ ،

وماتت (زينة الغول) بطابور الذلّة ِ

تبحثُ عن قطعة ِ حلوى أو ماءْ .

لا حولَ ولا قوّة َ إلّا باللّه

يرحمها الله .

تبقى زينة ُ وصمة َ عارٍ سوداءَ

بجبهة ِ هذا العصرِ الموبوءِ

بذبحِ ملايينِ الشُهداء ،

وقتل طفولة أرقى ما خلقَ الله !!

البصرة

5/ 9/ 2025

_______

* طفلة فلسطينية من غزّة قالت لأمها عندما أموت سأحكي لربنّا أنْ يوقفَ هذه الحرب، واستشهدتْ في مدينة غزّة أثناء اصطفافها في طابور لتسلّم حصّة البسكويت.

 

(4)

فوقَ قلاعِ الضوء

 

أغرفُ من سلسالِ البحرِ ،

واستنطقُ هذا الحجرَ الهامدَ شعراً

يخضرُّ بأسفارِ هواي ،

ويسترسلُ صفوَ غناءٍ بين قلوب ِ محبّيه

وأحضان ظباءٍ تسطعُ في ذاكرتي المشبوبة ِ ،

أبقى لا أعشقُ إلّا مسرايَ ونجوايَ ،

أغازلُ حتى الطير السابح

في بحرِ الظُلماتِ ،

واسكبُ روحيَ فوقَ عبيرِ الورقِ الغضِّ ،

وجمرِ الكلماتِ

وأشهقُ فوقَ قلاعِ الضوءِ

كهذا الصقرِ المغروس ِ بأعلى قممِ المجدِ ،

لأكتبَ في الظلِّ خلاصي،

                 تأريخَ أسايَ ،

وأعبرُ كلّ مخاضات جنونِ العالمِ ،

في هذا العصرِ المفجوعِ

بهولِ الأحزانِ ،

وضيمِ الفاقة ِ والخيباتِ ،

ووخزَ الطعناتْ !!

البصرة

11 / 8 / 2025

 

 

 

(5)

امرأة ٌ استثنائية

 

أقسمُ أنّ امرأة ً

تصطافُ بنبض ِ فؤادكَ

وارفة ً بالحُبِّ ،

        وبالطيبِ ،

     وبالعسلِ المسكوبِ بوَرْدِ الشفتينِ

تظلُّ هي الأرقى

أيقونة حبٍّ لا تُنسى

حتى لو طفتَ وجمّعتَ وعانقتَ

ملايين النسوة ِ

مِنْ كلِّ بقاعِ الكونِ ،

تظلُّ هي المخبوءة َ في قاعِ دماكَ ،

وأفياءِ حناياكَ ،

وتأريخُ جنونكَ يفضحُ

ما ظلَّ يغوصُ بعينيكَ ،

ويشعلُ برقَ هُيامكَ ،

لنْ تجدَ العشَّ الذهبيَّ المنسوجَ

بأحضانِ هواكَ ،

وبهجة  دنياكَ ،

وأنتَ تغورُ بعيداً

في منفاكَ ،

وتمضغُ في السرِّ مرارة َ رؤياكَ ،

فكُنْ طيراً يطلقُ ريشَ جناحيهِ ،

لشمسِ عراقٍ يؤويه ِ ،

ويلتمُّ بحضرة ِ مَنْ يهواهُ

مُقيماً في أصقاعِ جنوبٍ

يطويكَ بأحضان ِ النخلِ ،

          وغاباتِ الماءْ.

أسمى ما يمكنُ أنْ تورقُ فيه ِ ،

وتعشق طيبَ ثراه وسُكناه.

البصرة

14 / 8 / 2025

 

(6)

نصٌّ مفتوح

 

أبدأ ُ عكسَ رتابة ِ

ما اعتادَ عليه الشعراءُ ،

واستعذبُ أن أبدأ َ من خاتمة ِ النصّ ،

وأقلبُ كلَّ موازينِ الأشياءِ ،

واختزلُ الفكرة َ والرؤيا ،

أمزجُ نبضَ الإيقاع ِ بضوعِ الصورِ

المغمورة ِ في ماءِ الروحِ

وهذا الحرف السامقِ في لغة ِ الماسْ.

أمضي

أعجنُ من طينة ِ هذا التكوينِ المُبهرِ

نصّاً

يورقُ فوقَ شفاهيَ ،

يورقُ فوقَ ثغورِ الورْدِ ،

وحنجرة ِ الطيرِ ،

ويصدحُ بين قلوبِ المسحورينَ

بهذا الشغفِ العذبِ ،

وروعة ِ هذا الوترِ الحسّاسْ .

البصرة

19 / 8 / 2025

 

(7)

عاشقة ُ النهرين

 

فوقَ بهاءِ الجسرِ

على خدّي دجلة َ

ألقتْ باقة َ وردٍ عابقة ٍ

بالحبِّ لبغدادَ ،

ورشّتْ عطرَ جدائلها المنثورة ِ

مثلَ ضفائر هذا السعفِ البصريّ

بوجهِ الريحِ

غزالة ُ حُبٍّ حالمة ٌ

تصطادُ قلوبَ العشّاق العُذريّينْ .

الشعرُ يُغرّدُ فوقَ ضفافِ الثغرِ ،

ويورقُ هذا الألقُ المخمورُ

بموجِ العينين.

أحلى ما يمكنُ أن تهديه لنا

هذي الحوريّة ُ

عاشقة ُ النهرينْ .

البصرة

20 / 8 / 2025

 

(8)

احتفاءً بشروقي

 

حمداً للهِ توشّحتُ بنوطِ ذرايَ ،

ولم أهبط ْ للقاعِ ،

واسترخصُ ماءَ جَبيني ،

طفتُ كثيراً في مرقايَ ،

إلى الحلمِ المعسولِ ،

ولمْ أركنْ للصمتِ أو الموتِ ،

تقوّستُ كجذعِ النخلة ِ

مِنْ فرطِ عذوقيَ ،

وارتحتُ بأنْ أسكبَ غيثَ حنينيَ ،

صفْوَ نثارِ جنايَ ،

وطيبِ شذايَ

بأحضان قناديلِ الروحِ

وأيقونات شموسي،

أبحرتُ بكلِّ زوايا الأرض ِ ،

وروّضتُ خيولَ بروقي

في منفايَ ،

وأورقتُ سنابلَ عشقٍ ،

درّ عطاءٍ

يخطفُ برقَ الأبصارِ ،

ويسطعُ بين ربيعِ الأسفارِ ...

تقادمتُ ،

وشيخاً أصبحتُ

ولكنّي لا زلتُ بعرش ِ صبايَ

أشعُّ ،

وخلفي تساقّطُ

أشباحٌ ،

أقنعة ٌ ،

أقزام ٌ ،

تختالُ بحجم الأظفارْ !!

البصرة

 

المشـاهدات 13   تاريخ الإضافـة 15/09/2025   رقم المحتوى 66690
أضف تقييـم