الجمعة 2025/10/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.11 مئويـة
نيوز بار
تهميش درس التربية الفنية اقصاء للذوق المستقبلي
تهميش درس التربية الفنية اقصاء للذوق المستقبلي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن الخاقاني
النـص :

 

 

 

ننطلق من تلك الحسرة التي التفت بخاطر الطالب الذي كان ينتظر بشغف قرع جرس حصة التربية الفنية وسط ضغوط المواد العلمية وصرامتها التي استبدلتها الادارة بدرس اكثر فائدة - كما يزعمون – من المواد العلمية !ومن تلك الالوان المتجمدة مع خيال الطفل والكراسة المهجورة التي فاتتها الفرصة في اطلاق العنان لها في رحاب الخيال كثيرا مايتكرر هذا الموقف في اغلب المدارس بتهميش درس التربية الفنية بأعتباره درسا غير اساسي في منهجية الجدول الاسبوعي وسيادة الدروس الاخرى , ولربما يعتقد البعض ان وقت التربية الفنية غير ضروري ويجب الاستفادة منه او حتى يعتبره البعض مضيعة للوقت اصلا !!! فلنقف عند هذا المنعطف الذي يبدو عند الاغلب انه عاديا ودارج ولنفهم ان منهجية التعليم لاتكتمل الاباكتمال الدروس المخصصة لكل مرحلة دراسية من الالف للياء ولايمكن اعتبار احد هذه الدروس خاضعا للتسلسل بالاهمية واخص بالذكر درس التربية الفنية والتربية الرياضية الذي يقع ايضا تحت طائلة الضغوط ذاتها . وهنا يتوجب علينا ان نفهم مدى اهمية وفائدة درس التربية الفنية في صياغة الذائقية المبكرة عند الطفل واتساع افق الابداع وخلق الفرص الابتكارية الشاملة في مختلف ميادين الحياة . فهو الشرارة الاولى للأتقاد الفكري والتي تقوم بتوسعة الافق الجمالي وهنا ربما نتعرض الى فسحة من التخمين كيف ستكون هيئة مجتمع كامل لو جردناه من القيم الفنية واستأصلنا منه التعليم والتذوق الفني ؟ كيف سيكون مظهره في المستقبل القريب والبعيد ؟ ولامبالغة ان قلنا هو الخطوة الاولى في المسيرة التحضرية كما ورثناها من الحضارات السابقة التي جسد بها الفن والفنان تاريخه في عكس التمدن الحضاري لمختلف الامم وكان خيرشاهد عليها وبدل من تعزيز هذا الجانب اصبح التهميش وحشا كاسرا يلتهم هذه الطاقة ويكبح جماحها كما تدور حول هذا الدرس الكثير من الاخطار والاخطاء بل حتى في التسمية الخاطئة التي يطلقونها على درس التربية الفنية بدرس (الرسم) حيث تختصر اتجاهات التربية الفنية المتعددة بفروعها الى الرسم فقط ويغيب الكثير من الاختصاصات مثل الموسيقى والنحت والتمثيل والمسرح والفنون التطبيقية والاشغال اليدوية والخ والتي تعد مكونات واركان اساسية لهذا الدرس وضرورة لتطبيقها كما في بعض البلدان المتطورة التي دأبت على تنفيذها بأبهى صورة . لربما نعلم ان هناك بعض الصعاب والعراقيل في صدد هذا المجال مثل عدم توفر شروط القاعة الفنية في المدرسة وعدم توفر الادوات والمستلزمات والالات الخاصة بالدرس علاوة على ذلك عدم توفر الاساتذة المختصين بالفنون في بعض المدارس التي تعاني من نقص الكادر حتى ان بعض الادارات تقوم بترشيح استاذة اخرين من اختصاصات اخرى لملئ مكان معلم الفنية المغيب . كما انه سمي بدرس التربية الفنية ذلك باقتران الفن مع التربية ويقصد تنشأت الذوق والحس الفني بتربية وتطور المنظومة الجمالية عند الفرد منذ الصغر وبمحصلة نهائية هو خلق مجتمع متحضر فني يعي مفاهيم الرتابة والاسس الجمالية التي هي معيار الامم في حلبة التحضر التي تتصارع وتتسابق بها كل البلدان في اظهار مدى تطورهم . ما يهمنا هو كيف ننشأ جيل يعي الجمال ... وكيفية تهذيب الذائقية في نفس الفرد والمجتمع . فلابد من وضع حلول جوهرية حاسمة في ترسيخ الحس الجمالي فاليوم مسؤولية الحفاظ على الذوق العام وجماليات المكان والزمان هي مسؤولية كل فرد ويجب تنشأتها منذ الصغر .

 

المشـاهدات 71   تاريخ الإضافـة 21/09/2025   رقم المحتوى 66772
أضف تقييـم