في قرار غريب ومفاجيء لمجلس الوزراء صدر قبل أيام يقضي بالزام الوزارات والمحافظات بتفعيل جباية الأجور والرسوم المتعلقة بالخدمات المقدمة للمواطنين وتطبيق نظام الجباية الألكترونية .. وقرر المجلس بحسب البيان الصادر عن مكتبه الأعلامي بالزام وزارات الكهرباء والاتصالات والأعمار والاسكان والمحافظات وأمانة بغداد بتفعيل جباية اجور الكهرباء والماء والمجاري والهاتف وجميع الرسوم الأخرى المنصوص عليها ضمن قوانينها عن الخدمات المقدمة للمواطنين وعدم ترويج أية معاملة في جميع دوائر الدولة دون أن يقدم المستفيد فواتير الجباية للتأكد من تسديدها ..

وكان السيد رئيس مجلس الوزراء قد وجه قبل هذا بشهرين تقريباً بتكليف هيئة المستشارين بدراسة مشروع تصفية ديون قوائم استهلاك الكهرباء وتقديم توصية بهذا الشأن للمجلس الوزاري للاقتصاد كما قرر شمول جميع نقاط الاستهلاك للمواطنين بنصب العدادات وتفعيل اسلوب التقدير بمتوسط الاستهلاك للحالات التي لا يتوفر فيها مقاييس خلال المدة السابقة ...

وسبق ان نشرنا اكثر من مناشدة للمواطنين دعوا فيها المجلس لاطفاء الديون المتراكمة عن الشرائح المتعففة والمتقاعدين الذين استنزفهم أصحاب المولدات الأهلية بتسعيرتهم المزاجية ، وعدم قيام (الجباة) بقراءة العدادات في مواعيد شهرية تنسجم مع مواعيد صرف الرواتب مباشرة ليتمكنوا من تسديدها قبل أن تتراكم عليهم الديون ويتعذر التسديد ..

كما دعونا في حينه الى اجراء مسح شامل للدور السكنية الحديثة والمجزأة الى مشتملين أو أكثر، وكافة العشوائيات والمكاتب والمحال والدوائر الحكومية التي لا تمتلك عدادات وجميع العقارات العائدة للمسؤولين في الدولة والرموز السياسية والحزبية في البلاد ، وعدم تجهيزها بالتيار الا بعد نصب العدادات وقراءتها شهريا بمواعيد ثابتة..

ولا بد من التذكير ايضاً بأن الاف المساكن التي شيدت مؤخراً أو تم شطرها وتجزئتها الى اكثر من شقة منفصلة، اضافة الى مئات المساكن العشوائية وغير النظامية والاف الاكشاك ومعارض بيع السيارات والمولات وغيرها مازالت تستنزف التيار الكهربائي والمياه بغزارة من خلال (التجطيل) وبشكل علني دونما حساب ولا رادع..

فهل من مبادرة انسانية جريئة لحكومة السيد محمد شياع السوداني وهيئة المستشارين و المجلس الاقتصادي يقضي بإطفاء الديون والبدء بنصب عدادات محكمة في عموم العقارات الجديدة والمجزأة والمتجاوزة ، والزام قراء المقاييس بقراءتها شهريا واستيفاء الاجور في مواعيدها .. فعسى ان يتحقق هذا مع التقدير ..