الثلاثاء 2025/10/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 16.95 مئويـة
نيوز بار
المدارس الكرفانية في العراق .. قنابل موقوتة تهدد جيل المستقبل
المدارس الكرفانية في العراق .. قنابل موقوتة تهدد جيل المستقبل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب صباح تبينه
النـص :

يواجه القطاع التعليمي في العراق تحديا بنيويا مزمنا يتمثل في النقص الهائل في الأبنية المدرسية، وهو عجز يقدر بالآلاف دفع هذا النقص ، إلى جانب عمليات هدم المدارس الآيلة للسقوط وتوقف مشاريع البناء، بالجهات المعنية إلى اللجوء إلى المدارس الكرفانية كحل "مؤقت" وسريع ، إلا أن هذا الحل المؤقت تحول إلى كارثة دائمة تهدد سلامة ومستقبل آلاف الطلاب .

 

مخاطر السلامة.. خطر الاشتعال الوشيك

 

تعد المخاطر المتعلقة بالسلامة هي الأبرز والأكثر إلحاحاً. غالبا ما تبنى هذه الصفوف الكرفانية من ألواح سريعة الاشتعال ( مثل ألواح "Sandwich panel" التي تحتوي على مواد كالـ "فوم") والتي تفتقر إلى مقومات السلامة الأساسية وموافقات الدفاع المدني. في حال حدوث تماس كهربائي، وهو أمر شائع في ظل سوء البنية التحتية، فإن البناء يتهاوى ويشتعل بسرعة هائلة خلال دقائق ، منتجاً غازات سامة، ما يشكل خطرا حقيقياً ومباشرا على حياة التلاميذ والمعلمين ، خصوصاً إذا اندلع الحريق خلال ساعات الدوام .

بيئة تعليمية غير صالحة إلى جانب خطر الحريق، فإن البيئة التعليمية داخل الكرفانات غير مناسبة على الإطلاق: * ظروف مناخية قاسية : ترتفع درجات الحرارة داخل هذه الصفوف بشدة في الصيف اللاهب وتصبح شديدة البرودة والرطوبة في الشتاء القارس، مما يؤثر سلبا على تركيز الطلاب وقدرتهم على الاستيعاب .

 * الاكتظاظ ونقص الخدمات : تعاني المدارس الكرفانية من اكتظاظ كبير في الصفوف ، حيث قد يتجاوز عدد الطلاب سبعين طالباً في الصف الواحد، بالإضافة إلى ضيق المكان، مما يعيق قدرة الأساتذة على إيصال المعلومة. كما تفتقر الكثير منها إلى الخدمات الأساسية كالمياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية الملائمة.

 * ضوضاء وعزل ضعيف : تساهم الأرضيات الخشبية والمواد الرديئة في زيادة الضوضاء داخل الكرفانات، كما أن العزل الصوتي والحراري الضعيف لا يوفر أجواءً هادئة ومناسبة للتدريس النموذجي.فساد وإهمال يطيل أمد الأزمةيجمع الأكاديميون والمراقبون على أن استمرار الاعتماد على المدارس الكرفانية، التي يُفترض استخدامها للطوارئ فقط، هو نتيجة مباشرة للفساد الإداري والمالي وتهاون المسؤولين في معالجة أزمة الأبنية المدرسية. إن الموازنات الضخمة التي رُصدت لبناء مدارس نموذجية لم تحقق هدفها بالكامل، بينما تحول ملف بناء المدارس إلى صفقة سياسية تُدار بعيداً عن المعايير التخطيطية والخبرة، مما أدى إلى تعثر وإهمال آلاف المشاريع المدرسية.إن معالجة ملف المدارس الكرفانية يجب أن تبدأ بـ إرادة سياسية جبارة لمكافحة الفساد وتوفير التخصيصات المالية اللازمة لـ بناء مدارس نظامية وفق مواصفات هندسية تضمن سلامة الطلاب . فمستقبل العراق لا يمكن أن يبنى داخل "محارق" موقوتة ، وعلى الحكومة أن تضع حياة الطلاب وتعليمهم في صدارة أولوياتها الوطنية.

المشـاهدات 25   تاريخ الإضافـة 12/10/2025   رقم المحتوى 67225
أضف تقييـم