في الذكرى الخامسة لمعارك قرة باغ
حرب ال 44 يوما .. علامة فارقة نحو السلام الدائم![]() |
| في الذكرى الخامسة لمعارك قرة باغ حرب ال 44 يوما .. علامة فارقة نحو السلام الدائم |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب د.معتز محي عبد الحميد |
| النـص :
حرب قره باغ الثانية 2020، التي خاضتها أذربيجان في إقليم قره باغ، ، هي لم تكن حرب حول أراضي متنازع عليها، ولا حرب لإحتلال أراضي دولة أخرى بالقوة العسكرية، وإنما كانت حرب مشروعة وفق قواعد وأعراف القانون الدولي، لتحرير أراضي محتلة، بشهادة جميع الدول والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة التي أقرت عدم أحقية أرمينيا الإعتداء علي أراضي أذربيجان واحتلال أراضيها بالقوة العسكرية، وأقرت الأمم المتحدة أن إستيلاء أرمينيا علي الأقاليم المتاخمة لإقليم “قره باغ الجبلية” غير شرعي، وأن هذه الأقاليم هي أراضي أذربيجانية محتلة، ومن ثم أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 822 في 30 أبريل 1993، بشأن احتلال إقليم “كالبجار”، والقرار رقم 853 في 29 يوليو 1993، بشأن احتلال إقليم “أغدام”، والقرار رقم 874 في 14 أكتوبر 1993 بشان احتلال أقاليم “فضولي، جبرائيل، قوبادلي”، أما القرار الرابع والذي يحمل رقم 884 في 12 نوفمبر 1993، فقد كان بشان إحتلال إقليم “زنجيلان” من قبل أرمينيا، وأقر مجلس الأمن الدولي في قرارته الأربعة بأن إقليم “قره باغ الجبلية” الذي تحتله أرمينيا هو جزء لا يتجزأ من أراضي أذربيجان، وطالب بضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي أذربيجان والحدود المتعارف عليها من قبل المجتمع الدولي، وطالبت قرارات الأمم المتحدة بانسحاب جميع القوات الأرمنينية من أراضي أذربيجان المحتلة فوراً وبشكل كلي وبدون قيد أو شرط، وإتاحة الفرصة لعودة المهجرين إلي ديارهم وأرضهم التي هُجّروا عنها في أمن وأمان.
حرب عادلة ومصيرية
ونحن في هذة المناسبة نستطيع القول ..ان الابعاد الحقيقية لمعارك ( ال 44 يوما) الخالدة مع القوات الأرمينية التي نحتفل بها سنويا مع الشعب الاذربيجاني ، تشير بأنها ليست اشتباكاً مؤقتاً او مؤطراً بتحديدات زمانية ومكانية محددة لخدمة أغراض تكتيكية معينة وإنما هي حرب عادلة مصيرية خضاها الشعب الاذربيجاني ضد قوى مغتصبة ، يتحدد مداها الزمني ومساحتها الجغرافية بضرورات الانتصار الحاسم عليه وتسليمه بشروط جمهورية اذربيجان العادلة . وهذا هو السر في تحقيق النصر الكبير على العدو الارميني وتدمير اسطورة ( الجيش الارميني الذي لايقهر ) في مختلف محاور القتال واحراز الغلبة الواضحة عليه. وهنا لعب الايمان بأفكار الرئيس الراحل حيدر علييف وبالمبادئ القومية الثورية الاصلية وبقيم الامة الاذرية وتراثها النضالي العريق دورها الكبير في كسر شوكة المعتدين وفي تركيعهم وتحقيق الظفر عليهم خلافاً للموازين العسكرية والتقليدية التي تركن لحسابات العدة والعدد والتقادم الزمني للصنوف وطوبواغرافية الأرض الجبلية وتضاريسها و زرع الالغام وبناء خطوط الدفاع الحصينة الارمينية وفاعليتها كما اعتقد وتصور قادة الارمن وما إلى ذلك... (من الحسابات العسكرية التقليدية).. غير ان كل ذلك لم يكن الأساس الحاسم في تحديد نتائج المعركة مع الحكومة الارمينية... لأن العامل الحاسم هو زخم القدرة المعنوية للقوات المسلحة وبطولاتها النادرة المضافة إلى قدرتها القتالية العالية والتي ضاعفت من فعلها التدميري المؤثر على جيش العدو ومعنوياته بفعل إيمان الجندي الاذربيجاني بمبادئ حب الوطن والتضحية في سبيله وقيم الامة الاذرية الخالدة في التضحية والفداء ، وكذلك وعيهم العالي بمشروعية المعركة التي يخوضونها وايمانهم الصميمي بقيادة الهام علييف وبقدرته الفائقة على رسم المسارات الصائبة التي تكفل النجاح المؤزرلمبادئ وقيم الثورة العملاقة التي قادها الرئيس علييف في التقدم المستمر صوب اهدافها الاستراتيجية ، ومن هنا كان للإيمان بالموقف المبدئي والسياسي من قبل الجنود والضباط الشجعان دوره الأساسي في تحديد نتائج المعركة الميدانية، وذلك عبر التفاعل بين ما يرسمة الموقف المبدئي والسياسي من مسارات صائبة للتوجه القتالي وبين ما تفرزه ظروف وأوضاع المعركة على كافة الجبهات.
