
![]() |
العراق خط أحمر: السيادة أولاً والحياد خيار البقاء |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
نحن اليوم في قلب منطقة مشتعلة بالصراعات. فالتاريخ علّمنا أن كل حرب لم تكن حربنا، انتهت بدمار في بيوتنا وجوع على موائدنا، في وقت يشتعل فيه الشرق الأوسط بالتوترات، تقف بغداد عند مفترق طرق: هل سينجرف العراق إلى حروب ليست حروبه، أم سيحمي نفسه بسياسة متوازنة ومستقلة تضمن استقراره ومستقبله؟ الواقع يفرض أن الخيار الأخير هو السبيل الوحيد لحماية الدولة والمجتمع العراقي.
حين تهتز السيادة، ينهار المجتمع. فقدان السيادة ليس مجرد مادة في دستور أو شعار سياسي؛ إنه يعني حياة الناس اليومية. رأيناه بأعيننا: ميليشيات مسلحة خارج الدولة سيطرت على الأحياء، الخدمات انهارت، والعنف صار لغة الشارع. التجربة لم تكن نظرية، بل عاشها العراقيون في لحمهم ودمهم. وكما أظهرت تجربة اليمن، فإن فقدان السيطرة على الأرض والسلاح قاد إلى أزمة إنسانية خانقة وانعدام القدرة على حماية المدنيين أو توفير الخدمات الأساسية. لهذا فإن حماية السيادة الوطنية ليست مجرد مطلب سياسي، بل خط الدفاع الأول عن المجتمع وحياة الناس.
الحرب ليست بطولة، بل خراب. كل من يلوّح بالحرب يتناسى أن المواطن سيدفع الثمن أولاً: الأمن يضيع، الأسعار ترتفع، الدخل يتراجع، والناس تُهجَّر من بيوتها. ولسنا بحاجة إلى أمثلة بعيدة؛ يكفينا أن نتأمل حاضرنا القريب لندرك أن أي تورط عسكري في الصراعات الإقليمية سيُكلف العراق ثمنًا باهظًا: فالأمن الداخلي سيتعرض للخطر مع استغلال داعش والميليشيات للفوضى، والاقتصاد المرهون بالنفط قد ينهار إذا تعطلت الحقول والموانئ، والانقسام السياسي والاجتماعي سيتعمق حتى يتحول إلى صراع داخلي يهدد التماسك الوطني، كما سيتراجع دور العراق الإقليمي فيتحول من جسر للتوازن إلى ساحة صراع بالوكالة.
الفرق بين جيش العراق والفصائل الخارجة عن القانون واضح: فالأول يحمي الدولة والمجتمع، بينما تُهدده الثانية. عندما تحتكر الدولة السلاح يبقى العراق آمنًا؛ أما حين يتوزع بين الفصائل والولاءات يضيع الوطن ومعه الشعب. ولهذا أجمع وزير الدفاع ووزير الداخلية والمرجعية الدينية العليا على أن العراق لا يمكن أن يكون آمنًا دون سيطرة الدولة على سلاحه. الفارق واضح: القوات المسلحة الرسمية تدافع عن الدولة والمجتمع، في حين أن الفصائل المسلحة يمكن أن تصبح مصدراً للتهديد الداخلي.
الحياد ليس عزلة، بل استراتيجية تمنح العراق القدرة على بناء علاقات متوازنة مع جميع القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك جيرانه المحاطون بالصراعات والتوترات. فبهذا التوازن يحمي العراق مصالحه ويصون استقراره دون أن ينجر إلى حروب ليست حروبه.
العراق اليوم في مفترق طرق. المعركة الأساسية هي تعزيز قوته الداخلية، حماية سيادته، وتأمين رفاهية مواطنيه. إعلاننا أن العراق خط أحمر هو تحذير ونداء: تحذير للنخب السياسية من الانزلاق في مغامرات مدمرة، ونداء للمواطنين للتمسك بسيادتهم ورفض تحويل وطنهم إلى ساحة لصراعات الآخرين. |
المشـاهدات 508 تاريخ الإضافـة 06/10/2025 رقم المحتوى 67101 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |