الأحد 2025/10/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.99 مئويـة
نيوز بار
التدخين .. هذه الآفة الخطيرة!
التدخين .. هذه الآفة الخطيرة!
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

 

 

قلتُ له ألا تستطيع الإنتظار خمس دقائق حتى نترك السيارة (الكيا)؟! ألا ترى أن السيارة مملوءة بالركاب وجُلّهم كبار السن؟! أم تسمع أن العالم قاطبة يمنع التدخين في الأماكن العامة ؟!لم يُعِر الشاب المملوء حيوية ونشاط وهدام حسن يحسبهُ الناظر إليه من أولاد الذوات وأنه ذو وعي وثقافة جيدين.!أشاح بوجهه عني ناحية شباك السيارة وأشعل سيگارته وبدأ ينفث دخانها!! نصفه يذهب مع الريح خارجاً والنصف الثاني نستنشقه صاغرين؟!هذا السلوك.. هذه اللاأوبالية ليست غريبة  عن واقعنا الراهن وإنما هناك مواقف وتصرفات يندى لها الجبين وبنتابك التأسي والتأسف والحيرة كذلك لما آل إليه وضع الشباب خاصة والشعب عامة منذ السقوط ولحد الآن!!سلبيات لا تعدّ ولا تحصى، أهي تمرد على الواقع، أم نقص في تربية.. لا أعلم!!كنا نحلم بعد تغير النظام أن تكون ستراتيجية الدولة التركيز على الشباب وانتشاله من (وئدته) وتوفير الأجواء الثقافية والصحية والمادية وتحصينه من الإنزلاق الى مهاوي الرذيلة والعدم... ولكن!!!قلت لهذا الشاب أنت كولدي وأنا أكبر من والدك أرجوك أن تستمع لما سأقوله لك بعد ذلك إن شئت الأخذ به أو لا... فهذا متروك لك..عندئذٍ عدّل من جلسته وأعطاني أُذناً شبه صاغية وقال (تفضل عمو).. قلت له الله يساعد صدرك.. عند استنشاقك للدخان تسحب مع النيكوتين والقطران، المضرة بالصحة اصلاً، زفير ركاب السيارة..! والهواء الذي تتنفسه مملوء بكتريا وأتربة ودخان عوادم السيارات،.. ورائحة القمامة النتنة ذات الفيروسات المركزة!!إستغرب الفتى.. هذا الشاب (العاق) الذي كلمته أول الأمر ولم (يحترمني).! رمى ما تبقى من سيگارته من شباك السيارة كتصرف لا إرادي.. وقلت في نفسي.. الحمد لله هذا أول الغيث.. وقال لي ماذا بعد ( يا عمو) ؟! قلت له قبل فترة قصيرة رأيت فلماً وثائقياً من إحدى الدول الاوروبية يحكي قصة شاب ميت مفتوح الصدر ممداً على طاولة التشريح، والأطباء يحيطون به وعند فتح رئتيه وجدوا مادة لزجة شبيهة (بدبس التمر) تحيط بالحويصلات الرئوية تمنع وصول الأوكسجين للدم لكي تطرح غاز ثاني أوكسيد الكاربون للخارج، وهذا كله نتيجة ترسّب الشوائب التي ذكرتها لك أول الأمر، وقد أدت الى وفاة هذا الشاب المسجّى على طاولة التشريح.. ولعلمك ان احصائية الأمم المتحدة بخصوص مضار التدخين تشير الى أن خمسة ملايين شخص يموتون سنوياً من جراء هذه السيگارة المعونة، هذا عدا الامراض الفتاكة الأخرى كالسرطانات والأمراض والعلل الأخرى!وضع الشاب من كثرة فزعه كُمّهُ على فمهِ ولم ينبس ببنت شفة!في تلك اللحظات عرفت أن نصيحتي المخلصة قد أتت أُكلهاواستطعت  والحمدلله أن أنقذ شاباً عراقياً وهو أحد فلذات أكبادنا، وأثمن رأس مال في الحياة يحتـــــــاج اليه البلد للإعمار والبناء والتقـــــــــــدم.. شكرني كل من كان في (الكيا) وبعدها ودعتهم داعياً لهم السلامة والأمان والصحة التي هي تاج على رؤوس الاصحاء لا يعرفها سوى المرضى.

 

عدنان سلمان

المشـاهدات 119   تاريخ الإضافـة 25/10/2025   رقم المحتوى 67681
أضف تقييـم