(مرفوعة السيقان دنياي)
قراءة - في نص للشاعرة العراقية - فرح دوسكي![]() |
| (مرفوعة السيقان دنياي) قراءة - في نص للشاعرة العراقية - فرح دوسكي |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
حمزة فيصل المردان
المعاناة في كل زمان ومكان تصنع شاعرا أو شاعرة ففي رحمها تنصهر الموهبة وتخرج القصائد علامة يبوبها الحزن والالم بل ينزّ من بين السطور ويكون طابع وعلامة الشاعر الفارقة وحتى لو حاول الكتابة عن الفرح فلن يجد مكانا مناسبا ولا وقتا مناسبا أيضا وترافق المعاناة الحاجة الماسة لذوي الدخل الذي اقل من المحدود بحيث لا يكفي لسد الرمق اكيد لن تكون القصائد بديلا لكن فقط لوصف ما يجري وتخفف من وطئة الحزن والالم وليست مواساة للنفس في نفس الوقت # لكم النص ( مرفوعةُ السيقانِ دنياي ............................. *كلما غاص الليلُ بفمي يغزو الحزنُ مدينتي يولد الكسلُ على شفتي.. مدينتي مدينةُ ( البرنو) والألم تفتعلُ الاكاذيبَ باللحظةِ تمسحُ حيضي بواقع المعيشةِ.. قل لي ماذا بريّكَ أيها المعتوهُ فاعلٌ بامرأةٍ ذابلةٍ تعصرُ الهواء َ بالقصائدِ؟ ماذا بربّكَ فاعلٌ تغمسُ هيجانَ أصابعي بلُعبِ الحرب؟ تطفئ الفيضانَ في رأسي لتخرّ قصيدةٌ مثقلةٌ بـــ ( اللوكيميا ) لها شكلُ البركةِ بطعمها الدسمِ عند ( فالح أبو العنبة) تلتمسُ المأوى تحت هذا الثرى... ينقسم النص على عدة مراحل يحددها زمن معين مورس من خلاله الاضطهاد ضد الشاعر/ة باعتبارها تمثل جيلا كاملا ربما عانى ما عانى لاربعة عقود ونيف من ظلم وبطش وخوف مستمر بل تكاد الشوارع ترفض المارة لقساوة الحاكم واعوانه الذين لا يقلون عنه بطشا (مرفوعةُ السيقانِ دنياي ) /- ترفع السيقان للتعذيب في المعتقلات وليس لامر اخر حياتي اجتماعي تكاثري وبقيت هذه السيقان مرفوعة لحد وقتنا الحاضر رغم التخلص من صنمية التابع والمتبوع ( كلما غاص الليلُ بفمي يغزو الحزنُ مدينتي يولد الكسلُ على شفتي.. مدينتي مدينةُ ( البرنو) والألم ...) /- كانت كل المدن تعاني من التهميش والاقصاء والاخصاء الفكري والعقائدي أن صح التعبير والليل كان يتبدّل به الحال فاغلب الاعتقالات العشوائية ليلا وفي الصباح تكون البيوت خالية من ساكنيها وذلك بسبب المخبر السري ( وكيل / ة الامن) الحزن لا يغزو المدينة فحسب بل جاثما فيها وهذا يسبب الكسل والركود وعدم الاستقرار والخوف المستمر لسبب أو بدون سبب فقط لكي تبقى خائفا من الاخر -الذي يمثل السلطة والجبروت - فقد جند كل العيون لحمايته والدفاع عنه ولعدم زواله باي مقاومة تذكر - الألم هنا روحي ونفسي لم يأت من فراغ بل من تبعات تلازمنا في كل الاوقات ( اش - لا تحجي للحايط اذان) جملة حفظناها وطبقناها منذ الطفولة (...تفتعلُ الاكاذيبَ باللحظةِ تمسحُ حيضي بواقع المعيشةِ..) /- حتى لو ابتعدنا عن الموضوع الاساس يبقى تفكيرنا مشتتا فالحيض النسائي يختلف اختلافا كليّا عن الحيض الاجتماعي والفكري فالاخير يوّلد العجز والكسل والخمول وليس هنالك واقع لديمومة المعيشة فهو ليس حيضا صحيّا يتعبه تعافٍ وممارسة شخصية بها فائدة جسدية ونفسية وتكاثرية واشباع لغريزة تساهم في الاستقرار النفسي للطرفين (..قل لي ماذا بربّكَ أيها المعتوهُ فاعلٌ بامرأةٍ ذابلةٍ تعصرُ الهواء َ بالقصائدِ؟...) /- الخواء يتغلغل بكل تفاصيل الحياة فالخوف يجعل من المرأة بعد ان كانت عنصرا مهما في بناء المجتمع يحولها على عطل وخواء دائمين وفقط هي تكتب القصائد للترويح عن النفس وضع الكبت على سطور صماء واخفاء تلك القصائد لان بها الهلكة لا محال (..ماذا بربّكَ فاعلٌ تغمسُ هيجانَ أصابعي بلُعبِ الحرب؟...) /- وهل الرصاص لعبة ابدا هي صورة للقتل ولان الشاعر/ ة تنشد السلام وتبثه بما تراه مناسبا تقول بلعب الحرب ؟! ابدا لم تكن الحرب لعبة ولا ادواتها للعب (..تطفئ الفيضانَ في رأسي لتخرّ قصيدةٌ مثقلةٌ بـــ ( اللوكيميا ) لها شكلُ البركةِ بطعمها الدسمِ عند ( فالح أبو العنبة) تلتمسُ المأوى تحت هذا الثرى...) /- القصيدة مشلولة وعاجزة وتبقى بلا ملامح نعم ذهب الخوف من التصفية بشكل تدريجي وظهرت تصفية بشكل سريع لم يتغير شيء واستبدلت الاشياء باشياء اكثر تعقيدا وعنفا وكان الامس يعيد نفسه بمسلسل جديد بملامح قديمة فاللوكيميا - الخاصة بسرطان الدم - جديدة على المجتمع لاينفع معها أي دواء أو تداخل جراحي - وكان البركة من التيزان المذيب حتى للملابس وليس لها طعم سوى الموت واختفاء الجسد ولا تظنها اكلة فلافل يضاف لها العنبة لتطيب المذاق وتغيبر الطعم والناس مع ازدياد عدد السكان تلتمس مأوى فلا تجده سوى تحت التراب وهذا ما جلبت وستجلبه الحروب العبثية وغيرها |
| المشـاهدات 41 تاريخ الإضافـة 18/11/2025 رقم المحتوى 68407 |
توقيـت بغداد









