الثلاثاء 2025/10/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
نيوز بار
هدية حسين ومفاتيح القلوب
هدية حسين ومفاتيح القلوب
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

علوان السلمان    

اشارات اولية..

ـ (مفاتيج العقول دلالة سيميائية  تناسب المنجز كونها مركز المعرفة والقلوب مركز العاطفة) والمنجز يجمع ما بينهما..

ـ ان للخطاب السيري الحياتي الذي انتهجته  المنتجة هدية حسين زخما مفاهيميا متنوعا وسبب تنوعه الميادين المعرفية التي طرقتها..فضلا عن انه لايقف على الحدود العيانية بل يتعدى الى الحضور الذهني..

ـ المنجز يندرج في قائمة تصنيف الخطابات الذي ينطلق من معايير تنحصر في(الموضوع والآلية والبنية)..

  وباستحضار المنجز الذي نضحته ذاكرة الساردة هدية حسين والذي ضم بين دفتيه  (38 )مقالة لا 36  توزعت على (189) صفحة، تناولت الأدب والفن والحياة برؤية إنسانية خاصة تنسجم مع أسلوب الكاتبة المعروف بقدرته على الغوص في تفاصيل التجربة الإنسانية..واسهم الاتحاد العام للادباء والكتاب في نشره وانتشاره/2025..كونه يعتمد على ملفوظات(ابواب مقالية) متعددة وكل واحد منها يشكل وحدة تواصلية قائمة بذاتها..فضلا عن أن للمفاتيح حضوراً رمزياً يتجاوز حدود الأشياء الملموسة،فهي ليست قطعاً معدنية لغلق وفتح الأبواب فحسب، بل مفاتيح للمعنى واليقين، تساند خطواتنا وتفتح لنا منافذ الحياة كما فعلت في أمثالنا وموروثاتنا الشعبية على حد تعبير المنتجة.. على حد تعبير المنتحة...                                                 

ـ ففي باب الادب كانت رواية( العاشق)لماجريس دوراس التي تنتمي الى ما يسمى(الرواية الجديدة) التي تتميز برفضها فكرة الشخصية والحكاية والتفسيرات فيها غائبة ومفترضة في مواجهة البطل..) على حد تعبير الان روب جريبيه في كتابه(نحو رواية جديدة).. ومن ثم تبدأ بعرض عوالم الرواية ..ثم تعرج على باب الاغتيالات منطلقة من فيدريكو لوركا.. وتنتهي بمقولتها الموجهه للوركا (اقمارنا تبقى سرمدية تنير لنا دروب الحياة ولا شك بانك تدرك من مكانك القصي الذي رحت اليه قبل عشرات السنين كم لوركا من بعدك قتل بالطريقة نفسها ولم يمت.. فخطاب الاغتراب والحنين للوطن  (ايها الوطن لماذا لا تستعيدنا؟...(اغص بغربتي وأقول: سلاما على وطني في الصباحات الندية أو المغبرة أو الممطرة..  

سلاما لكل جندي دفعته غيرته بالحفاظ على تربة الوطن..سلاما لارواح الشهداء الذين سيعيشون اكثر مما يعيشه القتلة والمفسدون في الوطن.. ولا سلام على المتمسكين بكرسي الوظيفة من اجل تعذيب الانسان) ص23..                                                                 

فالانتقال الى عالم السرد المقالي والارجنتيني(ماريو بارغاس يوسا) في مقالته(كيف تغلبت على خوفي من الطيران)..والتي يختصرها بسفره وقراءة رواية ..وعلى اثر ذلك اخذت المنتجة بنصيحته عند رحلتها الاخيرة الى بغداد اذ قطعت المسافة انطلاقا  من مطار تورونتو مع رواية(ابنة الحظ) لايزابيل اللندي..من اجل اشغال الفكر وقتل الفراغ لا الخوف من  ركوب الطائرة...فالانتقال الى الذات والكتابة عن البحر والاشارة الى الذين سبقوها في هذا المجال منهم(ارنست همنغواي في الشيخ والبحروحنا مينا في الشراع والعاصفة وثلاثية حكاية بحار وعبدالرحمن منيف في روايته حين تركنا الجسر ومحمد زفزاف في الافعى والبحر..فرواية صخرة هيلدا للمنتجة هدية حسين..التي كتبت معظم فصولها امام بحيرة أونتاريوخامس اكبر بحيرة في العالم.. والتي تذكر المنتجة بنهر دجلة الذي لم يغادر ذاكرتها اينما حلت حتى  انها تعد كل قطرة منه تعادل موجة من موجات بحيرة اونتاريو وبحار العالم..فالانتقال الى عالم الذكريات ولميعة عباس عمارة مدرسة اللغة العربية الشاعرة التي تكتب  الشعر الفصيح والعامي.. الصابئية التي كانت تقول(اقرأوا قرآنكم وتعلموا منه واقرأوا نهج البلاغة وتعلموا كيف تكتب الجملة وكيف تقرأ) ص35..فالاانتقال الى العالمية وول سوينكا المسرحي والروائي الحائز على جائزة نوبل1986 عن روايته التي تكشف عن سيرة  وتاريخ بلد اسمه نيجيريا..فالخوض في عوالم النص المغنى والدراما السيمية فكان انموذجها فلم(الوردة البيضاء)اخراج محمد كريم وتمثيل محمد عبدالوهاب  بعد شهرته الغنائية..ومن ثم العروج على المكان متمثلا بمقهى ريش والبرازيلية وكرسي جي كي رولنغ الذي بيع ب 394 الف دولار في مزاد نيويورك  لانها  كانت تستخدمه عند كتابة مسلسلها هاري بوتر..وهنا ضربة الحظ التي جعلت منها اغنى الكتاب في العالم..فصورة دوريان جراي رائعة اوسكار وايلد التي خلد فيها جمال الروح والجسد.. لكن  لم يسعفها الحظ سينمائيا...فوقفت المنتجة ساردة عوالمها المازجة بين الجمال الانساني والقبح المتواري وراءه..بين الروح والجسد وصراعهما من اجل الخلود..فالوقوف على اسباب انتحار المشاهير(الشاعر الروسي ماياكوفسكي وفان كوخ الرسام الهولندي وياكو ماشيما الروائي الياباني والشاعرة سيلفيا بلاث والممثل الشهير روين وليمز والفنانة داليدا والشاعر  خليل حاوي(انتحاره بسبب دخول القوات الاسرائيلية لبنان1982..)..والروائية أروى صالح(سقوط من الطابق العاشر )..ويبقى السؤال  لماذا الانتحار ؟؟ومن ثم تتحدث المنتجة عن الاكاذيب الجميلة...فحواراتها وهي تعيش عالم الصحافة مع فنانين لهم بصمتهم وتاريخهم..فمتابعة قرائية للهائمين في جهات الارض(الغجر) متمثلة في كتاب(تكيف الغجر)للدكتور حميد الهاشمي.. وهو دراسة انثربولوجية اجتماعية لجماعات الغجر(الكاولية)...فباب الحزن في الاغنية العراقية والوقوف على اسبابه التي ياتي في مقدمتها الواقع الطبقي وتهميش الانسان.. لذا كان جواب الشاعر لمن يطلب منه نص الفرح.. ( يكولون غني بفرح/وانه الهموم اغناي/بهيمة ازرعوني ومشوا/ وعزوا علي الماي..).. فالدخول لعالم المراة ..تبعها مقال  كلمات وصور..كون(الكلمات سماؤنا فلابد من ان تكون لهذه السماء نجوم واقمار تشكل لوحة الحياة..ومثلما الكلمات تعطي المعنى فان الصور تعطي

 للمعنى العمق  الذي يديم زخم الحياة..) ص102

ومن ثم كانت وقفتنا مع مقالة شكل عنوانها(مفاتيح القلوب) نصا موازيا وعلامة سيميائية دالة تكشف عن المتن النصي (على جسر ساوث غيت وهو جسر

وهو جسر مشاة في ملبورن الاسترالية ازيل عشرون الف قفل لدواعي السلامة..وفي ايطاليا حاول مسؤولوا  مدينة البندقية بجهود مضنية منع العشاق من تعليق الاقفال على جسر ريالتو...الاقفال ازيلت اما المفاتيح فقد بقيت في النهر والنهر ازلي وعطوف بالمحبين...) ..اما نحن العرب فلا نحتاج الى اقفال لان الحب عندنا يقفل على القلوب ويعمي العيون ويذهب بالعقول احيانا..لذا تقول لميعة عباس عمارة:لاتقل للابد /حبني اليوم/او حتى قجر غد/حبني دون حد.)..فالحيث عن احتراق غزة فنوارس مهدي عيسى الصقر والوقوف على روايته (الشاهد والزنجي) التي تتكرر احداثها منذ بدء الخليقة حيث قابيل وهابيل كما اقتربت الفكرة من هاملت الذي يكشف خيانة امه مع عمه.. فالحديث عن القصة وكتاب المستقبل.. فالوقوف على عوالم رواية البحر والسم للكاتب الياباني شوساكو اندو.. التي تعد من اكثر روايات شوساكو معالجة لغياب الضمير الانساني  حين يفتقد المرء للحصانة الاخلاقية.. على حد تعبير المنتجة.. فالوقوف على سرديات نهاية العالم الذي تحدثت عنها الروائية الهولندية مينيكه شيبر في كتابها(نحن ومن بعدنا الطوفان)..فالوقوف على الاشاعة حين ترتدي ثوب الحقيقة فالحديث عن داخل حسن وذكريات لاتنسى..فحديث درامي مع مرآة القلب فالحديث عن حب ذهب ولم يعد شعريا...وتنهي المنتجة منجزها بقرار شعري(لا لن اندم على شيء/ لا الخير الذي لقيته/ولا الشر الذي احتملته/نسيت الماضي/ لقد دفع الثمن)..ولها(اليوم لا اقف في محطات الانتظار من اجل من ياتي او لا ياتي..ولا التفت لمن يترصدني في المنعطفات ويفح بالوشايات..واذا كان ثمة اعتذار علي ان اقدمه لمن يستحق..فليس اكثر استحقاقا الا لنفسي اعتذر عنها عن كل الحماقات والمماحكات واضاعة الوقت..) ص182

 

ملاحظة...

ما جلب انتباهي ان المنتجة(مرة تقول الكاتبة مارجريت دوراس واخرى مارغريت دوراس) هذا يعني اعتمادها ترجمات متعددة..) ص5

المشـاهدات 37   تاريخ الإضافـة 05/10/2025   رقم المحتوى 67049
أضف تقييـم