الأحد 2025/11/2 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
نيوز بار
رسائل الأديبة الأردنية " ثريا حداد " إلى الأديب " ميخائيل نعيمة " معان وقيم إنسانية مشحونة بالصدق والإخلاص
رسائل الأديبة الأردنية " ثريا حداد " إلى الأديب " ميخائيل نعيمة " معان وقيم إنسانية مشحونة بالصدق والإخلاص
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

قاسم ماضي -ديترويت

 

صدر عن مؤسسة " بتانا الثقافية " في القاهرة كتاب بعنوان " رسائل ميخائيل نعيمة " إلى ثريا حداد ، والكتاب أعده الأستاذ الإعلامي " سمير حداد " وهو شقيق الأديبة " ثريا حداد " وهو من القطع المتوسط ويقع في 90 صفحة .

 ويضم كذلك بعض الصور ورسائل كُتبت بخط يدها.اصرارا ً من المعد " حداد " شقيقها لإستحضار صوت الأديبة " ثريا حداد " ليتردد صداها في ذهنية القراء ، وايصال صوت رسائلها التي انطلقت في تأكيد هدفها المعرفي والأدبي وتفعيل دور المرأة وصوتها .هذا هو نعيمة أقدمه للمرأة في " دنيا المرأة " إيمانا ً قويا ً ، عقلاً متسعا ، نيرا ً ، فكراً حادأ ً عميقا ، وحديثا ً شيقاً مفيداً لا يرتوي منه الإنسان .ص70

وتحوي ثنايا الكتاب أيضا هذه الرسائل المعبرة والهادفة التي كانت بمثابة دروسا إنسانية عميقة  نستشف من خلالها عمق رؤيتها التي تركت فينا الأثر الفني والأدبي ،و بوعينا النقدي العميق وحسنا الجمالي الرفيع ندخل عالمهما ونخوض فيه .

وقد راجعها وقدم لها الأستاذ " عبد اللطيف الوراري " وفي هذه الرحلة التي تنقلت بنا من حالة إلى حالة وهي تصور لنا ايمانها الدائم بالحياة ،حتى أنه أطلق عليها رحلة بين الوجع والتحول الذي شكل  ألعوبة في يد القدر، ويؤكد على أنه مرحلة لابد من اجتيازها .يقول

 هكذا نكتشف مع توالي الرسائل كيف كان رصيد الثقة والتقدير بين الطرفين يتنامى باستمرار ص17

وهذه الرسائل التي تواصلا  بها أدت إلى اكتشاف ابعاد الكينونة الأدبية والمسافات الإنسانية التي تتجلى في كتابات المفكرالأديب " ميخائيل نعيمة " يقول

" أما خطر في بالك قط ُ أن تتخيلي هذه الأرض ، أرضنا يتوالد فيها النبات والحيوان والإنسان باستمرار ولا يموت فيها شيء على الإطلاق ؟ أما كان حرياً إذا ذاك بعشيرة القطرب ، أو العوسج ، أو النمل ، أو الذباب ، أو البرغش أن تملأ وحدها الأرض في خلال عقود -لا قرون -من السنين ؟ " ص7

والذي يعرف قيم هذه الرسائل وخاصة لدى المشتغلين فيها من الباحثين وغيرهم ، يجد فن َ الرسائل عند من سبقونا من العرب أنها من الفنون الأدبية القديمة ، إزدهرت في القرنين الثالث والرابع الهجريين ، وفيهما انتشر صيته ، وهو فن نثري جميل يظهر مقدرة الكاتب وموهبته الكتابية وروعة أساليبه البيانية القوية ،وان هذه الرسائل لو دُرسّت إلى أجيالنا ستكون نبراسا ً للمشتغلين في حقلها ، ورافدأ مضيئا في عالمنا الحالي .

وحين تتعمق في ضوء الثريا ومواجعها وخاصة في " حروف الناسك " تجد الأديب " ميخائيل نعيمة هو أديب لبناني موسوعي من الرعيل الأول المؤسس لعصر النهضة الفكرية والثقافية التي هزت المشرق العربي منذ بدايات القرن العشرين .ص9

وهو الذي أسس الرابطة"  القلمية "  في نيويورك مع مجموعة من الأدباء عام 1920 ، ومن ابرز اعضائها " جبران خليل جبران " و " وايليا ابو ماضي " و " وميخائيل نعيمة " و" عبدالمسيح حداد " وكان هدف الجمعية الأدبية هو تعزيز اللغة العربية وأدابها في المهجر .

والقارئ لهذه الرسائل التي كانت تحمل الكثير من الدلالات ما قد يفيض عن نصوصها .كان يكتب لها وأقصد " ثريا " باعتبارها إنسانة حساسة ومثقفة متسائلة وحائرة ، فلا يجد غضاضة في أن يناقش معها بعض ما كان يشغله من مسائل وجودية ونفسية وثقافية وأدبية ، لهذا ظلت الكثيرمن العناوين مثل " الزواج ، شعر المتنبي ، الاغتراب ، الغاية من الوجود ، حكمة النظام الكوني ، التعزية الحقيقة " وكتابة الرسائل التي خطتها بيدها أرادت منها التعبير عن رأيها بالنتاج الادبي لكاتب كبير مثل " نعيمة " وما تعلمت منه فكانت تضع في حساباتها كل هذا الشغف الفكري الذي بنته من مخيلتها المكتنزة بحب الأدب وألادباء ، وكثيرا ما كانت تُشرك النساء لتعطي صورة عن دور المرأة وخاصة في الحوار التي عملته معه .وهنا تقول

منذ مطالعتي الأولى لأحد كتبه " همس الجفون " شعرت ُ بمزيد من الشوق لمتابعة المطالعة ، والارتواء من معين معرفته وعلمه ، وما كان علي الا أن أُزين مكتبتي المتواضعة باضافة " سبعون ، دروب ، الغربال ، صوت العالم ، المراحل ، مراد " إلى قائمة كتبي ، أعجبت جدا بكتبه هذه لما تنطوي عليه من معان وقيم إنسانية الى جانب الأسلوب الجميل ، والذوق السليم في اختيار الألفاظ والعبارات . ص65

مؤكدة له عبر هذه الرسائل صوتها وصوت المرأة قائلة له " يهمنا نحن الفتيات اليوم أن نعرف رأي أستاذنا الكبير بنهضتنا الأدبية النسائية إن كنت تعترف بها ؟ وبهذا تضعه أمام سؤال صعب لتكشف ما يدور بخلده أزاء المرأة العربية ودورها الفاعل في حركة المجتمع ، قائلاً

يسرني وجود نهضة أدبية نسائية ، مع العلم أن الأدب أدب في كل زمان ومكان ، أحيي قائدات هذه الحركة ، مع أسفي لانحدار بعض الأديبات إلى المستوى الرخيص ، على اعتقاد البعض منهن أنهن يسلكن درب سارتر رائد الوجودية الذي يظل بكثير من مقلديه  ص68

وعلينا ان نذكر ان الأديبة  " ثريا حداد " استاذة اللغة العربية في جامعة " جونز هوبكنز الأمريكية " 1996 – 1935 " كان ميخائيل نعيمة في عقده السبعين إذ وقعت على فترات متقطعة بين عامي 1961 ، 1975 ، وبلغ مجموعها نحو ست وعشرين رسالة مفتوحة الحجم .

المشـاهدات 36   تاريخ الإضافـة 01/11/2025   رقم المحتوى 67872
أضف تقييـم