يوميّات أبو جبّار ولادة شاعر ! |
المتفرج |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
النـص : أعزائي وإخوتي , أرجو أن ما أكون دوّختكم بسوالفي عن الأدباء والمثقفين وبعض أسرارهم التي تأتيني جاهزة مقشّرة , وأنا كما تعرفون ما عندي لا ناقة ولا جمل في هذه الأسرار أو في طلايب الأدباء والمثقفين , وهذه المرة راح أحكيلكم عن واحد , هو صحيح خوش ولد وبن أوادم وكريم النفس وحلو ويجي للمقهى كاشخ ومبدل ويضحك , وهو من محافظة مو كلش بعيدة عن بغداد , و هو حين يأتي إلى بغداد كل شهر مرة أو مرتين , يجلب هدايا ويعزم أصدقاءنا الصعاليك يوكلهم ويشربهم والبعض منهم يروحون وياه للفندق بالميدان يؤجر لهم غرفا ويدفع أثمانها , وحتى أنا يلوحني شيء من كرمه , فهو يعطيني في كل مرة مبلغا من المال يقول لي هذا ثمن الغداء لأنك ما تستطيع ترك المقهى , وأنا والله الشاهد على قولي كنت أحبه جدا وأتعاطف معه وأشعر بأنه يحتاج شيئا ما من وسط الأدباء والكتّاب , وحين أشاهد أحدا من مسؤولي الصفحات الثقافية في الجرايد , فأنا عرفتهم من خلال تجمع الآخرين عليهم وسؤالي لأحد أصدقائكم عنهم قالوا لي هؤلاء مسؤولون صفحات وينشرون مواضعينا في الجرايد , المهم حين يأتي أحد هؤلاء للمقهى يذهب له هذا الولد القادم من محافظته المو كلش بعيدة عن بغداد ويقبّله من الخدين ويحتفي به , ثم يسلّمه أوراقا مطوية بعناية أفهم أنها قصيدة من القصائد التي جلبها هذا الولد الكريم المؤدب معه , وهكذا تتكرر العملية كل مدة , وأنا في إحدى المرات مدحته وأثنيت على أخلاقه وسلوكه أمام أحد الشعراء الذين يبتعدون عنه في كل مرة , وحتى حين يلقي السلام والتحية عليه بتهذيب فأن هذا الشاعر يجيبه ببرود وجفاء وحنق وحيتن استمع هذا الشاعر لمدحي له قال لي بمرارة واضحة : حتى أنت يا أبا ستار انطلت عليك هذه المهزلة ؟ فقلت ُ له : أي مهزلة أنا ما عليّ بكم وبمشاكلكم , كل ما في الأمر أنا أشوفه خوش ولد وكريم نفس وحلو ومرتب وينطي فلوس لهذا وذاك , وين العيب اللي بيه ؟ فقال لي : هذا الكائن القادم من محافظته القريبة من بغداد , يعني مو كلش قريبة , يريد يصير شاعر بالقوة . قلت ُ له : شلون يعني ؟ فقال لي : هناك شاعر معروف لكنه منعزل في مدينته يكتب له القصائد ويضع اسم هذا النكرة الذي تعجبك أخلاقه عليها , وهذا النكرة يعمل تاجرا لا أدري بماذا , ولكنه ذو قدرة مالية كبيرة وهو يشتري قصائده بماله من ذاك الشاعر المسكين المعزول في مدينته , ويأتي هذا النكرة هنا إلى بغداد لنشر قصائده والتغلغل في الوسط الأدبي والثقافي , حتى يقولون عنه شاعر ويحصل على اسم وسمعة وربما يطبع دواوين شعرية ويدعى لمهرجانات كبيرة , وهو لا يعرف أي شيء من الشعر , ولكنه يشتري هذا المجد بأمواله !! عندها عرفت ُ من هذا الشاعر سرّ هذا الكائن الذي ينفق الأموال الطائلة ويأتي في كل مدة إلى المقهى في بغداد قادما من محافظته القريبة , مو كلش قريبة من بغداد وهو يحمل قصائد جديدة اشتراها بماله من شاعر مسكين عزل نفسه بعيدا عن الضوء !! أبو جبار *
|
المشـاهدات 1056 تاريخ الإضافـة 08/10/2020 رقم المحتوى 8751 |
منذر عبدالحر تقاسيم على الهامش # عبد السادة البصري (( حينما يحاورُ الطالبُ شاعراً ..!! )) |
الصدمة الناعمة في ديوان ذاكرة الماء للشاعر علي الستراوي |
معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2024 يعزز حب القراءة ونشر الثقافة والمعرفة محليا وإقليميا وعالميا |
بيت الحكمة بالشارقة يناقش أدب "المقاومة" في قصيدة "جدارية" للشاعر محمود درويش |
قراءة نقدية تطبيقية في المجموعة الشعرية ( قليل من الناي) للشاعر العراقي جبو بهنام بابا تحت عنوان: رموز وإشارات التدوين للتعبير شعرا عن واقع مكلوم |