بغداد ـ طه رشيد

واسدل الستار على فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته السادسة ( 10/10- 16/10/2025) الذي انعقد برعاية رئاسة الوزراء، وبإشراف وزارة الثقافة، وبالتنسيق بين دائرة السينما والمسرح ونقابة الفنانين، محققا نجاحا ملحوظا رغم وقوعه بين مهرجانين مهمين وهما، مهرجان المثقفين العراقيين بإدارة الشاعر علي الشلاه، ومهرجان جواهريون بإدارة اتحاد الأدباء، ورغم ذلك غصت المسارح التي احتضنت العروض المسرحية، ( مسرح الرشيد والوطني المنصور)، بالجمهور، سواء من طلبة المسرح، او من الجمهور الراغب بمتابعة تلك العروض، حتى وصل الأمر بعدم استطاعة المدعوين من الوفود المختلفة لحضور هذا العرض او ذاك، وهذه بالنسبة لنا ظاهرة صحية نستنج منها علامتان اولهما نجاح المهرجان وثانيهما  الرد على على من يقول بأننا نفتقر إلى الجمهور المسرحي !!وبودي ان ابدأ من حفل الختام نزولا إلى أيامه الأولى، والذي دعاني لهذا التسلسل هو النجاح الكبير للحفل الختامي ( بالمناسبة حفل الافتتاح كان ناجحا ومتميزا ايضا،حيث للمرة الأولى نرى الفنانين من المدعوين، العرب والأجانب والعراقيين يمرون على سجادة حمراء، حيث تتم اللقاءات المصورة، وكاننا في مهرجان عالمي بحق، بالإضافة إلى تشييد مسرح في الهواء الطلق وتقديم فقرات بدقة دون إطالة او ترهل وكل شيء محسوب بدقة، والتركيز على ثيمة اساسية وهي التعريف بنجم المهرجان الذي حملت هذه الدور اسمه، وهو الفنان ميمون الخالدي)، وفي عودة لحفل الاختتام الذي توج باوبريت " حلوة بغداد"، فكرة وتصميم وإخراج الفنان المبدع ضياء الدين سامي، والذي ساهم به أكثر من ستين شابة وشابة، استطاع ابهار الجمهور بادائهم الجميل وحركاتهم المتقنة التي تخلو من التكرار! الأوبريت يحكي قصة " بغداد" منذ الايام الذهبية في العصر العباسي وسقوط الحضارة العباسية ودخول المغول حتى نصل ليومنا الحاضر، ليقول لنا في الخاتمة بأن بغداد عصية على السقوط وان العراق ينهض من جديد بعد كل كبوة! وفي اول تعليق للمخرج ضياء الدين سامي عن نجاح عمله قال:"أخذت هولاكو إنموذجاً لكل من أساؤوا إلى بغداد.. عسكرياً أو فساداً أو إرهاباً، مفترضاً أن كل من أساء سيأتي معتذراً لبغداد الصبية الحلوة،التي لها تعويذة مباشرة وغير مباشرة، تثأر ممن أضرَّ بها، بل أعتبر حتى من لا يلتزم بأدب السلوك اليومي العام، ملقياً في الشارع عقب سجارة أو قنينة ماء فارغة، مسيئاً لها! ".لقد وقف جمهور المهرجان يصفق طويلا لهذا العرض الجميل. وحدث نفس الشيئ مع العرض المسرحي الراقص " نيثي النسيج" الذي حل ضيفا على المهرجان من الهند. لقد ذكرني هذا العرض بأوبريت "المطرقة" الذي حل ضيفا على بغداد قادما من البصرة في مطلع سبعينات القرن الماضي والذي ينتصر فيه للعامل والكادح! كذلك كان العرض الهندي "نيثي - رقصة النسيج"، (كلمة "نيثي" تعني "النسج" بلغة المالايالام) ، وموجز فكرته تنهل من حركات الجسد العضوية والمنسقة للحائكين الحرفيين، ومن الخيط، والأدوات، والعناصر المستخدمة في مراحل متعددة من عملية النسيج، ليقدموا لنا عرضًا راقصًا حيًا مدته 50 دقيقة يُعيد إبداع فنهم، من الخيط إلى القماش. . يستلهم العرض الفني من الحركات الطبيعية والمنسجمة للحرفيين النسّاجين، فيجسد جمال حركاتهم الجسدية، والأدوات التي يستخدمونها، والخطوات التي يتبعونها لتحويل الخيط إلى قماش. يمثل "نيثي" تحيةً لتراث صناعة النسيج اليدوي، واحتفاءً باللمسة البشرية والحرفية في زمنٍ تتزايد فيه هيمنة الآلات.