في كل زاوية من زوايا هذا العالم، تقف المرأة كرمز للقوة والإلهام، إنها ليست مجرد نصف المجتمع بل هي محور الكون بذاته.المرأة هي الأم التي تُعطي الحياة، و الزوجة التي تُشارك الأحلام، و الإبنة التي تحمل الأمل..وكما قال الشاعر(الإم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ)، وأيُّ إعدادٍ تُعدّه لها من خلال العنف الأسري أو التحرش اللفظي أو الجنسي أو الزواج المبكر أو القتل المتعمد، فإذا أعددتها بهكذا أسلوب وهكذا محيط، أيُّها جيلٍ ستعدّهُ هي.إنَّ العنف ضد المرأة لا يؤثر فقط على الفرد، بل يمتد تأثيره ليشمل المجتمع بأسره، فكلما تم تهميش المرأة وإقصاؤها، زادت الفجوة بين الأجيال، فالمرأة القويةوالمستقلة تُساهم في بناء مجتمع متماسك، حيث تساهم في تعزيز القيم الإنسانية وتربية جيلٍ قادرٍ على مواجهة التحديات.ولكن، في خضم هذه المعاناة، تُظهر المرأة قدرة هائلة على التحوّل من ضحية إلى بطلة، فكل تجربة صعبة تتجاوزها هي بمثابة خطوة نحو تمكين الذات وإعادة بناء الهوية.فإنّ دورها اليوم لم يعد مقتصراً على التربية والتنشئة فقط، بل إمتدّ ليشمل ميادين العمل والإبداع والقيادة، إنها رائدة في مجالها، مبتكرة في أفكارها، وصاحبة تأثير كبير على مجتمعاتها، فهي اليوم مهندسة وطبيبة ومعلمة ومحامية وفنانة ومديرة تنفيذية وسياسية.... وكلما أُعطيت الفرصة، ارتفعت إلى آفاق جديدة وأثبتت وجودها وقوتها.وإنّ السعي نحو تحقيق المساواة بين الجنسين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضرورة تنموية، يجب أن نعمل جميعاً على تغيير المفاهيم الثقافية السلبية التي تعزز العنف والتمييز، فتمكين المرأة يعني تمكين المجتمع بأسره، لأنه عندما تُعطى المرأة الفرصة لتحقيق إمكاناتها، فإنها تفتح آفاقاً جديدة للنمو والابتكار. ومن الضروري أن نُعزز من مكانة المرأة في المجتمع، من خلال دعمها وتمكينها، يجب أن نُعطيها الفرصة لتكون قادرة على بناء مستقبل مشرق لها ولأبنائها، حيث يُحترم حقها في الإختيار، وتُعطى الفرصة لتحقيق أحلامها.عزيزتي المرأة، تذكري انّك قوية، تعوّدي على قول لا حين لا يكون الأمر لمصلحتك، قولي لا أريد،  لا أُحب،  لاأستطيع، هذه الكلمات ليست مجرد رفض، بل هي تعبير عن إرادتك وحقوقك، فلكل امرأة الحق في أن تُحدد مسار حياتها دون خوف أو تردد.وتذكري أنّ كلٌ حلمٍ يتطلب شجاعة لتحقيقه، لا تخشي الفشل، بل إعتبريه تجربة تُضيف إلى رصيدك، فكل خطوة تخطينها نحو تحقيق طموحاتك تُعتبر نجاحاً في حد ذاتها، نحن هنا لنُشجعك على إتخاذ خطوات، ولنجعل من كل تحدٍ فرصة للنمو والتعلّم والتغيير والنجاح.هلم لنبني مجتمعاً يحتفل بقوة المرأة، حيث تُحترم حقوقها ويتم الإعتراف بإسهاماتها، فتعزيز مساهمة المرأة في جميع المجالات هو المفتاح لبناء عالم أكثر ازدهاراً وإنسانية.