أضيف بواسـطة addustor

أعزّائي القرّاء الأحبّاء , محبتي لكم , وطبعا راح تقولون أنك تدخل نفسك في أمور لا تعنيك فأنت مجرّد جايجي بسيط  لم تنه حتى الدراسة الابتدائية وبالكاد تستطيع كتابة اسمك وكم كلمة من هنا وهناك تحتاجها في حياتك اليوميّة , يا كتب يا شعر يا مثقفين ؟

طبعا أنتم حقكم في ذلك , ولكن لوكان أي واحد في مكاني فسوف يتعلّم من ضجيج روّاد المقهى الذين هم من الأدباء والمثقفين الكثير من مصطلحاتهم وكلامهم المكرر , حتى أنني ومن طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض عرفت من هو الأديب الجيّد منهم ومن هو الذي لا يكنون له الاحترام والتقدير ولا يحسبون له حسابا .

كان عالم المثقفين والأدباء عالما غريبا أو اسمحوا لي أن أقول أن عالمهم مجنون بطريقة خاصة , وطبعا هذه العبارة – طريقة خاصة – تعلمتها من شاعر منهم نحيف البنية دائم التوتر والعصبيّة , وهو الوحيد الذي كان لا يلقي عليّ التحية وكأنني قاتل أبيه , ولكنني أعذره طبعا فهو كذلك مع الجميع , المهم مو هذا موضوعنا , لأن هذا أبو الطريقة الخاصة يخليني أتضايق جدا , موضوعنا هو أن أحد هؤلاء الأدباء والمثقفين جاء الى المقهى وبيده كتاب صغير جدا , يعني لم أر في حياتي كتابا بحجمه , وحين دخل إلى المقهى سلّم عليّ بمرح وبهجة وقال لي : عليك بداعة أولادك أبو جبار هم شفت بحياتك كتابا مثل هذا ؟

قلت ُ له : لا والله .. ولو شاهدته في الشارع لقلت أن هذا باكيت سكائر صغير .

قال لي : هاي فيكة جديدة في الطباعة اكتشفها الفنان السمين المبدع فاضل جواد , وقال لي سأطبع لك كتابا من بقايا أوراق المطابع فهو غير مكلّف وأيضا يمثّل شكلا جديدا ويشير طبعا إلى فترة الحصار على العراق , وهكذا أصدرت ُ ديواني الشعري بهذا الشكل , خوش فكرة مو ؟

قلت ُ له : والله فكرة حلوة , وبعدين فاضل جواد صدك عبقري , لأنه فكّر بهذه الطريقة .

تقّف أصدقاء الشاعر ديوانه الغريب وبدأوا يتأملونه ويسألون عن عدد نسخه وكلفته , وحين عرفوا الكلفة القليلة له قرر عدد منهم أن يصدروا كتبهم المركونة على الرفوف أو في حقائبهم

بهذه الكلفة وهذا الحجم الغريب حقا والذي يشير الى مرحلة صدوره .

وبدأت ُ ألاحظ منهم انهماكا في إعداد دواوينهم الصغيرة التي وصفتها أنها بحجم الأنف وهي فعلا كذلك , وفي خلال أيّام جاء شاعر ٌ آخر وهو يحمل ديوانه المطبوع بالطريقة نفسها , ثم طبع أحد الأدباء كتابا جديدا قال عنه أنه رواية جديدة جريئة , وهكذا صارت الكتب التي بحجم الأنف تطبع وتوزّع , وقد شاهدتهم يقرأون صحفا معروفة كتبت عن هذه الدواوين والكتب وهذه التجربة , فيما ابتكر الفنان فاضل جواد طرقا جديدة في الطباعة والشكل وهي أشكال غريبة تثير الدهشة والتساؤل , وأيضا هي مجموعات شعرية كاملة تؤكد طبيعة وضع العراق والحصار ومعاناة أبنائه , فتصوّر عزيزي القاريء كيف لا أتعلم أشياء كثيرة من هؤلاء الرائعين من الأدباء والمثقفين وأنا أعيش معهم كل همومهم الصغيرة منها والكبيرة ؟

المشـاهدات 2817   تاريخ الإضافـة 24/06/2020 - 23:22   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 12:22   رقم المحتوى 7631
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016