من خلال الرقص، يكرمون الحياة اليومية للنسّاجين، وحرفتهم، والسحر الذي تضيفه المهارة البشرية، والحسابات الدقيقة، وحتى الأخطاء، إلى عملية صناعة القماش.الجميل في هذا العرض هو البساطة في السينغرافيا والدقة المتناهية والجميلة للراقصين الذين يتحولون مرة إلى "بكرة" خيط ومرة إلى "مكوك" وهكذا نرى الجسد الهندي على المسرح يتحول من حال إلى حال ليجسد الالة بكل تفاصيلها ويختتم بهبوط قطعة قماش تملأ المسرح فرحا. كان عرضا شيقا استحق التصفيق الطويل. وليس اعتبارا ان يحصل هذا العرض على جائزة احسن عرض متكامل. واستطيع القول انه يكفي للمهرجان نجاحا هو وجود هذين العرضين الهندي واوبريت " حلوة بغداد"!! في الحفل الختامي لا بد من اعلان نتائج المنافسة، واعتلت لجنة التحكيم خشبة المسرح، والتي يرأسها الفنان القدير د. جواد الأسدي،حيث القى بيانا ختاميا مؤثرا قال فيه: " غزة مسرح الحرية الابدي، مسرحيو العالم تحت الشمس اللاسعة، يخلدونها بعروض انسانية تنسجم مع رؤى المدافعين عن الحياة، الفنانون في العالم يكتبون ضد الاستلاب، والمسرح ينشد رسوخ العالم، المسرح شجرة تتسيد العالم" وأكد الاسدي على أن : اللجنة تثمن نفس الحرية في التعامل مع هذا الحدث الراسخ في وجدان الشارع البغدادي.. ". وتم اعلان النتائج التي تمخضت عن فوز المسرحية العراقية " ماتم السيد الوالد" بجائزة احسن إخراج استلمها مخرج العمل وكاتبه الفنان مهند هادي الذي حصد جائزة احسن سينغرافيا ايضا. مسرحية (مأتم السيد الوالد) جسدها مرتضى حبيب، باسم الطيب، ريهام البياتي، إسراء رفعت مع ضيف الشرف طارق هاشم.والجدير بالذكر أن المسرحية راوحت ما بين التراجيديا والكوميديا، حيث نجح الممثلون في إيصال رسالة العرض المسرحي عبر المحورين. كما كان عمل المخرج على السينوغرافيا مميزاً جداً، بحيث وظف كل شيء في مكانه، ليمرر الرسائل التي أراد إيصالها إلى الجمهور.المسرحية نجحت في نقل ما يحصل في البلد من تداعيات مختلفة من خلال اعتماد عائلة لا تنتمي إلى بعضها بأي شيء، ويتم تحريكها من الخارج بيد خفية، مما ينتج عن هذا التحريك الخارجي حصول دمار تام في البلد. وحازت مسرحية " طلاق مقدس" تأليف وإخراج الفنان علاء قحطان على جائزة احسن نص وجائزة احسن تمثيل.  وتتلخص موضوعة المسرحية على قصة زوج وزوجة تم تطليقهم خلال حفل الطلاق المقدس الذي اجبرا عليه بسبب المتطرفين، لكنهم أصروا على استمرار علاقتهم بالسر، وكانا يلتقيان في فندق رخيص في بغداد خلال تأديتهم لواجبات معينه تأمرهم بها الجماعة. وبعد اكتشاف العلاقة السرية من قبل الجماعة، تم القاء القبض على الزوج، وحكمت عليه الجماعة بأن يقوم بتصفية زوجته بنفسه وتصوير العملية ليتم اعتبار هذا الفعل على انه اثبات للتوبة بعد الخيانة الكبرى التي صدرت منه ومن زوجته. كان عدد العروض الأجنبية كبيرا في هذه الدورة قياسا بالدورات السابقة، حيث عدد العروض العراقية أربعة فقط، منها مسرحية " المربع الأول" للفنان على دعيم كانت خارج المسابقة، ووصل عدد العروض الأجنبية إلى 12 عرضا نقدم هنا خلاصة لها:

