تحتفل أسرة الدستور ( الخيمة والجريدة ) بإيقاد شمعتها الثامنة عشرة من عمرها في ظروف عسيرة وملبدة بالخوف والحذر من المجهول من جراء امتداد كارثة الوباء الكاروني وعدم التزام المواطنين بتوجيهات وضوابط خلية الأزمة والمؤسسات المعنية بالصحة , وإصرار الكتل السياسية المتناحرة على امتصاص عافية البلاد وخيراتها وحرمان المواطنين والفقراء في البلاد من أبسط حقوقهم المشروعة والمتواضعة ..

وها هي اليوم تستذكر لحظات المخاض والولادة العسيرة وتقف بكل اعتزاز وفخر أمام الزملاء الذين أسهموا في وضع لبناتها الأولى على أسس راسخة , الراحلون منهم والأحياء , لتجدد العهد لهم على تحمل أعباء هذه المهمة النبيلة , وبذل المزيد من المثابرة للوصول إلى حيث المكانة الباهرة التي تستحقها ..

لقد استطاعت هذه المؤسسة الغنية بثمار النهج الإعلامي والمهني والوطني أن تصل إلى موقع الصدارة بين زميلاتها ذوات التجربة الأبعد في المجال الصحفي والإعلامي الملتزم والمتخمة بالدعم الباذخ .. وهي حريصة كل الحرص على متابعة هموم الناس وهواجس الوطن , وتقدم المفيد والممتع , وتنقل المعلومة الدقيقة وصورة الحدث الآني والتحليل السياسي والثقافي والاجتماعي الناضج والصادق , وتقتحم لجج الضغوط والتهديدات العديدة وغياب الدعم حتى تصل إلى مرفأ الكمال وتحقق الحلم الأشمل ..

إنها اليوم (( مدرسة )) ذات نكهة وأسلوب متميز وأبواب جريئة وصفحات غزيرة بالثقافة والاقتصاد والتراث والأفكار النزيهة .. وقد واصل أفراد هذه (( الخيمة )) الراحلون منهم والمثابرون الصامدون , العمل على تحقيق الهدف الأبعد , والوصول بها إلى المرتبة التي لا تليق إلا بها والمنبر الحقيقي الداعم لمسيرة العراق الجديد والحريص على ملاحقة الظواهر السلبية والفاسدة , وتشخيص البؤر الدخيلة وجحور (( حشرات الأرضة )) الخبيثة التي راحت تنخر بالعديد من الوزارات والمؤسسات والدوائر الخدمية ..

إنها أسرة الدستور الصامدة والمثابرة إذ تستذكر هذه المناسبة الجميلة تعاهد نفسها ومؤسسها وربانها الذي قاد مسيرتها الوافرة بالنهج المهني والإعلامي والوطني بكل جدارة , على مواصلة الأداء والالتزام بنهجها السليم .. وكل عام والدستور وأفراد أسرتها الأوفياء ومؤسسها المبدع والمثابر والمتألق بألف خير ..