
![]() |
يوميات أبو جبار بين الدجاج وملعب الشعب ! |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : بلاوي المقهى كثيرة , وروّادها يحملون طباعا غريبة , ومنهم الرجل الظريف المرح , الذي أراه مترفا مريّش كريم النفس ودائما يعين المحتاجين من أصدقائه , وهو كما عرفت ُ من أصدقائه تاجر في الدجاج , فهم ينادونه برحيم أبو الدجاج حين يمزحون معه , بينما حينما يحتاجونه يقولون له بجدية واحترام : أبو فجر , وهو في كلا الحالتين يضحك ولا يرد أحدا إلا ويعينه , لاسيّما إذا كان فرحا مرتاحا , وهذا الفرح والارتياح يتولد من النتيجة الايجابية التي يحصل عليها الفريق الكروي الذي يشجعه وهو القوة الجوية , حيث كان أبو فجر أو أبو الدجاج يحضر مباريات القوة الجوية أينما أجريت , حتى لو على سطح القمر , ويعرف جميع اللاعبين بل يعرف آباءهم وأجدادهم وعشائرهم , ليس لاعبي الفريق الحالي , بل كل الذين مروا على تاريخ فريق القوة الجوية , وحين ينتقل لاعب قويّ من الفريق إلى فريق منافس فأن رحيما ينعته بأقذع الصفات ويعري تاريخه كله , ومرة من المرات حين فاز فريق القوة الجوية على منافسه التقليدي فريق الزوراء , ذهب رحيم مصطحبا معه خروفا كبيرا مع قصّاب الى مقر نادي القوة الجوية وذبح الخروف أمام الباب فرحا وابتهاجا واحتفالا بهذه المناسبة العزيزة على قلبه . رحيم أبو فجر , أبو الدجاج , يكتب الشعر الجميل , لكنه لا ينشره لأسباب خاصة , فهو يحتفظ بقصائده لنفسه ويخفيها عن الآخرين وربما نشر القليل منها في صحف بعيدة تصدر بالعربية في أستراليا وإسبانيا , وهو يمتلك ذائقة شعرية رائعة هذا ما قاله لي صديقه علي رستم وهو سكران وقد وضع يديه في جيبي قبوطه الغريب . مرة دخل أبو فجر الى المقهى ويبدو عليه الضيق والاحباط , سلم على جمع أصدقائه وقال لهم بصوته الجهور القوي , ما أريد ولا كلمة فأنا اليوم متضايق جدا . قال له علي رستم : لازم الجوية خسروا مع الزوراء أو مع الميناء فقال له رحيم : لا القضية أصعب من ذلك بكثير فقال له علي رستم ضاحكا : إذن خسروا مع فريق من الدرجة الثانية فأجاب رحيم بانفعال : لا يا أخي , أنت بسذاجتك لا يمكن أن تعرف ما حلّ بهذا الفريق العظيم ! فقال علي رستم ضاحكا : وماذا تقول عبقريتك ؟ فقال رحيم بألم : لقد انتقل رزاق فرحان أحسن مهاجم في العراق الى فريق آخر خارج البلاد ! قال علي ضاحكا : وهل يؤثر هذا على دجاجك مثلا ؟ فقال رحيم : لك أنت شكد تافه , يا دجاج يا بطيخ , القضية قضية مصير !! ضحك علي رستم بصوت عال ٍ وقال : إذن سأسكر هذه الليلة من أجلك ومن أجل فريقك نهض رحيم من مكانه وهو يصيح على علي : أنت تسخر من كل شيء لأنك تافه , وأنا خارج منكم لأنكم لا تقدرون وضعي ولا تحترمون مشاعري . خرج رحيم وما عاد للمقهى إلا بفوز القوة الجوية بالدوري !!
|
المشـاهدات 1481 تاريخ الإضافـة 02/07/2020 رقم المحتوى 7787 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |