وراء القصد المتظاهرون ليسوا للإيجار |
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب محمد السيد محسن |
النـص : ربما نجحت الطبقة السياسية الى حد ما بالمراهنة على الزمن لاحتواء انتفاضة تشرين , ومطالب المتظاهرين , وحقوق شهدائهم. بيد أن هؤلاء المتظاهرين وإن كانوا من جهات عدة , ومن مشارب مختلفة , وحسب ما يوصفون في ساحات التظاهر , من "خيام" مختلفة , فان منهم المخلصين الذين ما زالوا ينتظرون انتصار الانسانية أولا على فيروس كورونا ثم يخرجون من جديد للمطالبة بحقوق شعبهم , وتبييض وجههم امام شهدائهم والجرحى الذي سقطوا في ساحات التظاهر. ولا بد من الإشارة الى ان هناك من يتربص بحكومة الكاظمي من خلال فتح ثغور في ساحات التظاهر , لمحاولة الضغط على الكاظمي الذي وصل الى سدة القرار رغما عنهم , فاستعانوا بصغارهم لتحشيد البعض والخروج في مظاهرات دون اخذ المشورة من اصحاب الرأي , والمضحين الشرعيين للانتفاضة في الساحات. ليس ما نتحدث عنه تشكيك , وانما هو تحذير للأبطال في سوح التظاهر كي يكونوا على أهبة الاستعداد لمن تسول له مصالحه الحزبية والضيقة ومنافعه التي يخشى خسارتها , ان يخترق صف المتظاهرين ويحشد بعضهم بذريعة رفض الترشيح والتلويح بحاجات المواطنين التي لم توفر منها حكوماتهم السابقة التي كانوا يمثلون جزءها الاكبر. وبالعودة لما حدث في واسط , والأصوات التي باتت تعلو في تحليل خروج البعض , واختراقهم من قبل صغار الاحزاب وعودة الحرق الممنهج بشكل حزبي لتخريب سمعة المتظاهرين والاستفادة من مطالبهم المشروعة لتحويلها الى رسائل تحذير لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي , والتلويح بالضغط عليه من خلال اصوات الجماهير , دون علمهم, كل ذلك يدفع المتظاهرين في هذه اللحظة الى عملية فرز متواصلة , وترتيب اولويات المطالب , ودوافعها , كما يحتاجون بشكل جاد للبحث عن الاموال التي تدفع خفية للبعض من اجل اشعال فتيل المظاهرات قبل اوانها , ومن ثم اختراقها , على اعتبار ان المتظاهرين اصبحت لديهم الخبرة الواسعة في التعامل مع الاحداث وتشخيص المنتفعين ومعرفة هوياتهم الحزبية ومشاريعهم البراغماتية. ان الاحزاب التي بدأت تفقد وجودها في العملية السياسية , وتتراجع مكاسبها التي كانت تحتاز عليها , ستتوجه الى الشارع كي تستفيد من نقص حاجات الجماهير , وتحاول ان تخترق صفوفهم , وتتحايل عليهم , الامر الذي يحتاج فعلا الى تركيز وتنسيق عال لمجمل ظروف المرحلة وقدرة المنتفضين على ان يستأنفوا مشروعهم الذي لم ينطفئ , وانما حالت بينهم وبينه ظروف قاهرة , وسلطة متحايلة. الشعب وحده هو من يمتلك الشارع ويراهن على اصوات ابنائه , وليس من حق الاحزاب ان تتسلل خفية , لتجعل من بعض المتظاهرين ادوات احتجاج باسمها سرا , لتأسيس جبهة موهومة ضد السلطة. والسلطة تبقى في دائرة الرصد والاتهام حتى تثبت براءتها امام الشعب , فهي وإن كانت حصيلة ضغط الجماهير , لكنها ما زالت منقادة الى الاحزاب الكبيرة , والحيتان التي رمتها انتفاضة تشرين الى البر تشرب الهواء وتنفث اليأس , لانها لم تعد قادرة على الوقوف بوجه واضح , بعد ما تعرت امام صمود المتظاهرين فاستعارت وجوها من اخرين وباتت تتفق بالخفاء للاستحواذ على وزاراتها , ومحاولة صياغة السيناريو السابق الذي انتفضت طليعة الشعب من اجل القضاء عليه. ليس امامي الا ما قاله مظفر النواب : " أيها الشعب ضجً بشكل صحيح". ما احوجنا ان نضج بشكل صحيح في هذه المرحلة التي يتربص بنا اعداء السلطة والمنتفعون. alsaidmohsin@gmail.com |
المشـاهدات 872 تاريخ الإضافـة 12/05/2020 رقم المحتوى 6705 |