النـص : كنت و ما أزال أؤكد على أهمية ترسيخ و تعزيز العلاقات العربية- الأوروبية، لا سيما مع المتغيرات المهمة التي تحدث في العالم و التوازنات الدولية، و كتبتُ مرارا في هذا الموضوع و دعوتُ اليه. لقد أخطأت الآيديولوجيات الراديكالية العربية و الإسلاموية، في فهم الغرب و التعاطي معه و في التحريض ضده، فالغرب سواء الغرب السياسي أو الغرب الثقافي أو الغرب الاجتماعي، ليس نسقا واحدا، و هناك في الغرب جهات تتعاطف مع العرب و تقف مع قضاياهم.لقد حاولت جهات مغرضة الإيقاع بين العرب و الغرب، تارة بتخويف الغرب و بث الإسلاموفوبيا و تقديم صورة متطرفة عن العرب على أنها الصورة النمطية، و تارة ببث كراهية الغرب في المجتمعات العربية و التركيز على الماضي الاستعماري، و بعض السياسات الغربية الخاطئة اتجاه العرب و قضاياهم و تعميمها على الغرب، متجاهلة المصالح الحيوية مع الغرب و المواقف الإيجابية لأطياف متنوعة في الغرب عموما و أوروبا خاصة. لا بد اليوم - لا سيما بعد المواقف المشرّفة التي تعبّر عن اتجاه جديد في السياسة الأوروبية - من فتح صفحة جديدة مبنية على حسن النوايا و مفعمة بالإيجابية، يسودها الحوار و التفاهم و التنسيق و التعاون و العلاقات المتينة المتطورة لصالح الطرفين. ينبغي تشجيع الدول الأوروبية التي تجسد مواقف نبيلة إزاء قضايانا، و تقوية العلاقات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية معها. إن تمتين العلاقات العربية مع الاتحاد الأوروبي، و الدفع باتجاه دور أوروبي وازن في النظام العالمي و ما يمر به من تحولات، أمر ضروري لصالح العرب و الغرب و المجتمع الدولي.
|