حسام غانم _ سوريا

على محيط خصرها

يعقد ذراعيه تشرين..

وفوق سحابات عينيها

يمتطي خيوله الشهباء والشقراء

أوراقه القرمزية والحمراء

عائداً في خيالات القصص

لأعماق قاع البحر

مفتشاً عن سر هذا السحر

باحثاً عن نبتة جلجامش

في رحم الأساطير

والحضارات الضائعة

عند شواطئ الجزر البعيدة

وفي سفر التكوين..

على جبينها الصيفي

يعرش ويزهر الياسمين

يتكاثر النرجس والنسرين

وفوق رموشها تلعب الأيائل

وتعشش السنونوات من جديد

 في أول موسم الحنين..

هي أجمل من طائر المندرين

أروع من  كل البلابل والحساسين

 عصفورةالشوقِ الدفين

 الذي يفوح  في تشرين

تنقر من فُتات رغيف أوردتي

تغرّد وترفرف وتحط على كتفي

فوق أصابعي وخاصرتي

تهجع مابين الوتين والشرايين..

هي حكايتي مع الزمان

التي رسمتها بالكلمات

وأودعت سرها للبحر من سنين

تقف كل مساءٍ عند حافة القلب

تمارس عيناها وعيناي الحب

تنفث نيران أنوثتها في أنفاسي

كالبركان كالطوفان كالتنين..

هي اختصارات ولوعي

أنثى عشقي وشبقي وجوعي

سقيا لعطش صحرائي

حدائق ورود شعري وضوعي..

هي كل النساء الجميلات

من حريق روما لسبي بابل

لتموز السويداء الدموي الحزين..

هي باختصارٍ حبيبتي

التي يخيم طيفها كالفراشات

على صباحي و مسائي وفي كل حين

حارسة معبدي  وساعاتي

طبيبة قلبي ..إكسير حياتي

 التي تمارس كشفها الطبي

من خلال صوتي ونظراتي

وبهمسةٍ مني تعلم  دائي و دوائي

أسباب انشغالاتي وتغيير عاداتي..

هي سرّ سعادتي الدفين

في حضرتها فقط

 تتحطم كل قيود الوقت 

 أترك الحزن ورائي

وأخلع عباءة شعري الرزين..