الإثنين 2025/10/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 24.95 مئويـة
نيوز بار
فوضى الدعاية الانتخابية والمبالغة فيها، هل بات فوز المرشح بكثرة عدد الصور؟!!
فوضى الدعاية الانتخابية والمبالغة فيها، هل بات فوز المرشح بكثرة عدد الصور؟!!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م. د. صدام العبيدي
النـص :

 

 

مع انطلاق كل حملة من الحملات الانتخابية لعضوية مجلس النواب، تملأ صور المرشحين والمرشحات الشوارع والطرق حتى تغدو وكأنها معرض للصور والشعارات بشكل مبالغ فيه وغير منظم، وكأن كثرة عدد الصور للمرشح وضخامة أحجامها هي من تجعله يفوز بعضوية مجلس النواب!! إن كان المرشح هذا فهمه للدعاية الانتخابية فهو قطعاً فهم خاطئ، فالناخب لا يحتاج لهذا الكم الهائل من الصور حتى يقرر انه سينتخب هذا المرشح أو ذاك، فالناخب عندنا إما أن يكون قد حسم أمره بانتخاب الشخص الفلاني من القائمة الفلانية مسبقاً على أساس الانتماء الحزبي أو الطائفي أو القومي أو العشائري؛ لأن الانتخابات عندنا لازالت وللأسف الشديد ذات طابع طائفي أو قومي أو عشائري أو حتى عائلي، فالبرنامج الانتخابي للمرشح ليس له للأسف حظوظ عند الناخب العراقي إلا ما ندر، أو أن الناخب سينتخب المرشح الذي وعده أن يحقق له مصلحة أو منفعة شخصية أو مناطقية ما حال فوزه، فقد يعده أن يعينه أو يوفر له فرصة عمل أو راتب رعاية اجتماعية، أو يقدم له أو لمنطقته خدمة معينة من تعبيد طرق أو توفير الماء أو بناء مدرسة أو مستشفى وما إلى ذلك من الوعود، وفي مقابل هؤلاء الناخبين توجد فئة كبيرة ستقاطع الانتخابات؛ لأنها فقدت الثقة بالعملية الانتخابية وقدرتها على تحقيق الإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وزيادة الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة وزيادة الدخل للمواطن العراقي، فهذه الفئة ترى أن هذه الانتخابات حالها حال سابقاتها مجرد إعطاء شرعية لأشخاص لا يستطيعون تغيير الواقع الذي يعيشه الناس، فالأمر كله بيد عدد قليل ومحدود من السياسيين من رؤساء الكتل فهم من يتحكمون بالمشهد السياسي ويديرون البلد!! وفي كلا الحالتين فكثرة صور المرشحين بهذه الوضع المبالغ فيه ليس فيها تأثير على قناعات الناخبين أو المقاطعين، فكثرة الصور هذه وضخامة أحجامها لا تأثير لها في تشكيل تلك القناعات أو تغييرها. لذا لا بد من إدراك هذه الحقيقة وفهمها. وأمام هذه الفوضى في الدعاية الانتخابية وهذا الكم الكبير من الصور التي توضع بصورة عشوائية وغير منظمة يقع على عائق دوائر البلدية مسؤولية تنظيم الدعايات الانتخابية وتخصيص أماكن معينة لوضع صور المرشحين في الطرق والشوارع والساحات أو على الأقل تنظيم وضع تلك الصور من حيث أعددها وأحجامها، فالصور ملئت الشوارع والطرق خلال يوم واحد من انطلاق الدعاية الانتخابية وبشكل فضيع بحيث حجبت الرؤية تماماً في بعض الأماكن في المحافظات والمدن نتيجة وضعها في أماكن خاطئة لا يجوز وضع الصور فيها؛ لأنها تحجب الرؤية عن سائقي السيارات وخصوصاً عند التقاطعات والجسور وهذا ما قد يتسبب بحصول حوادث مرورية لا سامح الله،  لذا فواجب البلدية مع المفوضية العليا للانتخابات رصد تلك المخالفات في الدعايات الانتخابية، ورفع الصور التي تحجب الرؤيا والتي قد تتسبب بحوادث مرورية، أو تغلق الأرصفة وتمنع مرور الناس وخصوصاً الأطفال الذين يستعملون الأرصفة للمرور فهم قد يتعرضون لخطر حوادث الدهس عند نزولهم للشوارع، أما عن التلوث البصري بسبب هذه الفوضى والعشوائية في وضع الصور فحدث ولا حرج لكن هذا التلوث وتشويه الطرق والشوارع والحدائق هو آخر ما يُفكر به في العراق وللأسف الشديد!!  

المشـاهدات 21   تاريخ الإضافـة 12/10/2025   رقم المحتوى 67226
أضف تقييـم