الجمعة 2025/10/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.22 مئويـة
نيوز بار
الدبلوماسية الثقافية بين الحضور الشكلي والفعل الإبداعي
الدبلوماسية الثقافية بين الحضور الشكلي والفعل الإبداعي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

 

 

تعدّ الدبلوماسية الثقافية أحد أبرز أشكال القوة الناعمة التي تعتمدها الدول للتأثير في الرأي العام الخارجي وتعزيز حضورها الرمزي في السياق الدولي. وتلعب الملحقيات الثقافية دورا محوريا في هذا السياق بوصفها الذراع التنفيذي للسياسات الثقافية في الخارج، والجسر الذي يربط الجاليات الوطنية بموروثها الثقافي من جهة، ويعرّف الشعوب الأخرى به من جهة ثانية.

وما يتعلق بالوضع العراقي، وما شهده البلد من تحولات سياسية واجتماعية وثقافية، تزايدت الحاجة إلى استثمار هذه المؤسسة في إعادة صياغة صورة العراق ثقافيا، خاصة في ضوء ما يملكه من إرث حضاري يمتد إلى آلاف السنين،

ورغم وجود عدد كبير من الملحقيات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة أو التعليم العالي في اغلب السفارات العراقية، إلا أن تفعيل دورها ما يزال دون مستوى الطموح، ويكمن وراء ذلك عديد الاسباب من بينها هيمنة البيروقراطية الإدارية على العمل الثقافي.ضعف دور  وكفاءة اغلب العاملين في هذه المرافق المهمة  وتعدد المرجعيات بين وزارات الثقافة والخارجية والتعليم إلى جانب ضعف التواصل مع الجاليات والمثقفين  والكفاءات من العراقيين في الخارج لكن السبب الأهم هو غياب استراتيجية ثقافية واضحة تربط الداخل بالخارج وتوظف الإمكانيات المتاحة وفق الاهداف المنشودة، ومن اجل

النهوض بدور الملحقيات الثقافية وتفعيل  دورها  لابد من  اعتماد خطة استراتيجية ذات محاور متكاملة، أبرزها:

 بناء قاعدة بيانات ثقافية شاملة لأسماء المثقفين والفنانين العراقيين وفتح قنوات اتصال مستمرة، ودعوتهم للمشاركة في الفعاليات الرسمية، وتكريم الرموز الفاعلة، ودعم مشاريعهم الثقافية التي تسهم في الترويج للثقافة والتنسيق مع الجمعيات والمنتديات الثقافية العراقية الفاعلة في الخارج والتعاون  في اقامة العديد من النشاطات والمهرجانات والأسابيع الثقافية والندوات التعريفية برموز الثقافة والإبداع العراقي كذلك توظيف الوسائط الرقمية والإعلام الجديد

لإنشاء منصات إلكترونية متعددة اللغات تُعنى بنشر الأدب والفن العراقي، وتقديم محتوى رقمي يوصل رسالة العراق الحضارية إلى الجمهور العالمي بطريقة عصرية وجذابة. كما ان اطلاق مبادرات ثقافية مشتركة مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية في الخارج، لإقامة فعاليات فكرية وفنية تُسهم في البناء التنموي  وترسخ العلاقة بين الداخل والخارج ، ولابد ايضا من

 التنسيق والربط المؤسسي بين وزارات الثقافة والخارجية والتعليم العالي، لضمان توحيد الجهود وتبادل الخبرات والموارد في خدمة الأهداف الثقافية الوطنية.

إن الملحقيات الثقافية، إذا ما تم تفعيل دورها عبر توظيف  القوى الناعمة المتمثلة بخطابات الفنون المختلفة كالأدب والمسرح  والتشكيل والسينما والموسيقى والتراث. وهي الأكثر تأثيرا من الخطاب السياسي والإعلامي والقادرة على لعب دور فاعل في بناء صورة إيجابية عن العراق المعاصر، بوصفه بلدا غنيا بالتعدد الثقافي والطاقات الإبداعية.وهكذا يتم إعادة تقديم الصورة الثقافية للعراق بما يليق بتاريخه وتنوعه وابداعه .

المشـاهدات 163   تاريخ الإضافـة 26/09/2025   رقم المحتوى 66912
أضف تقييـم