الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
يوميات أبو جبار شلون سياسي فلته
يوميات أبو جبار شلون سياسي فلته
المتفرج
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

أخواني وأعزائي أصدقائي القراء الذين صاروا هاجسا لي أنا أبو جبار , ولكن مو أبو الشربت كما صرح وقال وأفاد صديقكم وصديقي علي السوداني , فأبو الشربت معروف بوضعه وأمواله وقدرته على فتح المحلات المتعددة في آن واحد وبنجاح ساحق لذلك ترى محلاته في المنصور والكرادة والباب الشرقي والباب المعظم وبغداد الجديدة في نفس الوقت ونفس الجودة والسعر , أقول أنا لست أبا لهذا الجبار , بل أنا " الجايجي " البسيط الذين تعرفونه وتعرفون إخلاصه في العمل ومحبته للجميع , اليوم سأروي لكم حكاية شخص عجيب وغريب وهو من أصدقاء علي السوداني وركن الدين يونس حمادة ومنذر عبد الحر وجان دمو وحسين الصعلوك والمرحوم رياض ابراهيم هذا الكائن الطيب اللطيف الذي يتمتع بغموض طريف سنتحدث عنه مستقبلا , المهم رياض عبد الأمير الآن فهو يتراوح اهتمامه بين القاص والشاعر , وربما السياسي " الاكسباير " ولعل علي السوداني يدرك هذه الاكسباير الذي ينطوي عليه هذا الكائن , الذي ارتدى معطفه ذات شتاء قليل البرودة , وتمشى في سوق السراي وقد تعرق بسبب ثقل معطفه والبرودة الباهتة في الجو والتي كان يكفي تجنبها سترة خفيفة لا ترهق ولا هم يحزنون , ذهب رياض باحثا بين الكتب عن جديد , وبعد أن توقف أمام  أكثر من بائع للكتب أدرك الباعة أنه ينوي السرقة لأنه يرتدي معطفا ثقيلا طويلا في غير وقته , وهذه الشبهة جعلته مراقبا من قبلهم , الأمر الذي هيأ لصديقه حسين علي يونس فرصة سرقة المزيد من الكتب فهو ورغم قرصة البرد الخفيفة إلا أنه كان يرتدي قميصا خفيفا عريضا , ربما نكاية بمعطف رياض عبد الأمير , الذي كان مشغولا بأمر ما لا يعرف إلا الله والراسخون في العلم .

مضى رياض عبد الأمير إلى منتصف السوق , وبعد أن شاهد مكتبة مقفلة , وعلى بابها دكة عريضة , توجّه لهذه الدكة يتبعه حسين الصعلوك , وما أن وصلها , حتى اعتلاها وسط تساؤلات ومحاولات منع حسين له إلا أنه أصر على اعتلاء الدكة , ثم رفع يده وابتسم كاشفا عن أسنان تداخلت فيها ألوان الصفار والسواد والسكائر التي شكلت في فمه بعدا تصويريا غريبا , وصاح رياض بأعلى صوته " بيان رقم واحد , أيها الشعب العراقي الكريم , بعد الاتكال على الله تعالى ومؤازرة المخلصين من أبناء الشعب ,نزف إليكم بشرى قيامنا بالثورة الجماهيرية الشعبية ضد الطغاة والظالمين , وإننا في هذه المناسبة ندعو " وماد يكمل جملته حتى تلقفته يد غليضة من أعلى الدكة وهوت به على الأرض , أما حسين الصعلوك الذي كان هاربا من الجيش في حينها , فقد أدرك جسامة الموقف وخطورته , ومعنى أن تدعي الثورة في بداية تسعينيات القرن الماضي وفي قلب بغداد , والمصيبة البيان رقم واحد , الذي اختفى بعده رياض عبد الأمير , ليظهر بعد أكثر من سنة وهو بحلة جديدة , وما أن دخل المقهى حتى ضحك بصوت ٍ عال وتوجه مباشرة إلى علي السوداني وأصدقائه وقد قال لهم وهو يضحك " هاه خونه بعدكم جالسين في المقهى ولا تعرفون ماذا حل في العالم ؟ " فقال له علي السوداني " عبالنه عدموك بعد البيان رقم واحد الذي ألقيته في سوق السراي " فما كان من رياض إلا أن قال " نعم البيان رقم واحد الذي فقدت بسببه معطفي الجميل , فقد سحلوني على الشارع وضربوني ضربا غير معقول ظنوا على أثره أنني فارقت الحياة , ولكن بعد أن عرفوا هويتي ساوموني وأطلقوا سراحي !" ضحك علي السوداني , وقال نعم عرفوا هويتك وبإجراءات سريعة أمدها عام واحد بالتمام والكمال !.

وضحك كلاهما , وبقي رياض عبد الأمير يتردد على المقهى ويذهب إلى أحد المستشفيات لأخذ علاجات مهدئة وحبوب تجعله دائم الهيام والابتسامة على وجهه أينما حل , حتى اختفى نهائيا في منتصف التسعينيات .

أبو جبار

المشـاهدات 1359   تاريخ الإضافـة 30/07/2020   رقم المحتوى 8350
أضف تقييـم