مسرحية الصمت _ بولندا

اخراج: باول سكوتاك

يعد عرض “الصمت" التي تقدمها فرقة Teatr Biuro Podrozy  في الهواء الطلق عملاً مسرحياً جسدياً يعتمد على النار والديكورات غير التقليدية والدمى والموسيقى، ويعالج قصة اللاجئين والمهاجرين الذين يجدون أنفسهم محاصرين في دوامة الحرب وحلم الهروب.في سياق المجازر والتطهير التي تحدث في الشرق الأوسط، والتي تؤدي إلى نزوح جماعي إلى ملاجئ آمنة في أوروبا، تتساءل فرقة Teatr Biuro Podrozy عن الأسباب التي دفعت هؤلاء الأشخاص إلى ترك منازلهم وتعريض أنفسهم لمخاطر وإهانات التشرد. بعد مسرحية "كارمن فونيبر" التي تناولت فظائع الحرب في البوسنة/يوغوسلافيا، بدا أنه من المستحيل حدوث شيء أسوأ. لكن الواقع فاق الخيال. نحن نشهد ظاهرة تتجاوز أي مقاييس، مما يثير القلق والخوف.تراقب الفرقة الوضع من منظور سكان المدينة المحاصرة. أبطال العرض هم الأطفال – شهود أبرياء على الموت والعنف – ضحايا الفظائع والتشرد. من أجل هؤلاء الأطفال ومستقبلهم النفسي، دعونا نحاول أن نضع أنفسنا في موقفهم لبعض الوقت.اليوم، نحن نشهد حروباً جديدة، أقرب إلى حدودنا وأكثر واقعية. هذه الحروب وقذائفها تحمل موجة جديدة من المأساة والوحشية والموت واليأس في أوكرانيا المجاورة وفي فلسطين غزة. التزام الحياد إزاءها يعني أننا فقدنا إنسانيتنا. المسرح لا يمكنه إيقاف الطغاة، لكن يمكنه أن يهز الناس ان يتخذوا رد فعل.

مسرحية الأرض الفارغة - ايطاليا

اخراج والتر مابيني

تعتقد هذه المسرحية ان مرض ألزهايمر قضية آنية تشغل المجتمع.يسعى هذا العمل الفني إلى كسر حاجز الصمت والتابو الذي لا يزال يحيط بهذا المرض."الطابق الفارغ" وُلد من رغبة عميقة في استكشاف العالم الخفي والحميم لأولئك الذين يواجهون مرض ألزهايمر يوميًا.يهدف العرض إلى تسليط الضوء على جوانب المرض المختلفة، من أكثرها إيلامًا إلى أكثرها طرافة، ليُظهر القوة والفرح الكامنَين في الحياة، خلف شعور الخجل والانزعاج.كبار السن الذين يشاركوننا خشبة المسرح ليسوا مرضى، بل "ممثلون" عنهم – فهم يُجسدون وجوه أولئك الأشخاص الذين لا يُمكنهم الظهور بأنفسهم.ولهذا السبب، نتعاون مع المنظمات المحلية والمجموعات التي تعمل مع كبار السن.وغالبًا ما يقضون وقتًا رائعًا ومليئًا بالحيوية معنا على المسرح

