النـص :
من المعروف انّ حركة حماس لا تمتلك الدبابات والمدرعات , ولا حتى المدفعية الثقيلة او البعيدة المدى< بأستثناء مدافع المورتر – الهاون ” ذات المديات القريبة , والذي نفذت ذخيرتها وتوقّف استخدامها , ذات الأمر بالنسبة لصواريخ ارض – ارض التي كانت تدكّ تل ابيب ومدن اخرى , فقد انتهت اعدادها منذ فترةٍ طويلة ولم تتعرض اسرائيل الى اي صاروخ منذ ذلك الوقت , بالإضافة الى أنّ عملية تشغيل وادامة الصواريخ تتطلّب الى اجراءاتٍ فنيّة وترتبط بتهيئة مستلزمات الوقود الصلب والوقود السائل وأمورٌ اخرى لا نفقهها صاروخياً في عالم الصحافة , ولا حتى كلّ الوحدات العسكرية غير المتخصصة بهذا الشأن , ناهيك عمّا جرى تدميره بالغارات الأسرائيلية وقنابلها التي تسقط على مواقع الصواريخ داخل الأنفاق , دون ان تعلم اسرائيل بذلك .! ما تبقّى لدى حماس لا يتجاوز الأسلحة المتوسطة والخفيفة والتي لا تؤثّر بأيّ شكلٍ من الأشكال على الأمن القومي الأسرائيلي ولا تصل مدياتها الى العمق الإسرائيلي المتاخم لجدود قطاع غزة .النقطة الأبرز في هذا الشأن أنّ الرئيس ترامب اعرب عن تأييده لإستخدام ” حماس ” للقوة في القضاء مؤخرا على العصابات اللصوصية وسيما العملاء الفلسطينيين الذين يعملون لصالح الموساد منذ اليوم الأول لإنقضاء مؤتمر قمة شرم الشيخ < يُلاحظ هنا توقيت تلك الزمرة في الأشتباك المسلح مع مقاتلي حماس > .!لا ريب أنّ حركة حماس تمرّ الآن في حالةٍ وفي حركة انتقالية ريثما تتسلّم السلطة الجديدة لإدارة أمور القطاع ” سواءً كانت من المستقلين التكنوقراط او من السلطة الفلسطينية القائمة – الرئيس محمود عباس – , وعلى الحركة ضبط الإيقاع الأمني الحالي بجانب المتطلبات القصوى لحماية امنها الداخلي , مع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ قوات دولية وعربية مرشّحة لدخول القطاع لضبط زمام الأمور < ويجري حالياً في مصر والأردن تدريب اعداد كبيرة من رجال الشرطة الفلسطينية الجدد كيما يأخذوا دورهم القادم في بسط الأمن في القطاع >.ما تثيره وتصرّ عليه تل ابيب من نزع سلاح حماس , ما هو إلاّ ذريعة وحجّة واهية لعرقلة خطة ترامب لإنهاء الحرب , ومحاولة العودة الى القصف والقتل الجمعي لفلسطينيي القطاع وتدمير ما تبقّى سالماً من البناء في غزة , وذلك تحديداً يرتبط بالسيكولوجية السياسية لنتنياهو والمتطرفين في حكومته .لعلّه من المفارقات أن لا الموساد ولا جهاز الشاباك الأسرائيلي على دراية دقيقة بأعداد وكميات الأسلحة المتوسطة والخفيفة لدى حماس , ولا التي جرى تدميرها اثناء قصف المقاتلات الأسرائيلية .ثُمّ , واذ المراحل الثلاث لتنفيذ خطة ترامب لإحلال السلام لم تكتمل بعد , فالأمور ما فتئت معلّقة ومجهولة النهاية في المديات القريبة , وربما يستدعي الأمر تحرّكاً آخر من سيبادة الرئيس ترامب ” ربما .! ”
|