الإثنين 2025/12/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 2.95 مئويـة
نيوز بار
سلامٌ على كل قلبٍ يؤمن بأن العدالة آتية ...مولد النور3.. حين يلامس السماء الأرض
سلامٌ على كل قلبٍ يؤمن بأن العدالة آتية ...مولد النور3.. حين يلامس السماء الأرض
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الطائي
النـص :

 

 

 

في ليلةٍ تنجلي فيها الظلمات بنورٍ علوي وُلد عيسى ابن مريم عليه السلام مُعلِنًا بدء فصل جديد من حكمة السماء على الأرض. لقد جاء في القرآن الكريم وصفٌ دقيقٌ لولادته المعجزة."فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا" "مريم.. 19" فهو كلمة الله ألقاها إلى مريم العذراء وآيةٌ للناس ورحمة. لكن القصة لا تنتهي عند ميلاده بل تمتد إلى حقيقة رفعه إلى السماء."وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ" "النساء.. 157". لقد رفعه الله إليه ليظل وجوده علامةً على موعدٍ لا يعلمه إلا الله حين يعود لينزل إلى الأرض حكماً عدلاً ويُتمم مع رفيقه المهدي الموعود مشروع العدالة السماوية.

 

العدالة المفقودة.. بحث البشرية عن خلاصٍ سماوي

 

لقد جربت البشرية عبر قرون طويلة كل النظريات الوضعية من الرأسمالية المتوحشة إلى الشيوعية المادية ومن الديمقراطية الشكلية إلى الأنظمة الاستبدادية فلم تجد في أيٍ منها طمأنينة القلب ولا تحقيق العدل الشامل. اليوم نرى إنسانيةً متعبةً ترفع عينيها إلى السماء تبحث عن منقذٍ يحمل مشعل الحق الإلهي. هذا الشوق العميق هو في الحقيقة صدى لفطرة الإنسان التي تعرف أن العدالة الحقيقية لا تأتي إلا من خالق السماوات والأرض.

 

الدعاء.. الجسر بين الضعف البشري والقوة السماوية

 

في أوقات الشدائد حين يشتد الظلم وتُغلَق الأبواب يبقى الدعاء هو الملاذ الأصيل. إنه فعل الثقة بالله والاعتراف بأن التغيير بيده وحده. وانتظار نزول عيسى " ع" ليس انتظارًا سلبيًا بل هو استعداد روحي وأخلاقي ودعاء متواصل بأن يُعجِّل الله بقدوم ذلك اليوم الذي يملأ الأرض قسطًا وعدلاً.

 

الهيمنة الغربية ..ومسخ الهوية محاولة لسرقة الانتظار

 

في المقابل نرى قوى الهيمنة الغربية والصهيونية تحاول توجيه هذا الانتظار البشري نحو مسارات مزيفة تحت شعارات مثل "المنطق الإبراهيمي" أو "المذهب الإبراهيمي" يسعون إلى صياغة هوية دينية مشوهة تخدم مصالحهم وتفصل الإنسان عن جذوره الحقيقية. إنها محاولة شيطانية لسرقة الرمزية الروحية لأنبياء الله – ومنهم إبراهيم وعيسى عليهما السلام – وتحويلها إلى أداة للهيمنة الثقافية والسياسية. وهم بذلك يحاولون منع أو تأخير أي صحوة حقيقية تستعد لنزول المسيح الحقيقي والمنقذ المهدي المنتظر الذي سيكسر كل صنمية بشرية ويوحد المؤمنين تحت راية التوحيد.

 

بالختام.. ننتظر النور الذي لا يخبو

 

إن ذكرى مولد السيد المسيح  ليست مجرد حدث تاريخي بل هي تجديد للأمل وتذكير بأن السماء لم تغفل عن الأرض إنها دعوة للتعلق بالله وبرجاء عدله الذي سيظهر حين يشاء.وعلينا – ونحن ننتظر ذلك النور – أن نكون من العاملين الصالحين الذين يمهّدون لعدله لا من المنتظرين السلبيين.فلنحيي هذه الذكرى بقلوب مؤمنة ونتأمل دروسها العميقة وندعو الله أن يرد الإنسانية إلى فطرتها النقية ويحفظها من كل محاولات المسخ والتشويه.وَسَلَامٌ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ يَحْمِلُ نُورَ الْوَعْدِ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ دُعَاءً صَادِقًا….

 

المشـاهدات 40   تاريخ الإضافـة 29/12/2025   رقم المحتوى 69391
أضف تقييـم