
![]() |
ارنولد بين الاخفاق في الملحق السعودي و التطلعات لتخطي الامارات |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
بغداد ـ الدستور الرياضي تتداول بعض الأوساط الرياضية أحاديث عن احتمال تغيير مدرب المنتخب الوطني الأسترالي غراهام أرنولد، غير أن هذا التوجه – إن صح – لا يعدو كونه خطوة ارتجالية وهروباً إلى الأمام، لأنه ببساطة لن يعالج أصل الخلل، ولن يُحدث تحولاً حقيقياً في منظومة العمل الفني.أرنولد لم يُخفق في نتائجه الأخيرة، لكنه لم ينجح في تطوير الشق الهجومي كما كان مأمولاً، إذ قاد أسود الرافدين في ست مباريات رسمية، حقق خلالها أربعة انتصارات على الأردن، إندونيسيا، هونغ كونغ، وتايلاند، وتعادلاً مهماً أمام السعودية في التصفيات المونديالية، ما يؤكد أن الحصيلة الإيجابية ما زالت تفوق مؤشرات التراجع.الحل الأنسب في هذه المرحلة لا يكمن في الإقالة أو التغيير، بل في جلسة فنية صريحة وشفافة مع المدرب، تُناقش فيها الرؤية الخططية والتنظيمية، وتُراجع من خلالها الأرقام والإحصاءات المتعلقة بالأداء، خصوصاً في ما يتعلق بعجز المنتخب عن إيقاف أسلوب البناء السعودي الذي اتسم بالتماسك والانضباط، فقد بدا الفريق الشقيق وكأنه يطبّق على أرض الواقع تمرينات الـ(Rondo) والألعاب المصغّرة (Small-Sided Games)، بقدرته على الاستحواذ تحت الضغط قرب منطقة جزائنا، وتنويع الهجمات، والصبر في تدوير الكرة، إحصائياً، امتلك (الأخضر) الكرة بنسبة (63 %)، ونجح في إيصال (19 %) من هجماته إلى منطقة جزائنا، مقابل (37 %) فقط استحواذاً لمنتخبنا، و(3 %) نسبة وصول هجومي، وهو ما يعكس الفارق في البناء والفاعلية.لقد آن الأوان لفتح ملفات النهج الدفاعي الذي رافق المنتخب عبر ثلاث حقب تدريبية متعاقبة من كاتانيتش إلى كاساس ثم أرنولد، مع ضرورة تطوير أسلوب اللعب المباشر والتحولات السريعة بدلاً من التحضير البطيء من الخلف، ولاسيما عند مواجهة المنتخبات المتكتلة دفاعياً.ومع اقتراب مواجهتي الإمارات الحاسمتين في الثالث عشر والثامن عشر من الشهر المقبل، تبرز الحاجة إلى إعداد فني متكامل ينعش حظوظ المنتخب في الملحق العالمي، ويركّز على البناء الهجومي الواقعي والتمريرات الأرضية الدقيقة داخل مناطق صناعة الفرص، بعيداً عن العرضيات والتسديدات العشوائية، فالإحصاءات تشير إلى أن معدل "الاختراقات العميقة " (Deep Completions) لمنتخبنا لم يتجاوز ثلاث حالات فقط أمام إندونيسيا والسعودية، في حين بلغ مؤشر الإمارات (18) حالة أمام قطر وعُمان، ما يوضح ضعفنا في خلق الفرص الحقيقية أمام المرمى.إن المجد الكروي لا يُصان بالذكريات والحنين إلى الماضي، بل بالتخطيط الواعي والعمل المستمر والإيمان بالمستقبل. كما أن القرارات الفنية والإدارية يجب أن تُتخذ بروية وبعد نظر، تضع مصلحة أسود الرافدين فوق كل اعتبار، بعيداً عن ردّات الفعل وضغوط الجماهير.الرائد الرياضي عبد الإله عبد الحميد يصف المشهد الكروي بقوله إن جماهيرنا "تعيش حالة من الذهول وخيبة الأمل بعد الإقصاء من الملحق الآسيوي، والأداء غير المقنع في مباراتي إندونيسيا والسعودية، فضلاً عن الإخفاق السابق في التأهل المباشر من مجموعة كانت توصف بالسهلة، لكن نتائجها جاءت عجيبة وغريبة".ويؤكد أن الجماهير "تنتظر إجابات حقيقية تكشف أسباب هذا التراجع المخيف، من خلال تحليلات مهنية دقيقة عبر وسائل الإعلام الرياضية، بدلاً من الانشغال بالاتهامات الشخصية وافتعال الجدل العقيم حول ما يُسمى بالحرص على سمعة الكرة العراقية، في حين تتوزع المسؤولية – بنسب متفاوتة – بين العمل الإداري المرتبك، والضعف الفني المفاجئ للمدرب وغالبية اللاعبين، فضلاً عن التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام الرياضية".ويختم بالقول إن "كرتنا في خطر حقيقي، ولا بد من حلول جذرية تعيدها إلى مسارها الصحيح قبل الفرصة الأخيرة في الملحق الجديد الذي يبدأ بمواجهة الإمارات وقد يمتد إلى اللقاءات العابرة للقارات".من جانبه يرى مدرب منتخب الشباب بكرة القدم أحمد صلاح أن "منتخبنا الوطني لم يُحسن إدارة المواجهة الأخيرة أمام السعودية، لأسباب قد تكون خفية لا يدركها سوى الجهاز الفني، وتتعلق – بحسب تقديره – بمدى جاهزية اللاعبين وقدرتهم على خوض مباراة اتسمت بالندية العالية"، موضحاً أن "المنتخب السعودي تميز بأسلوب تحضيري متأنٍ وتوسيع ممنهج لمساحات اللعب، معتمداً على مهارة لاعبيه في التحركات الهجومية داخل الثلث الدفاعي لمنتخبنا".ويضيف أن "التوقعات كانت تُشير إلى أداء هجومي واضح من قبل منتخبنا الباحث عن الفوز، وقد منح البعض العذر للمدرب في اعتماد نهج متوازن خلال الشوط الأول، لكن الشوط الثاني لم يشهد أي تغيير يُذكر، إذ ظلت خطوطنا الخلفية عرضة للاختراقات الفردية والمهارية المتكررة، حتى بدت وكأنها تدريبات ميدانية في ملعب مصغر، ما يطرح علامات استفهام حول التهيئة الذهنية والتحضير الخططي قبل المباراة".ويشير إلى أن "أغلب المحللين أجمعوا على أن التبديلات تأخرت وجاءت دون تأثير واضح، وكان من الأجدر أن يُرافقها تغيير في آلية بناء اللعب وزيادة في الكثافة الهجومية، بدلاً من الاكتفاء بنقل الكرات الطويلة من الخلف إلى الأمام".
|
المشـاهدات 18 تاريخ الإضافـة 23/10/2025 رقم المحتوى 67584 |