الجمعة 2025/10/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
التلوّن في المواقف مرض مجتمعي خطير
التلوّن في المواقف مرض مجتمعي خطير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين عبد القادر المؤيد
النـص :

 

 

 

مفكر و سياسي

 

مجتمعنا مصاب بأمراض خطيرة، و ربما تكون أو تتحول الى أمراض مزمنة يدفع المجتمع نفسه ضريبتها و يئن تحت وطأتها . يجب ترسيخ وعي عام لدى شرائح المجتمع بحيث يلتفت الى هذه الأمراض و لا يسمح للمرضى بها بالتصدر ، و يجب على المعنيين بشؤون المجتمع العمل على معالجة هذه الأمراض و تجنيب المجتمع المصابين بها . من هذه الأمراض الخطيرة، التلون في المواقف وفقا للمصلحة الشخصية و ليس وفق مقتضيات المصلحة العامة . من طريف ما يذكر في المقام أنني قرأت لأحدهم و قد انقلبت الأوضاع لغير صالح فريقه، فكتب يقول كيف نعتمد على من أعطى المشروعية للوضع الحالي، و قد تناسى أن فريقه ما يزال جزء من نسيج هذا الوضع ، لكنه أفلس أخيرا .المشكلة أن البعض و بكل صلف يتحول من موقف الى نقيضه و كأن التاريخ لم يسجل مواقفه، و الأنكى من ذلك أن مثل هؤلاء يحاولون التمترس خلف مزاعم المصلحة العامة لتغطية ماوراء مواقفهم من دوافع شخصية، و يلقون باللوم على الآخرين، و لا يتقبلون فكرة أنهم أخفقوا في سياساتهم .إن تغير المواقف لا سيما في العمل السياسي أمر طبيعي، لكن التفاوت هو في كون التغير لدوافع شخصية، أو يحصل التغير لأجل المصلحة العامة التي يجب أن تكون هي الثابت الأصيل في العمل، و هنا سيكون التغير المستند للمصلحة العامة حاملا في طياته مبررات موضوعية حتى لو اختلف معها الآخرون لكن يبقى للشخص تقديره و يُتفهّم موقفه لأنه انطلق من منطلق المصلحة العامة. أما أن يأتيك بسلسلة وجوه يتلفع بها لتبرير موقفه حين يكون جزء من وضع فاسد و مستفيدا منه، ثم ينقلب على ذلك الوضع و كأنه المعارض الأول الذي يحكم على ما في ذلك الوضع من سلبيات حين يفلس و يمنى بالإخفاق ، فهذا يعني أنه مريض و يجب تجنيب المجتمع منه .

المشـاهدات 211   تاريخ الإضافـة 04/10/2025   رقم المحتوى 67000
أضف تقييـم