حقائق جديدة تكونت بعد الانتصار
ان أذربيجان بنصرها في الحرب الوطنية شكلت في المنطقة حقائق جديدة بجانب عرضها قدرتها امام العالم برمته. وبذلك، تكونت ظروف ملائمة في المنطقة امام ضمان الامن وتشكيل تنظيمات اقتصادية وتعاون دولي لدول الجوار وتعاون اقتصادي جديد. ويمكن القول أن تطور الاحداث الحالية التي مرت في المنطقة يؤدي الى مزيد من تعمق الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الموجودة في أرمينيا. وطريق النجاة الحتمي طبعا في الابتعاد عن أفكار الثأر وقبول الحقائق الجديدة التي أنشأتها أذربيجان. ويجب على أرمينيا أن تتفهم أنه من غير الممكن تتكلم مرة ثانية بلغة القوة مع دولة قوية ومقتدرة مثل أذربيجان.
اتفاق ترامب للسلام .. هل يتحقق ؟
طوال عقود، سُجلت انفراجات "تاريخية" في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، لكن سرعان ما كان البلدان ينزلقان مجدداً إلى الصراع. العسكري وقد يلقى اتفاق ترامب المصير نفسه، اذا ماتجددت النزعة الانفصالية في ارمنينيا .يُحسب لباشينيان، الذي بدا مدفوعاً في البداية بظروف صعبة لكنه اليوم مدفوع بقناعة صادقة، أنه شرع في تغيير هذا النمط السائد. وحتى لو تطلب الأمر تنازلات كبيرة، فإنه يسعى إلى إبرام اتفاقيات مع كل من أذربيجان وتركيا تمكنه من فتح حدود بلاده، والسماح لأرمينيا أخيراً بتخفيف اعتمادها على روسيا، وأن تصبح دولة قومية مكتفية ذاتياً. أما الرئيس علييف، فلا يحتاج إلى اتفاق سلام بالقدر نفسه، بعد أن حقق كل ما يصبو إليه تقريباً في ساحة المعركة. لكنه يبدو أيضاً مقتنعاً، على الأقل في الوقت الحالي، بأن من مصلحته دعم الزعيم الأرميني المحاصر بدلاً من رؤية أرمينيا تخضع من جديد للهيمنة الروسية.ينص الاتفاق على تعهد أرمينيا وأذربيجان بوقف أي نشاط عسكري وفتح الطرق التجارية وإقامة علاقات دبلوماسية واحترام السلامة الإقليمية لكل منهما، كما تقوم الولايات المتحدة التي كانت تفرض قيودًا على التعاون العسكري مع أذربيجان بتجميد التعديل 907، الذي بموجبه ترفع الولايات المتحدة القيود عن تعاونها العسكري مع أذربيجان. كما ينص الاتفاق على مطالبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بحل "مجموعة مينسك" التي فشلت في ايجاد حل سياسي للنزاع بين البلدين منذ 1994. اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان يوم 8 أيلول 2025، يعد انجازًا تاريخيًا للبلدين في سبيل التحول من مرحلة الصراع والقتال إلى مرحلة السلام والتعاون والازدهار، كما يتيح لدول منطقة جنوب القوقاز فرصًا واعدة في جذب الاستثمارات والتجارة وطرق العبور.في هذا السياق، يصبح الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان اختباراً نموذجياً لمعركة الممرات في القرن الحادي والعشرين، حيث تلتقي الجغرافيا مع القوة العسكرية ومع الإستراتيجيات العابرة للحدود. ولعل ما يجعل هذه المعركة شديدة الحساسية هو أنها تجري على تخوم ثلاثة من أكثر الفاعلين الدوليين تنافسية وتعارضاً في المصالح: روسيا، تركيا، وإيران، مع حضور أميركي متجدد يسعى لاختراق المسرح عبر البنية التحتية الأمنية والاقتصادية. |
| المشـاهدات 39 تاريخ الإضافـة 12/11/2025 رقم المحتوى 68170 |
أخبار مشـابهة جريدة الدستور ليوم الاربعاء 12/11/2025 للعدد 6326 |
![]() |
السفيران الإيراني والروسي يجتمعان ببغداد بشأن الانتخابات
الخارجية: تصريحات متحدث الخارجية الإيرانية تدخل مرفوض بالشأن العراقي |
القبض على شقيق احد النواب يقوم بشراء البطاقات الانتخابية جنوبي الديوانية
اعتقال ستة اشخاص كانوا يقومون بسرقة لافتات المرشحين في شمال الحلة |
![]() |
البيشمركة تدين التصرف غير اللائق لاحد افراد الجيش بالاعتداء على كردي يحمل علم كردستان
إصابة ضابط وثلاثة جنود بإطلاق نار في طوزخورماتو |
![]() |
وزير الداخلية يعلن نجاح الخطة الأمنية في الانتخابات
المفوضية: نسبة المشاركة تجاوزت ٥٥٪ بعدد مشاركين وصل ١٢مليونا |
توقيـت بغداد







