الإثنين 2025/11/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 9.95 مئويـة
نيوز بار
أدمغةٌ باتجاهٍ معاكسٍ للعقلِ
أدمغةٌ باتجاهٍ معاكسٍ للعقلِ
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب م. حسين زين العابدين الشيخ عبوش
النـص :

 

 

 

ما الذي حصل؟ فجأةً تتساقطُ العقولُ وتتحوَّلُ إلى أدمغةٍ. نرى شخصًا خفَّ عقلُه بسببِ المالِ، فأصبحَ ينشرُ في قصصِه الشخصيّةِ و الحالات على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ ترويجًا لشيءٍ لا يُروَّجُ له، وهو يمثلُ كفاءتِه في مادّةٍ دراسيّةٍ، ويستغلُّ تعاطفَ الناسِ البسطاءَ معه؛ إنَّ العالمَ لا يُروِّجُ لعلمِه، بينما الحقيقةُ أنَّ العلمَ يُروِّجُ لحاملِه، فلا داعيَ لكلِّ هذه المعلوماتِ التي لم تزدْنا إلّا يقينًا بأنَّه غيرُ مُلمٍّ بجوانبِ مادّتِه العلميّةِ.  وشخصٌ لم يختَرْه الناسُ ليقدِّموه عليهم، فأصبحَ غاضبًا وناقِمًا على الجميعِ. ما سببُ الزعلِ؟ اختيارُ الناسِ لك لا يعني أنَّك جيّدٌ، وعدمُ اختيارِهم لا يعني أنَّك لستَ أفضلَ منهم بأشواطٍ. لا أحدَ يُقيمُك سوى نفسِك؛ ولا أحدَ يعلمُ بعلمِك أفضلَ منك، فأنتَ حينَ تنظرُ في المرآةِ وترى صورتَك، تعرفُ أنَّك جيّدٌ أو أنَّك أقلُّ من غيرِك. المهمُّ أن تُصارحَ نفسَك وتُواجهَها بشخصيّتِك الحقيقيّةِ.  كلُّ ما ذُكرَ يُحدِّدُ تصرّفاتِ الناسِ في هذا الوقتِ، وهم يتكالبون على السلطةِ والمالِ، ومن أجلِ الوصولِ إلى غايةٍ استخدموا سُبُلًا لا تصلحُ لمَن يحملُ علمًا أو فكرًا. هذه السُّبُلُ الدنيئةُ والأنانيّةُ هي حطَّمَت احترامَهم لأنفسِهم، وفي غمرةِ الغرورِ عَمِيَتْ أبصارُهم  لرؤية أنفسَهم بصورةٍ صحيحةٍ. وفي ضوءِ ما سبقَ لا بدَّ أن نطرحَ السؤالَ التالي: هل هذا هو اتجاهُ بعضِ الأشخاصِ نحو الجنونِ؟ أم نحو السَّفَهِ؟ أم هي أقنعةٌ تتساقطُ وتُظهرُ الأخر بوجهِه الحقيقيِّ دونَ خجلٍ أو تخفٍّ؟  وهناكَ تساؤلٌ ثانٍ يبرزُ: يا تُرى، ونحنُ تحتَ تأثيرِ هذه الحُمّى، إلى أينَ سوفَ نصلُ؟ هل سنبقى في هذا البرزخِ ما بينَ العقلِ والجنونِ، أم سننحدرُ إلى الجنونِ المُطبَقِ؟ وسطَ هذه التساؤلاتِ، هناكَ رجاءٌ للناسِ لن يتحقَّقَ، وهو أنَّ الوضعَ لن يتحسَّنَ أبدًا. ومن هنا كان لا بدَّ من أُمنيّةٍ: أن يبقى الوضعُ على ما هو عليه، على حد قولِ ذلك الأعرابيِّ: لو بَقَتْ على خياطِها الأُولى أحسن.

 

المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 23/11/2025   رقم المحتوى 68498
أضف تقييـم