مسرحية رييش / فلسطين

اخراج :شادن أبو العسل

في اللحظة التي يتشكل فيها وعينا، نكتشف أننا لا نعرف إلى أي مدى نحن أحرارًا، ولا نعرف إذا كان بإمكاننا الوصول إلى مرحلة ننعتق فيها من براثن السلطة. يبحث عرض "ريش" في تلك المعاني ويبرز كيف تشكل السلطة ذواتنا وتؤثر في إدراكنا للجمال والخير، وكيف ينتقل الشخص من حالة الحب الى الكره تحت تأثير السلطة.في عرض "ريش" تجتمع أربع كائنات تتشابك علاقتها في مشاهد تبرز تعقيد التفاعل الإنساني وقوى السلطة التي تؤثر في حياتهم، ويتجلّى هذا التأثير من خلال علاقة حبّ بين كائنين، أحدهما متسلّط، والآخر مستلب. الكائن المستلب لا يعي أنّه يستعبد نفسه طوعًا في خدمة الكائن المتسلّط، إلا حين تبدأ مؤثّرات خارجية بالتدخّل في العلاقة: كلب ذو وفاءٍ مطلقٍ لسيّده، ومكتبة أسطورية الحجم تطغى على جدران المكان، وعصفور يطير طوال الوقت بحريّةٍ تتحدّى المساحة المغلقة.

مسرحية حديقة الهسبريدس

اخراج الفنانة اليسا سوتو

حديقة الهيسبيريديس هي مشروع مسرحي-راقص إسباني-مغربي. حيث تساهم في هذا العمل الفنانة المغربية سناء عاصف، والتي استطاعت بفترة قياسية تعلم الإسبانية وأداء دورها بإتقان. ووفقًا للأسطورة الإغريقية، كانت الهيسبيريديس حوريات يحرسن حديقة تثمر أشجارها تفاحًا ذهبيًا يمنح الخلود. يُقال إن هذه الحديقة الأسطورية تقع إما جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية أو في جبال الأطلس المغربية. ومن هنا جاء اسم العمل: حديقة الهيسبيريديس. أما في هذا  المشروع، فتمثل "حديقة الهيسبيريديس" الحديقة الداخلية للمرأة، لكل النساء على اختلاف الثقافات والديانات والأماكن والأزمنة، ومن خلال عدسة حالمة وشاعرية، يصور العرض المسرحي المساحة التي تخلقها المرأة لنفسها: ملاذًا للحلم، للراحة، لاستعادة الأنفاس، لإرواء العطش، ولإقامة عالم حميم يدعمها، يساعدها على الاستمرار، وأحيانًا على البقاء.

مسرحية اتنين بالليل من لبنان

تاليف واخراج: سامر حنا

الكوميديا الموسيقية تتبع حياة وائل، كاتب في الثلاثين من عمره غارق في التشاؤم والغضب، يخطط بعناية لأمسية انفرادية قرر فيها إنهاء حياته أخيرًا. لكن عالمه ينهار عندما يتم طرد جارته الصاخبة ليزا بسبب شكواه، وهي التي لم يسبق له أن رآها. ومع ذلك، ترفض الرحيل وتبقى متحدية، فتحوِّل تلك الليلة التي كان من المفترض أن تكون منعزلة إلى ارتباط غير متوقع. ومع تطور أحداث الليل، يقتربان من بعضهما البعض، وتصطدم اختلافاتهما. ولكن، عندما تبدأ الأمور في الاستقرار، تصل والدة وائل المسيطرة والمعالجة النفسية، مما يضيف طبقة من التعقيد لهذا الاستكشاف المليء بالفكاهة السوداء للقاءات غير المتوقعة والتحولات الشخصية.

مسرحية نشرب إذن / المغرب

تاليف قاسم مطرود واخراج خالد الزويشي

تم تقديم نص "نشرب إذن" بأسلوب بصري قوي يعتمد على التباين بين الحركات الجسدية البسيطة والتوتر النفسي العالي للشخصيات. الإخراج اعتمد على استغلال الفضاء المسرحي بشكل مبتكر من خلال تشكيلات حركية متقنة وأضواء تعكس الحالة النفسية العميقة للشخصيات. تم استخدام الإضاءة كأداة لتسليط الضوء على صراعاتهم الداخلية، مما خلق تباينات بصرية تساهم في تعزيز المشاعر المتضاربة. الإخراج ركز على المزج بين العناصر الصوتية والبصرية لتحقيق تأثيرات نفسية قوية. النتيجة كانت عرضًا يعكس العمق الفلسفي للنص ويجعل الجمهور يشعر بالضغط النفسي الذي تعيشه الشخصيات.

