السبت 2025/10/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
نيوز بار
أنديتنا وآسيا... والداء المستعصي
أنديتنا وآسيا... والداء المستعصي
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب نصير الزيدي
النـص :

 

 

منذ سنوات طويلة، والأندية العراقية تحاول استعادة أمجادها الآسيوية، لكن شيئًا ما يقف دائمًا بين الحلم والواقع. كل موسم يبدأ بأملٍ جديد، وبشعارات تؤكد أن "هذا هو الوقت المناسب"، لكن النهاية تأتي بالخيبة نفسها، وكأن التاريخ يصرّ على أن يعيد دروسه دون أن يتعلم منها أحد.

 

العراق يمتلك تاريخًا آسيويًا عريقًا، يكفي أن نذكر القوة الجوية بثلاثية كأس الاتحاد الآسيوي المتتالية، والشرطة بمشاركاته القارية المشرفة، والزوراء كرمز للكرة العراقية على المستوى القاري. لكن رغم هذا الإرث، تعجز أنديتنا اليوم عن مجاراة التطور المتسارع للفرق القاره   ، حيث تتحول الأندية هناك إلى مؤسسات رياضية متكاملة، بينما لا تزال أنديتنا تُدار بعقلية الهواية وردّات الفعل.

 

الداء المستعصي هنا ليس في اللاعبين، فالعراق لا ينقصه الموهوبون، بل في المنظومة الإدارية والفنية. تغييرات المدربين المتكررة، وغياب التخطيط الطويل المدى، وعدم استقرار الموارد المالية، كلها عوامل تُطفئ أي مشروع قبل أن يبدأ. أما الاحتراف، فما زال في مراحل التجريب، حيث تُدار الفرق بأسلوب تقليدي بعيد عن متطلبات المنافسة القارية الحديثة.

 

أضف إلى ذلك ضعف البنية التحتية وتأخر روزنامة الدوري المحلي، مما يجعل أنديتنا تدخل البطولات الآسيوية غير جاهزة بدنيًا ولا فنيًا. وفي المقابل، خصومنا  يملكون دوريات منظمة وملاعب جاهزة وبرامج إعداد مدروسة.

 

ومع كل ذلك، تبقى هناك ومضات أمل. فحين يتوافر الاستقرار – كما حدث مع القوة الجوية في فترة تألقه القاري – يثبت اللاعب العراقي أنه قادر على مجابهة أي منافس. لكن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتغيير جذري في طريقة التفكير: من العمل الموسمي إلى العمل المؤسسي، ومن البحث عن نتائج سريعة إلى بناء مشروع طويل الأمد.

 

إن أنديتنا تملك التاريخ والجماهير والهوية، لكنها تحتاج إلى أن تواكب زمن الاحتراف الحقيقي. آسيا لا تنتظر، ومن يريد العودة إلى القمة عليه أن يبدأ من القاعدة... من التخطيط، لا من الوعود.

 

المشـاهدات 37   تاريخ الإضافـة 25/10/2025   رقم المحتوى 67623
أضف تقييـم