الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
في ظل نفثات مخدرة ... الاركيلة .. اجندات غزو جديد !!
في ظل نفثات مخدرة ... الاركيلة .. اجندات غزو جديد !!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسين الذكر
النـص :

يقولون : إن العقال قد انفلت، وإن عقود الاستبداد والقهر قد اختمرت حد جوع الإنسان العربي وعطشه إلى الإحساس بالانفلات والارتماء بحضن المجهول بأية طريقة ، وإن كانت غريبة عن القيم المجتمعية السائدة  وعبر تاريخها الممتد والمشكل العقل الجمعي . جراء انتشار بعض الظواهر الغريبة المتجسدة على أرض الواقع بمخاطرها الواضحة كلها دون أي إجراء حكومي أو ثقافي أو سياسي لصد تلك الظواهر التي لا تنتمي إلى التراث، ولا إلى الإرث الحضاري الذي تهتدي بضيائه الشعوب العربية عامة .

 

لا نحتاج إلى كثير من التفكير كي نهتدي إلى أن أغلب مرتادي المقاهي والمتنزهات وما يسمى بالملتقيات المقامة على امتداد طول وعرض بلاد العرب محصورة بإرث وحاضر تبحث الناس فيهما عن بعض آمالها ، وتنفس عن كرباتها ، في ظل كرنفال ثقافي شعبي يشرعون من خلاله بحرية الطرح بمختلف اتجاهاته بشكل غير مسبوق تماشيا مع عصر العولمة وخصيصة التواصل العنكبوتي بين افراد القرية العالمية بمعزل عن تقييم بعض الطروحات والتوجهات والاداءات والتبعات التي تعد إفرازاً طبيعياً لطموح وخيبة مترسخين منذ عصر استسلام الانسان العربي لغالبيه من قوى الشر ونقياده التام لهم بكل متبنياتهم او تحت عنوان صرخاتهم وموديلاتهم او ( لكاتهم ) الغريبة عن واقعنا .

من المفارقات المضحكة والدالة على مستويات الثقافة وطرق التعاطي مع الواقع أن أبسط إحصائية تشير إلى ارتفاع نسب زوار تلك المنتديات والمتلقيات ومعارض الكتاب بمديات أصبح المكان لا يتسع لها ، بينما تشهد مبيعات الكتب انخفاضاً ملحوظاً مع نسب قراءة متدنية ، بظاهرة متناقضة تستحق المتابعة والقراءة ، واتخاذ ما يلزم بصددها ، فمع كل تقنيات التواصل والانفتاح اللذين أحالا العالم مدينة صغيرة يجتمع أبناؤها عبر جهاز اصغر ، إلا أن القراءة الواعية  ما زالت في المجتمعات المتحضرة هي الدليل والحاجة النفسية لإشباع الذات والعقل والضمير، والتطلع بقناعة وأمل إلى مستقبل وغد أفضل ؛ ما يجعلنا حذرين جراء ما يحدث من ابتعاد مجتمعي عن قراءة الصحف والكتب، وحتى مشاهدة التلفاز أغلب برامجه الجادة والثقافية والعلمية بعد أن اكتفى أغلب مشاهدينا بمتابعة الفواصل الضاحكة المثيرة التنافسية بأشكالها المتعددة .

الأركيلة بمحتواها ومادتها وطريقة تعاطيها المتغلغلة بعمق المجتمع أخذت تستحوذ على كل شيء ، وتطفو على السطح بصورة مريبة لها مقراتها وكازينوهاتها وتجارتها العلنية الرائجة المربحة مع كل مخاطرها الصحية والمجتمعية التي يحذر منها الأطباء والمؤسسات والحكماء ؛ إذ تعد أخطر بكثير مما تشكله مضار التدخين الذي كانت سبل مكافحته جلية واضحة ، فيما اليوم تمددت الأركيلة وتعمقت في أوصال الجسد والأسرة العربية حتى أصبحت ظاهرة طبيعية بل يعتقد بعض المتغربين حد التيه نها هوية حضارية وتعبير راق عن التمدن .

هنا قد يطرح سؤال عن الأسباب التي جعلت المواطن العربي يبتعد عن مصادر العلم والمعرفة والتمتع الصحي ، والترقي بشكل طبيعي من قبيل التغذية المعرفية ، وتنوع مصادر الثقافة ، وانتقاء الأنسب المتناسب مع ذوقية الإنسان العربي وطبيعته وتقاليده وأعرافه بعيداً عن التغريب المحتضر ، مع أننا نترك الإجابة لأصحاب الشأن من مؤسسات حكومية ودينية وثقافية وعلمية ترد بطريقتها ، بما يؤمن ويعبر عن سلامة الوطن والمواطن ، إلا أني وعبر دراستي التاريخ لا أفصل الظواهر المجتمعية بأبسط مظاهرها عن خط ومسار مؤجندين ، وإن بدا تافهاً ولا يستحق التفكير ، فإن الشعوب المستهدفة تُستخدم اتجاهها كل أنواع التنويم والتضليل وأساليبهما من وسائل وطرق تصب جميعها بضرورة أن تبقى الشعوب نائمة بعيداً عن المطالبة بأبسط حقوقها الحياتية .

المشـاهدات 655   تاريخ الإضافـة 11/07/2020   رقم المحتوى 8025
أضف تقييـم