قصيدة  أحمد شوقي في مدح النبي الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله فيها الكثير من أبيات الحكمة ومن جملتها  البيت الذي يقول فيه (وما نيل المطالب بالتمني  ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ).

ونحن بانتظار التآم عقد مجلس النواب الجديد في جلسته الاولى وإنتخاب رئيسه ونائبيه وأداء النواب الجدد القسم القانوني والذي أرجو أن لا يحنث أحد فيه ، هناك أمنيات لدى غالبية أبناء الشعب تتمحور في العيش الكريم وازالة الفوارق الطبقية التي اوجدتها  في المجتمع قرارات وقوانين البرلمانات السابقة   بحيث أصبحت فئات تعيش في قصور فارهة ولا في أحلام وحكايات الف ليلة وليلة  وفي المقابل غالبية  تعيش الضنك والعوز والحاجة فهي تعيش بالكاد على خط الفقر او دونه ، هؤلاء ليسوا بالمئات أو الالاف بل بالملايين وهنا يتطلع بسطاء الشعب الى البرلمان الجديد أن يعدل او يلغي ما أقرته الدورات السابقة  من قوانين مجحفة أوجدت  التمايز الطبقي بين أبناء الشعب لإعتبارات حزبية وفئوية ضيقة ومصالح وإمتيازات شخصية وتقف في المقدمة منها الغاء ازدواج الرواتب وتعددها بحيث أصبح هناك من يستلم بدون وجه حق أربعة او خمسة رواتب شهريا  في حين يعاني المتقاعدون الامرين من صعوبة الحياة بالرواتب الحالية بعد خدمة طويلة للوطن والشعب .ومن يراجع إحصاءات وزارة المالية لأصحاب الرواتب المتعددة  والدرجات الخاصة يقف مذهولا أمام ضخامة المبالغ التي تكلف ميزانية الدولة  مليارات الدولار شهريا والدولة اليوم بحاجة الى الترشيد

 وتقليل النفقات لتجاوز الازمة المالية التي يمر بها البلد  فهل يستطيع البرلمان الجديد أن يقف ويقول كفى لهدر اموال الشعب والتأكيد على مكافحة الفساد من خلال تشريعات صارمة تنهي معاناة الشعب وفي المقدمة منهم الفقراء والذين قد يعبرون عن سخطهم بالاحتجاج السلمي مرة ومرتين  وثلاث ولكن اذا غضب فقراء الشعب فسيعبرون عن غضبهم بغير الاحتجاج  وعندها تكون النتائج ما لا يحمد عقباها واذا كان شوقي قد قال  وما نيل المطالب بالتمني فهو القائل ايضا( وما استعصى على قوم منال    إذا الاقدام كان له ركابا).

إنها أمنيات لحياة حرة كريمة بتحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية التي جاءت بها جميع الاعراف  والشرائع السماوية والوضعية .فهل نتأمل من البرلمان الجديد خيرا أم إنه صورة لما سبقه من دورات برلمانية تبحث عن المصالح والامتيازات لا غيرها .؟؟