أضيف بواسـطة addustor

حقق مسلسل "البرنس" لكاتبه ومخرجه محمد سامي اكثر المتابعات خلال فترة الدراما الرمضانية , واعجب الجمهور بأداء احمد زاهر "فتحي" على الرغم من دوره الشرير , بل المبالغ بشره في المسلسل.

 

رسائل المسلسل كانت خطيرة , على اعتبار ان التلفزيون فرد من افراد العائلة , والان تحول الى الهاتف الذكي الذي شاركنا الفراش والوسادة ايضا.

 

رسائل المسلسل عديدة وفيها من السوء ما لا يمكن ان يعرض هذ المسلسل خلال فترة وجود الرقيب الصارمة وقتذاك , ولكن الحرية التي اعطيت للشعوب بعد ما سمي بالربيع العربي اسيء استخدامها بشكل مشوه.

 

اخ يقتل عائلة اخيه , ويتامر على اخيه ويودعه السجن , واخر يخون اخيه مع زوجته ويمارس معها سفاح الاقارب , وبعداكتشاف الفضيحة , يقتل الاخ اخيه , وزجته , ويخفي جثتيهما بشكل وسخ.  واخ يورط اخيه بتعاطي المخدرات كي لا يصحو ضميره , وشهادة زور لاخوة مجتمعين على اخيهم تتسبب في ايداعه السجن ظلما .

 

كل تلك المعطيات تم تسريبها للعائلة العربية بشكل عام , ولا نعلم ما هو الهدف من ترويج تلك المعطيات المشوهة , هل تستهدف العائلة العربية كي تتفكك , على اعتبار ان اكبر القيم التي حافظ عليها العرب لحد الان والتي تفككت في اوربا هي العائلة؟

 

الحقيقة ان هذا المسلسل استهدف البنية الاجتماعية العربية في اخطر خواصرها وهي الاخوة ومشكلات المال , وتلك لعمري من اشد المعضلات التي فرقت الاخوان وفككت بعض العائلات .

 

ان تسويق المفاهيم السيئة عبر قصة تستدرج المشاهد لمعايشتها , من الممكن ان يتم تقليدها خصوصا في ظل السلاح المنفلت , والامن المتردي , والثقافة المجتمعية غير الرصينة , وضغوط الوضع الاقتصادي الهائلة على كاهل المواطن العربي قبل غيره.

 

نحن نحتاج الى مراقبة لما يتم تسويقه للمشاهد العراقي وان لا تبقى وسائل المراقبة موجهة نحو افواه الصحفيين الذين يزعجون اصحاب القرار في العراق, بل ان مخاطر تفكيك المجتمع من خلال ترويج مسلسل على غرار "البرنس" اخطر من اي انتقاد من اي صحفي بما يخص الوضع السياسي في العراق , واخطر من كشف اي ملف فساد من قبل اي صحفي استقصائي , واخطر وبشكل كبير كن استهداف اي حزب او شخصية حزبية مهما علا شأنها.

 

فعلا .. الاجهزة الرقابية مدعوة لان تتحول بوصلتها الى ما يتم شراؤه من مسلسلات وان تعترض عند الجهات المنتجة , فالعولمة التي تسود وسائل الاعلام وتخطيها حدود الدول تفرض واقعا جديدا يجب ان يلتفت اليه اصحاب الشان في البلدان غير المنتجة.

 

على العراق ان يكون سباقا للتعريف بخطورة هذا التسريب للعائلة العربية التي هي عماد المجتمع , واساس قوته , فلا مجال لتفكيك تلك العائلة , والتحول الى المجتمع الوحدوي غير المتواصل اجتماعيا , مثل ما يجري في اوربا اليوم حيث لا اجيال , فما ان يصل الشاب الى سن البلوغ حتى ينفصم عن عائلته , ولا يتواصل معها , وما ان تدب الشيخوخة في رجل او امرأة حتى تجد ان مكانها اصبح دار العجزة , فلا اجيال متواصلة مع بعضها وهذا من اخطر المواضيع التي تستهدف العائلة.

 

على الاجهزة الرقابية العراقية ان توصل رسالتها الى الجامعة العربية لمناقشة كل ما يستهدف الوعي المجتمعي العربي في كل مكان , وان تفتح حوارا جادا مع المعنيين في مصر للوقوف عند مخاطر تسويق السوء على حساب الجمال.

المشـاهدات 3198   تاريخ الإضافـة 26/05/2020 - 00:35   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 18:49   رقم المحتوى 6841
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016