الخميس 2025/11/6 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 30.95 مئويـة
نيوز بار
عيون المدينة عسى أن يجتثها الأوفياء ..
عيون المدينة عسى أن يجتثها الأوفياء ..
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عز الدين المانع
النـص :

 

 

 

 

تدفقت خلال العقدين الماضيين عبر منافذنا المشرعة عادات وتقاليد وسلوكيات وافدة ما كانت مألوفة لدى مجتمعنا العراقي المحافظ والعريق ..

 

وأصبحت جزءاً من سمات هذا الزمن الرديء ..

 

ونشأت بؤر وحاضنات معيبة في قلب بغداد الحبيبة وامتدت إلى معظم المدن الأخرى وراحت تفرز التقاليد المنحرفة والأورام الخبيثة ضمن مخطط مرسوم منذ بزوغ ( الربيع العربي ) المشؤوم ، وراحت تستشري لتصل الى أبعد من حدودها ، وتنخر في أسس هذا الوطن ومجتمعه المغلوب على أمره ..

 

فما كانت المخدرات والأفلام الأباحية والنوادي الليلية التي راحت تحمل صفة ( الثقافية والإعلامية ) وتمارس فيها تقاليد المجتمعات المتفسخة وبيع الأطفال وتجارة الأعضاء البشرية وغيرها سوى حكايات معيبة كنا نقرؤها عن تلك العوالم المبتذلة خلقياً ..

 

وليس هذا فحسب ، فقد بدأنا نعيش ظواهر البؤس والحرمان والفاقة التي امتدت بين صفوف العاطلين والعوائل المهجرة والنازحة من المناطق الزراعية التي أصابها القحط والظمأ ، والأهوار التي أوشكت على الجفاف ..

 

وها نحن نصحو مع بزوغ الضياء الأول فجر كل يوم على ظاهرة تحمل في مضمونها اكثر من علامة استفهام ..

 

فتيَةٌ وَصَبيّات صغيرات لا تتجاوز اعمارهم الثامنة الثامنة أو العاشرة ، يغزون الشوارع والأزقة مع أذان الفجر وهم يحملون الأكياس البالية على ظهورهم ويجوبون الشوارع ومحطات تجميع القمامة والحاويات مبكرين بحثاً عن العلب البلاستيكية وقطع الغيار المهملة وفتات الخبز والصمون ليعاد صنعها في ( البؤر ) المخفية في دهاليز بعض المناطق الشعبية النائية والعشوائيات البعيدة عن الرقابة الصحية والبيئية والقياسية وحتى الأمنية ..

 

تلك المخلفات والنفايات الملوثة التي يعاد تصنيعها ( سموماً ) على شكل أوعية وأوان بلاستيكية أو عبوات بسكويت ومعجنات من الفتات المتعفن ..

 

ترى الى متى تبقى هذه الظواهر الدخيلة ، ومن يُروّجها ويحميها ... والى متى ؟ فعسى أن يجتثها الأوفياء ..

 

المشـاهدات 177   تاريخ الإضافـة 05/11/2025   رقم المحتوى 68024
أضف تقييـم