الانتخابات وانتظار غودو![]() |
| الانتخابات وانتظار غودو |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب د. حسين الانصاري |
| النـص :
بينما تتسارع العدسات وتزدحم الشاشات بصور المرشحين، وتتكوم اللوحات الإعلانية حتى تكاد تغطي معظم جدران المدن والشوارع والفضاءات ، وها نحن في موسم الصيد والتصيد السياسي الكبير ، انه موسم الانتخابات في العراق.
بدورته السادسة ، رقم يمكن أن يشعرك أننا اقتربنا من مرحلة النضج الديمقراطي، بينما الواقع يخبرنا أننا ما زلنا في مرحلة التعلم من الأخطاء، مع الحفاظ عليها. بل اعادة تكرارها والإيغال. في تطبيقها ، ولو نظرنا إلى خارطة الانتخابات من بعض زواياها لوجدنا. ان عدد المرشحين بازدياد متواصل بل بإمكاننا القول إن المواطن أصبح أقلية مقارنة بالمرشحين أنفسهم، والكل يحمل شعارا يفيض بالأمل والتفاؤل، حتى تكاد تشعر أن العراق بعد الانتخابات سيكون سويسرا الشرق الأوسط
ولو مررت قرب أحد الإعلانات الانتخابية ستجد المصطلحات تتزاحم بمصطلحات (التغيير، الشفافية، العدالة، المستقبل، الوثوق ،التنمية، الإصلاح، الإعمار، الخدمات ،المواطن أولًا…كلمات باذخة ومصقولة بعناية، وكأن المرشحين جميعا تخرجوا من مدرسة سقراط. او تدربوا مع صاحب المدينة الفاضلة لبناء المجتمع المثالي
ولكن خلف هذا اللمعان، تدور الأسئلة الجوهرية
- بماذا يحلم هؤلاء المرشحون؟
- كيف يفكرون؟
- هل برامجهم الانتخابية حقيقية أم مجرد بوستات فيسبوك او إنستغرام او اعلان ضوئي بقياس 6X6م او اكبر من ذلك
أغلب المرشحين مع كامل الاحترام للحالات الاستثنائية النادرة يفكرون في البرلمان كـ (غنيمة ) وليس تمثيلًا وتعبيرا عن إرادة الناخبين ،فالمقعد البرلماني لم يعد تكليفا، بل أصبح (تتويجا ) انه بطاقة VIP لدخول نادي الثراء الفاحش.
ومن لحظة فوز النائب تبدأ رحلة العمل وربط العلاقات … ليس العمل لخدمة الشعب، لا ، بل العمل للحاق إلى مصاف أصحاب المليارات ،وما إن يؤدي القسم (الذي غالبًا لا يتم الالتزام به)، حتى يدخل مباشرة في المرحلة الأبرز والاهم مرحلة البحث عن مشروع مربح، عقد سريع، مزايدة تفتح له باب الثروة والبقية مجرد تفاصيل
وهكذا تتحول الشعارات إلى ديكور انتخابي، والوعود تصبح في أرشيف النسيان، والمواطن يعود إلى موقعه الطبيعي:
المتفرج الذي يصفق لعرض مسرحي لم يكن يوما جزءا من
شخوصه الدرامية او أفكاره الفلسفية
المواطن ينتظر… وينتظر… وينتظر.
فالوعود تؤجل، والحقوق مؤجلة، والميزانية مؤجلة ، والبرامج مؤجلة ، والإصلاح مؤجل، ولا شيء يتحقق سوى انتظارٍ لا ينتهي.
وانتظار المواطن يشبه انتظار شخصيات مسرحية بيكيت الشهيرة في (Waiting for Godot ).
الجميع ينتظر، و( غودو ) — مثل الإصلاح لا يأتي أبدا. اذن فليسدل الستار وننتظر ما سيسفر عنه هذا الانتظار ؟ |
| المشـاهدات 26 تاريخ الإضافـة 07/11/2025 رقم المحتوى 68068 |
أخبار مشـابهة![]() |
الانتخابات تقترب...والعراق يترقب التغيير
|
![]() |
الانتخابات بين الطموح الديمقراطي والتحديات البنيوية
|
الانتحار السياسي ..استشراف مآلات الانتخابات السادسة في العراق
|
![]() |
المفوضية تبحث مع مراقبين دوليين استعدادات الاقتراع في إقليم كوردستان
إعلان الإجراءات الأمنية الاحترازية لتأمين يوم الانتخابات |
![]() |
الكهرباء: استثناء مراكز الاقتراع والمحطات من القطع المبرمج طيلة فترة الانتخابات
|
توقيـت بغداد