غصة عبور  -الكويت

اخراج محمد الانصاري وتاليف تغريد الداوود

تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الأشخاص المغتربين العالقين على جسر مشاة هش رابط بين منفذين لكل شخصية منهم تاريخ عميق يربطه بهذا الجسر فتوقفوا كالغصة التي تقف في سقف الحلق!

مسرحية جاكراندا /تونس 

انتاج مؤسية مركز جاكراندا للاتصالات

اخراج: نزار السعيدي  - تاليف: د. عبد الحليم المسعودي

تدور أحداث المسرحية في تونس، شتاء 2019، شخصيات أنهكها الانتظار، الأحلام المؤجلة، و المرايا المكسورة. شخصيات تسير بخطى متعثّرة بين ركام الماضي وألغام الحاضر، تبحث عن صيغة للنجاة، عن سردية بديلة لم تكتب بعد. في قلب هذا الركام، يظهر فضاء غريب مألوف: مركز خدمات اتصال (Call Center)، حيث تتقاطع ثماني شخصيات. وجوه مهزوزة، روابط عائلية مفكّكة، علاقات مهنية هشّة، لا نعلم إن كانوا ناجين من كارثة كبرى أم مجرد شهّاد على انهيار بطيء... ربّما هم أشباح تجربة اجتماعية، أو ممثلون في تراجيديا قديمة تعاد من جديد.."جاكراندا" استجواب لذاكرة جماعية مأزومة، ولوعي فردي عاجز، لجيل وُلد في زمن الشك، وكبر في ظل الصمت… جيل لم يرث الوطن، بل المأزق. وقفة داخل سؤال: هل يمكن أن نكفّ عن اجترار الماضي، و نجرؤ على الحياة كخلق جديد؟ في النهاية، نكون أو لا نكون!

مسرحية God's Feet  من المانيا

اخراج -الفنانة  يلينا إيفانوفيتش

عندما اندلعت الحرب الأهلية في البوسنة في التسعينيات، فرّ الصبي ألكسندر غربًا مع والديه، وانتهى بهم المطاف في مدينة تُدعى إيسن. وبفضول لا يهدأ، بدأ يستكشف هذا الجزء الجديد والغريب من ألمانيا، ويسرد بحماسة لا تُقاوَم القصص السريالية من ماضيه: عائلته الكبيرة والأحداث الغريبة في بلدة فيشيغراد الصغيرة.يستخدم ألكسندر خياله ليطرد الخوف ويعيد خلق "الوقت الذي كان فيه كل شيء على ما يرام".مستوحاة من رواية "كيف يُصلح الجندي الغرامافون" للكاتب ساشا ستانيسيتش، تحكي المصممة المسرحية يلينا إيفانوفيتش قصة شخص في المنفى برفقة الممثلتين سيلفيا فايسكوبف وهارييت كراخت، والراقصة آنا فيسارغ، والموسيقي غوران كوفاتشيفيتش.

مسرحية عرج السواحل - الامارات العربية المتحدة - اخراج عيسى كايد

"عرج السواحل" هي حكاية درامية تعيد الحياة لصراعات تاريخية بين الخير والشر في قرية ساحلية. تدور الأحداث حول "عتيق"، حفيد الشهيد "زقرت"، الذي يواجه تحديًا مصيريًا بين أن يكون امتدادًا لبطولات جده المقاوم أو أن يستسلم للأطماع والمخاوف التي تحيط به. في ظل الصراع، يظهر "يعقوب بوسجين"، الغريم الذي يحمل ضغينة قديمة، والذي يسعى لاستعادة نفوذ عائلته المتعاونة مع الاحتلال، محاولًا بكل الطرق السيطرة على مزرعة وأرض أجداد "عتيق". ومع تصاعد الأحداث، تتحول المواجهة إلى اختبار حقيقي للإرادة والشجاعة، حيث تختلط الحقائق بالخرافات، ويصبح "عرج السواحل" رمزًا للبحث عن القوة المفقودة وسط عالم يعج بالمؤامرات والتحديات. العمل يغوص في قضايا الانتماء، التضحية، والإرث الذي يُثقل كاهل الأجيال، في إطار درامي يعكس روح المقاومة والصراع من أجل الكرامة والحرية. المسرحية تقدم تجربة مميزة تمزج بين القصة المؤثرة والعروض البصرية الساحرة.

