الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
يوميات أبو جبار لاعوب دومنة ...متحضر جدا !
يوميات أبو جبار لاعوب دومنة ...متحضر جدا !
المتفرج
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

أصدقائي الأعزاء , بعد أد دخل علي السوداني على الخطا , وصار متواصلا معي ويقرأ الزاوية الخاصة بيومياتي بطريقة أعرف معناها , فهو الشاهد على معظم الأحداث التي أرويها لأنها عاشها بالتفصيل , تراني اليوم أعيد ترتيب أوراقي , وأتذكر جيدا كلشي وكلاشي , وحتى "الجايات " اللاتي كنت أهربهن لحسين الصعلوك حتى يدفع شايا واحدا رغم أنه احتسى صينية كاملة , كان علي السوداني يضحك حين يغادر المقهى ويدفع بالتمام والكمال جميع الاستكانات التي نزلت إليه من يدي المرتعشة , طعا من الأشياء الغرية والطريفة أن الرجل الطي صاح معمل الكاشي , الذي فقد أسنانه ذات حرب , تمكن من الحفاظ على ما تبقى من شعر رأسه بالعناية والزيت والتمشيط الدائم , إنه حمدي مخلف الحديثي , الصديق اللدود لعبد الستار ناصر وحسين حسن وكمال العبدلي , وهو الذي يقول عن نفسه بأنه أصغرهم سنا , بينما هو يبدو مثل أب لهم , وما أن يجلس مع منذر عبد الحر , حتى يطلب أركيلته الخاصة , وينساب بالحديث الذي يضيع ثلاثة أرباعه بس ضياع أسنانه عن سفره إلى بيروت والنساء اللاتي تساقطن أمام وسامته حين كان شابا , وكذلك يتحدث عن الأموال التي كانت بحوزته وخسرها عبد الستار ناصر في جلسة روليت واحدة في إحدى الليالي المظلمة من ليالي القاهرة التي يتحدث عنها الحديثي بحسرة .

مشكلة حمدي الحديثي أنه يح لعب الدومينو هذه الأيام , رغم أنه ضعيف  بها , ويواجه التعنيف والعصبية من صديقه التشكيلي عبد الباسط النقاش , الذي كان يقول له عليك أن تتعلم اللعبة , ثم يرمي اليه عبارة لا يلتقطها أحد سوى علي السوداني الذي كان يضحك عليها بصمت كي لا يعرف حمدي أن صديقه يستهين بتجربته الثقافية والابداعية , غهو قاص ورسام وروائي وناقد تشكيلي وباحث , ومع هذا فهو يعمل مالكا لمعمل كبير لصناعة الكاشي وكانت أموره المادية ممتازة فلا تهمه خسارة عشرين شايا من أجل الدومينو , ومع هذا كان يدافع عن نفسه ويقول أنا أحسن لاعب دومينو , ولكن لا يوجد مقابلي من يفهمني , وكان يقصد بالطبع صديقه عبد الباسط النقاش الذي كان هو الآخر  مالكا لمكتب للطباعة  تحوّل فيما بعد دارا لنشر المجموعات الشعرية والقصصية والدراسات .

طبعا كان النقاش لا يرضى بدفاع الحديثي عن نفسه , لذلك كان يرد عليه ويقول , يعني آني ما أفتهمك مو ؟ فيقول الحديثي  بفم تملأوه أنبوبة الآركيلة نعن أنت لا تفهمني , الأمر الذي يجعل عد الباسط النقاش ينتفض من جديد ويقول له أنا أفضل منك بكل شيء , فيما يصمت الحديثي كي يغيضه , لينهض النقاش من مكانه ويقول , عن إذنكم إخوان لنلعب لعبة فردية أنا وهو فقط وأنتم حكام بيننا , وهكذا تتغير الجلسة ويبدأ الاثنان يلعبان معا بعصبية  وكلاهما يطلق على الآخر تعبيرا استفزازيا للمازحة الثقيلة : إلعب غشيم , وهكذا يلعبان معا ولا يكمل حمدي الحديثي المباراة التي يعرف نتيجتها سلفا , فهو خاسر حتما , وإنه حين يخسر سيثبت النقاش للآخرين عدم معرفته للعبة , وينظر إلى ساعته , وينهض فجأة ليقول لديّ موعد مهم , واطمئنوا فأنا سأدفع الشايات , ثم يغادر تاركا ظلال خسارته على ابتسامة تغطي وجه عبد الباسط النقاش الذي يطلق زهوه وانتصاره على صديقه المزمن حمدي مخلف الحديثي !

المشـاهدات 1434   تاريخ الإضافـة 01/10/2020   رقم المحتوى 8645
أضف تقييـم