الأحد 2025/12/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 10.95 مئويـة
نيوز بار
مديونية العراق لا تشكل خطرا وهي قابلة للعلاج !!
مديونية العراق لا تشكل خطرا وهي قابلة للعلاج !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسل عباس خضير
النـص :

 

 

 

على وفق المصطلحات المحاسبية ، فان الحسابات المدينة تشيرإلى مقدار او قيمة ما هو عليك والحسابات الدائنة توضح ماهو إليك ، و المبالغ المصروفة وغير المسددة والتي لا يقابلها إيراد غالبا ما تتحول إلى   المديونية بذمة المدين  ، واغلبالعراقيين حفظوا مصطلحات المديونية منذ عقود ، فكلما جاءالحديث عنها جاء الجواب بالأرقام للدلالة عن حجم المديونية ( العالية ) وما تشكله من أخطار تهدد البلاد  ، و المديونية تفاقمتخلال  السنوات الأخيرة لوجود العجز الفعلي في الموازناتالاتحادية ، ففي بعض السنوات  كانت الموازنات الاتحادية تعد بعجز وهمي ( تخميني )  ولكنه يتحول إلى فائض عند انتهاءالسنة المالية أما لزيادة الإيرادات او لضعف الإنفاق  ، والفائضكان موجودا  بدليل إن بعض الكتل طالبت  بتوزيع الفائضسنويا على فئات من الشعب حسب الاستحقاق ، واليوم باتتالمديونية واقع حال ويمكن التعبير عنها بالأرقام وعجز الموازنة موجود ولكن ليس بالقدر والحجم والخطورة التي يتم تداولهالمختلف الأغراض  ، فالمديونية الحالية (مقبولة) ومؤقتة  بشرطوجود وتطبيق الإجراءات لمعالجتها بشكل فاعل و جدي .والبنك المركزي العراقي (صاحب الشأن في الموضوع)  كشقعن حجم المديونية (خلال 2025) ، وذكر إن الديون   الداخلية91.1 تريليون دينار   ، و الخارجية القديمة والحديثة  54.957 مليار دولار ، والديون الداخلية تمثل  القروض والسنداتوالحوالات وتم اقتراضها من المصارف والصناديق والأمانات وتم استخدامها  لتلافي  عجز الإيرادات في الموازنات سواء لدفع الرواتب او غيرها من الأبواب ، ويفترض أن تكون  قابلةللسداد بمجرد توفر الإيرادات ،  وهذه  الديون لا تمثل خطورةسيادية لان ضماناتها داخلية ، والديون الخارجية يمكنتجزئتها لعدة أنواع فإجمالي الديون المتفق على تسويتها3.842 مليار ،  و إجمالي الديون المعلقة 40.504 مليار وهيليست ديون مثبتة ولم تتم المطالبة بها ولم تتم تسويتها فينادي باريس ويمكن معالجتها من خلال تنازل الدائنين عنها ، و إجمالي الديون المتبقية ( بعد  2003 ) 10.611 مليار ويمكن أنتصنف كونها  ديون غير عسيرة إذ  تتم خدمتها ويمكن إطفاءقيمتها بعد انتهاء آجالها ( مدتها ) .وبلدنا بهذا الوصف والمقدار من الديون لا يعد من الدول عاليةالمديونية ، فالدول العشرة الأولى عالميا من حيث المديونية ( حسب تسلسلها بتريليون دولار)   هي ( الولايات المتحدة   37.64 ، الصين 18.31 ، اليابان 10.23 ، المملكة المتحدة 3.7 ، فرنسا 3.6 ، ايطاليا 3.27 ،  ألمانيا 2.92 ،  كندا 2.3 ، الهند 2.19 ،البرازيل 1.71 ) ، وهي دول تتمتع باقتصاديات عالية وتنعمبالرفاهية والاستقرار الاقتصادي رغم حجم المديونية لأنها تضعخططها في موضوع الديون  ، والعراق في تسلسل مريح منحيث  ترتيب الدول العربية من حيث نسبة  الدين إلى الناتجالمحلي الإجمالي وترتيبها هو التاسع  ( السودان   221.5  % ،البحرين  142.5 % ، الأردن 89.7 % ، مصر 87  % ، تونس 80.6 % ، اليمن 71.4 % ،  المغرب 67.2 % ، الجزائر 54  %، العراق53.1 % ، موريتانيا 41.2 %  ) ، ويمكن أخراج   العراق من هذاالتسلسل عند التقييم لا  على أساس مجمل الديون وإنمابواقعها الذي ذكر أعلاه   ، وعند النظر إلى نسبة الدين إلىالناتج المحلي حسب تسلسل الدول عالميا سنجد أيضا إننابتسلسل مريح ، فتسلسل العشرة الأكثر نسبة إلى الناتج المحلي  هو ( اليابان 229% ،  السودان  221 % ،  سنغافورة175  % ، اليونان  147 % ، البحرين 142 % ، ايطاليا 137 % ، جزر المالديف   132 % ، الولايات المتحدة 125 % ، فرنسا 115% ، كندا 114 % ) .وليس الهدف من عرض ما تقدم هو تشجيع أصحاب القرار علىزيادة حجم ونسب المديونية في العراق ، ولكن للتذكير إلى حجمالمشكلة وما يمكن إيجاده من حلول ، والحلول هي  بتوفيرالأموال لتسديد الديون ونخص بالذكر الداخلية لان الخارجيةمجدولة ولم تشكل تهديدا من أي نوع ،  والمعالجة الداخليةيجب أن تركز على تقليص الإنفاق ليكون بمستوى او اقل منالإيرادات للوصول للتعادل وتحقيق الفائض ، ولان موازنتناتعتمد على إيرادات النفط التي لا نستطيع زيادتها كيف نشاء كونها محكومة باتفاقات اوبك + وبأسعار البرميل السائدةعالميا ، فان من الضروري والمهم زيادة الإيرادات لتحقيق الفائض والاكتفاء  لا بإجراءات قسرية تضر الناس  وإنما  بتفعيل قطاعات الاقتصاد غير المنتجة لإزالة العلل والأمراض وتوفير البدائل والحلول ، لعل من ضمنها ( إدخال آلياتتشجيعية  لتحصيل الديون والمستحقات من الفوائد والرسوموالضرائب غير المستوفاة ، بيع ما يمكن بيعه من الأراضيوالعقارات التي لا تشكل مصدرا للإيرادات ، اتخاذ قرارات جريئةلاسترجاع الأموال المنهوبة  ، تنفيذ إجراءات حازمة بخصوصالشركات الخاسرة ، العمل بأنظمة عادلة في مجال الرواتبوالمخصصات والحوافز والإرباح ومعالجة ازدواجية الرواتبوالمنافع التي تمنح بدون استحقاق ) ، وهناك العشرات او المئات من الحلول التي يمكن ولوجها بهذه الخصوص ويفترض أنتكون بذمة الحكومة القادمة كمنهاج واجب التطبيق ، فدولتناغنية بأهلها ومواردها وأملاكها ومن المفترض أن تحقق عوائدمجزية لتنتج سعادة ورفاه   ، والمديونية مؤشر لإفقارها كدالةاو محصلة  للفساد وضعف الإدارة والأداء .

المشـاهدات 59   تاريخ الإضافـة 13/12/2025   رقم المحتوى 68809
أضف تقييـم