المسرحية: جسيمات الفوضى / ايران

تاليف واخراج  ابراهيم بوشتكوهي

القصة البطولية لشعب جزيرة هرمز في تحرير جزيرتهم بعد 117 عامًا من الاحتلال البرتغالي هي واحدة من اللحظات الملهمة في بدايات القرن السابع عشر، تحالف الأهالي مع القوات بقيادة الجنرال إمام قلي خان، وشنوا حملة عسكرية لتحرير الجزيرة. في عام 1622، نجحوا في طرد القوات البرتغالية بعد معركة ضارية، لتعود الجزيرة إلى سيادة المنطقة بعد أكثر من قرن من السيطرة الأجنبية.هذه القصة ليست مجرد انتصار عسكري، بل رمز للمقاومة والصمود والتعاون بين الشعوب ضد الاحتلال.

مسرحية (نحن من وجهة نظر قط)/العراق

تاليف واخراج: انس عبد الصمد. 

في مصحةٍ تتنفس من داخلها، يتحوّل الزمن إلى مرايا معطوبة والهواء إلى ذاكرة. القط ليس كائنًا بل وعيٌ يراقب ويعيد ترتيب الحلم كما يشاء. كل ما يتحرك يخضع لعينٍ لا تُرى، حيث يصبح الجسد أداة تفكير والآلة امتدادًا للروح. الحدود بين الداخل والخارج تتلاشى، فيبقى المسرح مختبرًا للهذيان، ومحاولةً لفهم من الذي يحلم بالآخر: الإنسان أم القط.

مسرحية "طلاق مقدس" / العراق

كتابة واخراج علاء قحطان. 

فكرة العرض :زوج وزوجة تم تطليقهم خلال حفل الطلاق المقدس الذي اجبرا عليه بسبب المتطرفين، لكنهم أصروا على استمرار علاقتهم بالسر، وكانا يلتقيان في فندق رخيص في بغداد خلال تأديتهم لواجبات معينه تأمرهم بها الجماعة. وبعد اكتشاف العلاقة السرية من قبل الجماعة، تم القاء القبض عليه، وحكمت عليه الجماعة بأن يقوم بتصفية زوجته بنفسه وتصوير العملية ليتم اعتبار هذا الفعل على انه اثبات للتوبة بعد الخيانة الكبرى التي صدرت منه ومن زوجته

مسرحية ( المربع الاول)/ العراق

تأليف (منتظر حافظ) اخراج (علي دعيم) عرض خارج المسابقة الرسمية).

عائلة يعيش أفرادها تحت سلطة أب صارم، يتحكم بكل شيء داخل البيت و الدائرة التي هي المؤسسة التي ترضي غروره كل شيء منظّم بدقة، وكل فرد يعرف مكانه وحدوده، حتى تبدأ التغيرات بالظهور، وتتشقق الصورة التي بدت في البداية مثالية لحظة واحدة، خاطفة، يتوقف فيها الزمن، في هذه اللحظة، ينفتح باب الذاكرة، ونُسحب معها إلى داخل عالم غريب يشبه الواقع... لكن  نجد أنفسنا وسط عائلة تُدار كما تُدار المؤسسات الخربة.  

ندوات نقدية

لم يقتصر المهرجان على العروض المسرحية، واكمالا للفائدة والفحص والتدقيق في جماليات العروض جرت ندوات نقدية صباحية تم فيها مناقشة المسرحيات التي عرضت طيلة ايام المهرجان، وساهم فيها نقاد فنانون معتبرون سبق وان هيأوا ورقة نقدية للعرض المكلف به بالإضافة المساهمة عدد كبير من الذين حضروا تلك الندوات، وتجري الندوة غالبا بحضور كادر المسرحية.

