الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
حين يتحول الاستاذ الجامعي الى روبوت آلي
حين يتحول الاستاذ الجامعي الى روبوت آلي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

منذ ان ادرك الانسان اان تطور الحياة يرتبط بالوعي والتعلم كون امتلاك العلم يشكل الدعامة الاساسية لتنمية الفكر وارتقاء الذكاء لدى الانسان وبالتالي امتلاك القدرة على مواجهة تحديات الواقع بكل اشكاله وايجاد الحلول المناسبة ومن ذلك الحين قطعت المجتمعات اشواطا في مضمار التعليم الذي شهد مراحل من التقدم حتى وصل الى ما هو عليه اليوم وصار التعليم بكل مراحله يشكل المحور الاساس في تنامي وتقدم الشعوب ومواكبتها لمستجدات التطور التقني والفكري وبالتالي المساهمة الفاعلة في دعم جوانب الحياة المختلفة بمزيد من الافكار والرؤى التي تستند الى الخبرة والتجربة والبحث العلمي وبما يجعل من تلك الافكار سبيلا للتطبيق الناجح وعاملا فاعلا لمعالجة اية مشاكل وتحديات بل تصبح الجهود العلمية وما يتوصل من خلالها الى ابتكارات واكتشافات وابداعات تساهم في دفع مسيرة التقدم والتنمية المستدامة وبالتالي تحقيق  افضل حالات العيش للانسان وهو ما يهدف اليه العلم دائما ، وفي هذا الشأن اصبحت الجامعات في العالم تشكل ميدانا واسعا لنهل العلم والمعرفة بل انها اليوم صارت عنوانا  تفخر بها البلدان نتيجة ما تنجزه من ابداع علمي للبشرية ولنا اسماء جامعات باتت اليوم تمتلك من التأثير والشهرة  كجامعات  اكسفورد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا  وكامبريدج ‪ وستانفورد ومعهد ماساتشوستس  وجامعة برينستون وهارفرد وييل  وغيرها التي باتت تشكل مؤسسات علمية كبرى تنعكس انجازاتها  على جوانب الحياة  المختلفة وبات التنافس العلمي  يشكل عاملا لمزيد من التجارب والبحوث العلمية التي تستند اليها القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية وغير ذلك وهذا كله يرتبط بالمنظور. العام والمنزلة العليا التي منحت للجامعات باعتبارها  منابع وصروح تضم العقول المبدعة والنماذج الانسانية الراقية التي تستطيع ان تقدم للمجتمع عطاءا مميزا وترسم له افاقا اوسع ، لكن بعض المجتمعات لازالت تنظر الى هذه الجامعات نظرة تقليدية عزلتها عن دورها الحقيقي وفاعليتها المجتمعية بحيث انزوت مجرد بنايات مسورة بحواجز ومنفصلة عن بعضها بمناهجها وبرامجها وممارساتها  وما ينقصها للاسف تلك الرؤية الاستراتيجية حيث باتت جامعاتنا مجرد هياكل ومحاضرات تقليدية تعتمد عامل التلقين دون الافادة مما توصلت له التقنيات الحديثة او مواكبة ما يستجد في العالم من تطورات متواصلة ، صارت الجامعات تتنافس في الكم وليس النوع  وصرنا نبحث عن مجلات الغير لننشر بها بحوثنا بدلا من ان نجعل من مجلاتنا ومؤتمراتنا مراكز جذب واستقطاب عالمي

‪وتحول الاستاذ الجامعي الى روبوت آلي مهمته تنفيذ ما يملى عليه بدلا من ان يكون هو محور اساسي في عملية التعليم فالاستاذ كل يوم يتلقى توجيها جديدا يلغي ما سبق  وعليه ان يبدأ ببرنامج اخر وعودة الى نقطة البداية  بدلا من وجود ادارة تدرك ابعاد الواقع واستراتيجية التعامل معها بحكمة لا سيما ونحن نمر في ازمة وباء كورونا الذي حول الحياة الى تعامل عن بعد ومنها التعليم بكل مراحله ، ما نحتاجه اليوم هو كيف تصبح الجامعات  مرتبطة ارتباطا وثيقا. بحاجات المجتمع وان  تكون مرجعا لاصحاب القرار حيث تسهم الجامعات في معالجة اشكاليات الواقع وتقدم خلاصة المعالجات العلمية السليمة لمن يتخذ القرار  ينبغي ان تتحول الجامعات الى مراكز استثمار المعرفة كي تسهم في دعم الاقتصاد بعد ان اصبح الاقتصاد المعرفي يتصدر واجهة المشهد الاقتصادي العالمي بفضل معطيات الثورة المعلوماتية والاتصالية التي افرزتها التقنيات الحديثة التي جعلت العالم اكثر انفتاحا وتفاعلا وقربا والحياة اسهل وهذا جاء بجهود الانسان المعرفي الذي تقف وراء تكوينه مراكز العلم والجامعات التي غيرت مفهوم   حياتنا المعاصرة

المشـاهدات 891   تاريخ الإضافـة 13/06/2020   رقم المحتوى 7255
أضف تقييـم