يوميات أبو جبار بطالة المثقف ! |
الرجع القريب |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : أعزائي القراء , مرّات الانسان يشعر بتعاسة وحزن , حين يرى الناس المحيطين به يتألمون ويشكون ظروفا قاسية , وهؤلاء المحيطون به هم من الأدباء والكتّاب والمثقفين , صحيح أنا جايجي ووضعي مو كلش تمام , لكنني أحسن منهم في حياتي , وبيتي القديم وأجوري اليومية التي أحصل عليها من عملي , أما هم فأغلبهم يكون استكان الشاي حسرة عليه , وما عندهم ثمن غدائهم البسيط , رغم أن البعض منهم معروف وينشر قصائده وكتاباته وموضوعاته وصوره في الجرائد والمجلات , أو لديه كتاب مطبوع . وهذا الوضع المحزن يزداد سوءا , وهم يزدادون معاناة , وأنا لا أستطيع فعل شيء لهم , سوى التغاضي عن أثمان بعض استكانات الشاي التي أقدمها لهم بالسرّ , وكأنني أوزّع منشورات سريّة , فأنا قلبي معهم , ولو كانت أجوري أكثر لأعطيت ُ بعضهم ما يسدّ رمقه . طبعا أنا لا أريد أن أبكيكم على وضع هؤلاء المساكين أيام التسعينات , ولا أريد خاطركم ينكسر عليهم , طبعا أنا أتحدث عن الكسر , لأن حسين الصعلوك قبل يومين كسر استكانة شاي , لأن هذا الولد مرتبك دائما , وقال لي أبو رشا صاحب المقهى :لازم نغرمه ثمن استكان الشاي , وبعدين حين رآه شاكيا باكيا من فرط إفلاسه , قال له سامحناك هذه المرة , وضحك بوجهه , وأوصى له باستكان شاي مجانية , تقديرا لحزنه وارتباكه ومحاولته البكاء . المهم أعزائي , جاء محمد تركي الى المقهى , وقال للجميع لقد عيّنوا جميع الأدباء الشباب في الصحف والمجلات , وصدر الأمر بذلك , ومن الآن وصاعدا هم سيحصلون على رواتب تقيهم شرور العوز والجوع , ولكن عليهم أن يداوموا في الأماكن التي تم تعيينهم فيها , وحين سئل محمد عن الأسماء قال لهم هناك نسخة في اتحاد الأدباء وأخرى في مقر الوزارة – ويعني وزارة الثقافة والاعلام – وخرج الجمع من المقهى ليقرأوا أسماءهم ويعرف كلّ منهم أين يعمل في الأيام القادمة , أنا من جانبي فرحت ُ فرحا حقيقيا وكأنني حصلت ُ على شيء ثمين , فهم والله العظيم تعبانين مفلسين جوعى , رغم أنهم خوش ولد ومثقفين وينشرون في الجرائد والمجلات . وإثر هذا الخبر السار , خرج الجميع من المقهى , قاصدين اتحاد الادباء , حتى يشوفون أسماءهم وحتى يكملوا سهرة يوم السعد هناك , طبعا ستبدأ الديون حتى يأتي الراتب الأول وعندها , تسدد هذه الديون , وسيرتبك الدوام لدى الكثير منهم , لأن قضية النهوض في التاسعة صباحا لديهم قضية كبيرة , وقضية الدوام والجلوس على المكاتب عندهم مستحيلة , فهم يريدون التنقل والذهاب في أكثر من مكان , وأنا بيني وبينكم خفت من صدك من فشل هذه التجربة , وخفت تنقطع رواتبهم ويعودون مفلسين جوعى لا رواتب لهم . المهم واحد من الإخوان الحريصين عليهم وهو شاعر وقريب من الوزارة جاءهم للمقهى في أحد الأيام , وقال لهم بعصبية : حافظوا على رواتبكم , ووظائفكم التي يحلم بها ملايين العراقيين , وداوموا وقدموا عطاء يتناسب مع هذه المكرمة السخية لكم , فلم يرد عليه أحد بل سخر البعض منه ومن لواقته وحماسه على دنانير قليلة من الممكن أن يحصلوا عليها من أي شاعر خجول قادم من إحدى المحافظات البعيدة , فالوظائف هي عملية احتواء كما قال الناقد "ج" وهو يحلل ويفسر ويدعو الجميع لعدم الانزلاق في هذه الخدعة كما قال , أنا استغربت هذا الأمر , ولكن شسوي , أنا أعرف قبل الجميع أنهم مو مال وظائف . أبو جبار |
المشـاهدات 2860 تاريخ الإضافـة 18/06/2020 رقم المحتوى 7445 |
يوميات صباح سومري |
وفد مؤسسة مجد الرافدين للتنمية والتعليم يلتقي الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة د.نوفل أبورغيف ويمنحه قلادة المؤسسة ودرعها |
مركز أبوظبي للغة العربية يعلن مواعيد «أبوظبي للكتاب» حتى عام 2030 بغداد ـ الدستور |
المبرقع: أبواب الوزارة مشرعة لشبابنا الواعي |
شفيونتيك وسابالينكا تشاركان في الدوري العالمي للتنس بأبوظبي |