الاعلام

وصل وفد الهيئة العربية للمسرح برئاسة الأمين العام للهيئة الفنان والكاتب اسماعيل عبدالله وكذلك وفد من مصر الشقيقة وبينهم اعلاميون متخصصون في المسرح. وحظي المهرجان بتغطية اعلامية مرموقة من قبل الفضائيات وبالاخص العراقية التي كانت حريصة على توثيق معظم فعاليات المهرجان. زد على هذا البث المباشر الذي قام به موفد الهيئة العربية للمسرح، الاعلامي حسن التميمي والذي أصبح مرجعا لمشاهدة العروض لاحقا لمن فاته هذا العرض او ذاك ولا ننسى جهود الاعلامي ات في دائرة السينما والمسرح بتوثيق لحظات جميلة من ايام المهرجان.

مجلة المهرجان

وفي الجانب الاعلامي ايضا نشير إلى الجهود الكبيرة التي بذلها كادر مجلة المهرجان والتي يشرف عليها الاعلامي عبد العليم البنا من أجل إخراج المجلة بأجمل حلة وان تكون جامعة لمختلف نشاطات المهرجان بالإضافة المقالات فنية أدبية لمجموعة من الفنانين والاعلاميين العرب والعراقيين. وقد صدر من المجلة 8 اعداد..

حفل لتوقيع كتب جديدة

ضمن فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته السادسة  في فندق المنصور مليا  تمزتوقيع الكتب التالية ضمن مبادرة نقابة الفنانين العراقيين ودار بوك سايينك لدعم إنتاج الكتب والدراسات الفنية

1- كتاب ( مسرحة المناهج وآلياتها في النصوص القصصية  ) الاستاذ الدكتور إياد السلامي  

2- كتاب ( المخرج في زمن التشظي ) الاستاذ الدكتور عماد هادي الخفاجي 

3- كتاب ( خمس مسرحيات في سومر وبابل )   الدكتور ماجد الاميري

4- كتاب ( موسوعة رواد المسرح العراقي ) الاستاذ ظافر جلود

5-كتاب عن تاريخ " فرقة المسرح الفني الحديث" تأليف الفنان كافي لازم.

ورشات

فايز قزق ضيف المهرجان

قدم الفنان السوري المعروف فايز قزق  ورشة مميزة في مسرح الرشيد ضمن مهرجان بغداد الدولي للمسرح،ورشة عمل متخصصة حملت طابعًا تطبيقيًا وتفاعليًا، وحظيت باهتمام واسع من قبل المسرحيين والمهتمين بالفنون الأدائية.تناولت الورشة محاور عدّة في تقنيات الأداء المسرحي المعاصر، مع تركيز خاص على العلاقة بين الممثل والجمهور، وأساليب التعبير الجسدي، إضافة إلى تمارين عملية شارك فيها الحضور من فنانين وطلبة معاهد الفنون.وأكّد قوق في حديثه خلال الورشة أن "المسرح العربي يمتلك طاقات خلاقة تحتاج فقط إلى بيئة حوار وتبادل تجارب"، مشيدًا بالأجواء الفنية في بغداد وبمستوى التنظيم الذي "يعكس حرص العراق على استعادة مكانته الثقافية الرائدة."وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة أنشطة فكرية وفنية قدّمها مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الحالية، والتي تشهد مشاركة عربية ودولية واسعة، وسط حضور جماهيري ونقدي لافت.

تكريم مواطنين مجهولين

بطبيعة الحال كرم المهرجان كل الفرق التي ساهمت في عروض المهرجان، كما تم تكريم اللجان التي سهرت على إنجاح كل فعاليات المهرجان ومنها لجنة المشاهدة، ولجنة التحكيم والنقاد ولجان تسيير أمور المهرجان من إدارة ونقل واسكان واطعام الوافدين، وتكريم الجنود المجهولين خلف الكواليس. ولكن أجمل تكريم كان من حصة شابين عراقيين جاءا من إحدى المحافظات بسيارة " حمل" بيك اب او "لوري"وجعلا من حوض السيارة غرفة للمنام ليتسنى لهما متابعة كل أنشطة المهرجان وكانت التفاتة طيبة من قبل إدارة المهرجان صفق لها الجمهور طويلا خاصة بعد عرض فيلم قصير عنهما وهما يحولان سيارة الحمل إلى غرفة نوم!