فيلم معركة تلو أخرى ,,,,,وعي السينما القادم![]() |
| فيلم معركة تلو أخرى ,,,,,وعي السينما القادم |
|
سينما |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
يسين بوغازي ( سيناريست –جزائر )
تبدو السينما العالمية في سعيها الى التطور قد بلغت أسقف واسعة من الحرية في تشكيل الشخصيات وملاعبتهم عاطفيا وإنسانيا وإيديولوجيا الى حدود تثير أسئلة وجودية جادة وعميقة ضمن نمطيات الحريات الفردية في مواضع حساسية كأفكار التمرد والثورة والشهوات المتراكمة للمال والجنس والتحرر ومخادعة النظام التي دأبت عليها السينما وفى الأهم صورة الانسان في عيون الانسان الآخر، بالنسبة لي السينما تطورا جدا بهده التناولان في النصف الأول من العقد الثاني للألفية الجديدة، وإننا في البيئات المتخلفة سينمائيا في العالم العربي لا نملك ولن نملك القدرات الإبداعية ولا التقنية ولا القانونية للالتحاق وانتابني هذا الشعور عند مشاهدة فيلم "معركة تلو أخرى" وقد تجلى أمامي فيلما وسينما ليست أبدا هما المتوفرين في محيطي وفي ثقافتي، هم الآن سينما متحررة ومتجاوزة للقيود النمطية والتوصيفية والعلائقية والثقافية، سينما مباح أمامها ردات الروح والعقل والجسد وهي كلها تتلألأ على الشاشة في شخوص وأبطال يشعرونك بأنهم قريبين لكنك لا تجدهم في صباحاتك ومساءاتك السينما العالمية لا تريد منك سوى الإبداع، وهي الان اشد طلبا له، بينما سينما البيئات المتخلفة في محيطي وثقافاتي ما تزال تريد ان تناقش الفرص وكيفيات الانطلاق، وفرص التصوير ومن هو التمثيل؟ لذا لن نلحق بها مهما فعلنا في فيلم "معركة تلو أخرى " تبدو هذه السينما واضحة الصورة والانفعال في اهازيج العواطف وحزن البشر ، و في علو الوعي بدور السينما الإنساني الحديث ، فيتفتح الفيلم انفتاحا مهولا على دواخل الإنسان وأحاسيسه المخبئة، انفتاح على أشيائه الكثيرة في هذا العالم الحديث بشخصيات عصرية آنية قلقة، حنونة، مجرمة، منافقة، تأكلها الشهوات ليل نهار، عن عالم التفكير الحديث والسريع المقبل بجنون على الحرية بجميع أشكالها، لأنه عصر العادات السيئة والأنانية المفرطة والتلاعب المتكرر والكذب على كل شيء ، على الذات ومراوغتها في أدنى اللمحات وعن الأديان والقانون ومتاعب النفس و العقول نرى وكأن الشخصيات واقفة في وجوم بين خطوط الكاميرا وخلفها وما بينهما في اشتباه من البشرية التي أنهكتها الحضارة الغربية المادية بين الروح المسجونة في الأجساد فلا تسمع سوى عبر الصراخ و الدموع و الهروب المستمر ، كل شيء عار على الشاشة الإنسانية والصدق وقيمهما ومعاييرها ،قوانيهما الصارمة، لذا تراهم طوال الفيلم ، طوال الحياة يبحثون، يستعدون، يسافرون، يتربصون، يخطئون ، اذلاء واقوياء و ما بينهما ، تراهم فقط لكي يدفعون على حواضرهم أخطارا الاستيلاب او الموت و العيش بلا مشاعر ، وكل هذه المخاوف قد تأتي من الأفكار والقناعات والقوانين وقد تأتي من أقرب الناس الابن ، الأخ ، الاب ، الحبيبية الحدوثة في "معركة تلو أخرى" عادية مجرد حدوثة أمريكية ربما مكررة في أفلام أخرى لكنها جاءت بحرقة أكثر وعمق حافر في الوعي الانسان، الفيلم انتاج 2025 بطولة " ليوناردو ديكابريو " ومن اخراج " بول طوماس اندرسون "عن متقاعد تخطف ابنته فيقرر البحث عنها ، متقاعد امريكي غامض المشاعر والذي يبدو من الدقيقة الأولى من الفيلم في علاقة بدا مستلم لها ، ثائر و ثائرة وبينهما أطماع هواجس داخلية ورغبات شهوانية لا يتراجع الفيلم في ايضاحها كأحد اساسيات الشخصيات ، الحدوثة في الأصل عن أم سوداء ثائرة وغريبة العواطف مندفعة الى الحرية و الشهوات، عشقت وعاشرت شخصا ثوريا، ثم انتهى كل شيء بعد سنوات لتبدأ رحلة جديدة للبطل هي الفيلم كله من الدقيقة الثلاثين لأجل فتاة تلك الثائرة السوداء
هذه ملامح من السينما العالمية الجديدة وقد استوعبها الفيلم الكبير ، هي سينما هوليودية ، او السينما الامريكية ، انجلوسكسونية ، غربية سميها ما شئت ، لكنها سينما الانسان الحديث الذي يعيش في منتصف العقد الثاني من الالفية وقد أخدت تصير مضرة وفاضحة بالأسئلة ، فاضحة باللمحات و الإيماءات ضد الشركات المتعددة الجنسيات والعالمية وضد الشخصيات المنافقة والنظام المالي العالمي الأخلاقي والإنسانيّ والمالي الذي يديره النرجسيين والأنانيين والمتحكمين وربما الفيلم كله عن هؤلاء المندفعين بحرقة طغيان العصر وتجلى حقائقه المخبئة ، وما دون ذلك تعلو وتخفت البشرية تحت ضغط حياة العالم النازف ، لن أذهب بعيدا، لكني سأقول بإن السينما خارج بيئاتنا السينمائية المتخلفة قد تطورت وبشدة ، تطورت بإبهار ، ولم تعد مجرد حدوثات وشخصيات وانفعالات ، لقد صارت جزءا من نظام انتقامي يريد كشف الحقيقة وتعرية العالم ومعه الشوفونيين والمندسين والشهوانيين و اللصوص، تريد تعرية الأكثر خبثا في الإنسان الحديث |
| المشـاهدات 34 تاريخ الإضافـة 11/12/2025 رقم المحتوى 68795 |
توقيـت بغداد









