الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
الذات الانثوية بين المخيال والتخيل في بنات نعش
الذات الانثوية بين المخيال والتخيل في بنات نعش
مسرح
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.رقية بيرم
النـص :

النصوص المسرحية النسائية تكتنز صراعات ورهانات للوجود والحقوق , في اثبات الذات الانثوية ضد الاخر والمتمثل بالسلطة الذكورية وفق انساق معرفية وثقافية تمتد بجذورها الى التأريخ القديم لتؤسس منطلقا فكريا وثقافيا متداولا عبر استعارات الالفاظ  والافكار والمعتقدات والصور التي  تنطلق من الواقع الغربي بصورته العامة والواقع العربي بصورة خاصة . والكاتبة المسرحية العراقية الدكتورة  فاتن  حسين ناجي في مجموعتها المسرحية (بنات نعش ) التي ضمت ( من يطلق الرصاص اولا . بنات نعش . اسود شفاه . اللص اقرب مما يبدوا في المراة موندراما . خطية ) اذ استطاعت ان تؤسس منطلقا فكريا ثقافيا في مجموعتها المسرحية ، وابتكرت اسلوبا تربط فيه الماضي بالحاضر والمستقبل , لكشف انساق الحياة والوجود وتعالقتها مع السلطة بأسلوب جمالي يكشف التجربة الابداعية للذات الانثوية مقابل هيمنة الاخر . اذ امتاز نص ( بنات نعش ) ببنية درامية محبكة تحمل في مضامينها افاق التأويل الفكري المفتوح لما يتضمن النص من رموز وشفرات واستعارات  كدلالة الكرسي التي تدل  على تداولية الصراع والبقاء وحب السلطة والتسلط  .ودلالة النعش الذي يدل على الموت ودلالة المفتاح المفقود  الذي يدل على استحالة الخروج من سلطة المكان والدخول الى عوالم  تتمازج وتتداخل عوالم الواقع والحلم والخيال والمخيال لتضيف جماليات فكرية وتأويلية للمتلقي بتفعيل مدركاته الذهنية وتنشيط مجسات المخيال الجمالي والثقافي للذاكرة الجمعية والمتمثل بالنجوم  الساكنة في فضاء الكون والمتعارف عليها ببنات نعش وفق الثقافة الشعبية والمعتقدات العراقية القديمة .استثمرت الكاتبة  خيالها الابداعي لتضيف الروح الانثوية لتلك النجوم الجميلة لتنزل من فضاء الكينونة الى رحاب الارض ومساكنها وصراع ساكنيها واعلاء ذاتهم، وكأنها تعيد تمجيد نزول ادم وحواء عليهما السلام وتعيد تمجيد اساطير سومر بنزول عشتار الى العالم السفلي .ان سقوط بنات نعش الى الارض والمتمثل بالشخصيات (زمان ، دنيا، حياة ) في غرفة مغلقة مفتوحة السقف  وباب موصدة مفقودة المفتاح لاتحوي الا كرسي واحد يكشف عن افاق البعد الفكري وصراع الذات على السلطة والاستحواذ على الحكم والتحكم بالاخر منذ خليقة الانسان ونزوله الى الارض .استعارة الفاظ الاسماء الثلاثة تدل على الحياة الدنيا الحياة الارضية والمتمثلة بالذات الانثوية التي تشظت وانشطرت الى ثلاث شخصيات تمحورت علاقاتها بين الذات والاخر بين الحضور والغياب في عوالم الاغتراب النفسي ببنية  وارادة شخصية  انثوية تتمازج سايكولوجيتها بين الوعي واللاوعي. لاسترجاع سلطتها المفقودة من الازمنة القديمة . حيث السلطة الانثوية والمتمثلة بالالهة الانثوية والملكات .خيال الكاتبة خط نصا مسرحيا مفتوح الدلالات لتراوغ افكار المتلقي وتكسر افق توقعاته في ايجاد جماليات المعنى الفكري والفلسفي عبر استنطاق الذات الانثوية ومغايرة السلوك للكشف عن المسكوت عنه  في سرديات الخطاب الذاتي للشخصيات الثلاثة مقابل صورة الاخر والمتمثل بالرجل والسلطة الذكورية والصراع الابدي حول كرسي الوجود وكأنه اداة الخلود وتجسد ذلك في مخيال الكاتبة بنزول كلكامش وجلوسه على الكرسي للدلالة على تواصلية الازمان بتمثلات النزعة الانسانية السلطوية التي تتعالى في صراعها لتبني وتهدم وتكسر  الذات المتعالية للتسلط .وقد رسمت الباحثة ذلك في لوحة زمنية بشرية تواصلية وجمالية بالصعود والرقص وتصادم الاجساد على الكرسي والسقوط منه عبر الازمان فالعالم متغير ولاوجود للثبات والموت فلسفة تنهي الوجود والنعش رمز لحقيقة الموت.

المشـاهدات 1021   تاريخ الإضافـة 02/11/2020   رقم المحتوى 8980
أضف تقييـم