في الصميم
هل فعلا إنها بلاد ما بين النهرين؟!![]() |
| في الصميم هل فعلا إنها بلاد ما بين النهرين؟! |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب علي الزبيدي |
| النـص :
منذ أن خلق الله هذه الارض كانت تسميتها بلاد النهرين او الرافدين او بلاد ما بين النهرين وسمي العراق بأرض السواد ايضا لكثافة الزراعة فيه وتنوعها ومنذ نشأة الدولة العراقية الحديثة وضعت كل الحكومات المتعاقبة التي سبقت العام 2003 بغض النظر من كونها في نظام ملكي أو جمهوري ديمقراطي او شمولي أو لبرالي وضعت خططا لبناء السدود والمشاريع الاروائية الكبيرة للحفاظ على الثروة المائية بأعتبار الماء عصب الحياة كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ولم تترك تلك الحكومات موضوع نهري دجلة الفرات عرضة لأبتزاز دولة المنبع تركيا التي كانت وما زالت تسعى للتضيق على العراق من خلال تقليل حصة العراق من الاطلاقات المائية لكي يبقى بحاجة الى المنتجات الزراعية التركية وكل ما يتعلق بحياة الناس وأصبح حجم التبادل التجاري مع تركيا بحدود عشرين مليار دولار سنويا قابل للزيادة بعد أن رهنت وزارتا الخارجية والموارد المائية حصة العراق بيد تركيا تتصرف بها كيف ما تشاء ومتى ما ترغب وتريد .
فاليوم يعاني العراق شحة مائية كبيرة وخانقة فتقلصت نتيجتها الرقعة الزراعية للبلاد بسبب سياسة تركيا أولا وثانيا بسبب سياسة التخبط والاهمال والفوضى التي مارستها كل وزارات الموارد المائية في كل الحكومات المتعاقبة فلم يبنى طيلة 22 عاما منذ العام 2003 الى يومنا هذا أي سد أو خزان أو مشروع أروائي يستطيع فيه العراق أن يرفع مخزونه المائي بما يضمن الانتاج الزراعي والاستهلاك البشري وكذلك لم تسعى وزارة الزراعة لاستخدام منظومات الري الحديثة بشكل واسع سواء بالرش او التنقيط لتقليل نسبة الهدر بمياه السقي.
كل ذلك جرى ويجري و كنا قد سمعنا بالمبادرة الزراعية التي أعلنتها حكومة المالكي في ولايته الاولى بمليارات الدولارات ولكن النتيجة إن العراق اليوم على حافة العطش والتصحر فهو اليوم يستورد المحاصيل الزراعية صيفا وشتاءا بمختلف أصنافها وأنواعها من دول الجوار وحتى من الاردن التي ليس فيها نهر يجري .
نعم إنها الكارثة التي تهدد العراق وشعبه فهل نلغي تسمية بلاد ما بين النهرين ؟ فهي في الحقيقة أصبحت اليوم بلاد ما بين القهرين نتيجة نظام المحاصصة السياسية التي جاءت بكل الفاسدين والفاشلين لتولي مسؤولية إدارة دولة مثل العراق فتركيا تسعى لان تقايضنا الماء بالنفط والجارة إيران أيضا أغلقت وحولت مجرى العديد من الانهار التي كانت تصب في الاراضي العراقية من الشمال الى الجنوب وسياسيونا الجهابذة مشغولون بحملاتهم الانتخابية التي افرزت خطابا تسقيطيا وطائفيا حاقدا ولم نسمع عن مشروع او برنامج يهتم بمعاناة المواطنين إلا ما ندر.
فعسى الله ان ينزل على العراق غيثا صببا في هذا الشتاء يسقي الحرث والنسل ويرد كيد المتربصين بالعراق الى نحورهم كي لا نقول عراق ما بين القهرين قهر حكوماتنا وقهر الجيران .
والله المستعان. |
| المشـاهدات 35 تاريخ الإضافـة 05/11/2025 رقم المحتوى 68039 |
توقيـت بغداد









