أضيف بواسـطة addustor

كان يعلم في قرارة نفسه ،انه بعد هذا العمر الخريفي ،قد اسدل الستار على فحولته، التي كانت تطغى على مغامراته العاطفية كزير نساء محترف ، وبدأ يسترجع ويحن الى ايام الصبا والشباب ،وكان يردد دائما بيتا من الشعر ( إلا ليت الشباب يعود يوما ٠٠٠ لاخبره بما فعل المشيب ) !! ٠ لكن الظرف الذي مر به ،عندما تمرضت زوجته ،واخذت العزلة في المنام تمتد الى فراشه الخالي والبارد !!! ماذا يفعل ؟، وماذا يقول لنفسه ؟ ، هل أن قطار العمر فاته ، ولكنه على يقين تام ان نشاطه يستمر حتى السبعين ، ويبقى في العقود المتأخرة ،لايتراجع كثيرا ، لان العلاقة الانسانية  الحميمية مهمة حتى نهاية العمر الخريفي. خاصة أنه ليس له طريق آخر، وبهذا تتشكل له الصورة المرئية لهذه العلاقة المقدسة ، وذلك من خلال قنوات اتصالية شفافة ومرئية ، ذات الوقع الموسيقي المهيمن ، التي تلهب المشاعر الطاهرة وتعطي القيمة المطلقة مابين الزوج والزوجة،فتضفي السمو والنقاء والمودة على آلية التجاذب بينهما ،هذا الشعور الديمومي بلذة الحلال الطيب لأ نها مباركة من السماء . ولهذا يقول السلف الصالح،في احدى المدونات المتفق عليها ،ان شهوة المؤمن لتجري في جسده سبعين عاما يجد اللذة ، لا ضعف ولا أنحلال قوة ، بل وطءهم وطء التذاذ بشوق عارم . وانه يعلم ، نظرا لقراءته الكثيرة والموسوعية لكل اصناف الادب والعلوم الإنسانية، أ ن مرحلته الحالية ،وهو قد تعدى السبعين بثلاث سنين عجفاء، صحراوية قاحلة ، لا كلاء فيها ولا الخضراء ، ولا الوجه الحسن ،وقد تيبست شفتاه من الظمأ، والماء ينساب أمامه زلال !!!مرحلة عمره هذه تخضع مباشرة بخطوات حياته ، من صعود القمة بروح عالية ونشاط متقد ،ثم تبدأ خطواته بالنزول بالتدريج في منتصف العمر ، ثم تهبط خطواته بتثاقل وهو متكيء على عصاته ، التي له فيها مآرب اخرى ، وهذا الهبوط الاضطراري غير الحسوس من قبله ، حتى أ نه لايشعر بسلم الهبوط ، إلا بعد أن يرى وجهه في المرآة، وهي تصرخ به وتبكيه من كثرة تشظي التجعدات التي عملت خارطة خطوط ملتوية ،والهالات المتعددة الدوائر حول عينيه الرماديتين ذات البريق الساطع ، ونمو الزاءدات اللحمية الصغيرة ،ذات اللون البني الفاتح ، التي تناثرت كالطحالب حول رقبته ، وفي مناطق أخرى، وغزا الشيب شعر رأسه ولحيته، حتى احتل البقية الباقية من انحاء جسده . وبقي يردد في نفسه : اروح لمين ؟ ، والى من أ شتكي ؟ ،وماذا افعل ؟ ، وهو بداخله طاقة وقوة جارفة ،اذ لم ينزحها من أعماق بئر الحرمان  ،لتتحول الى سموم قاتلة ، مرتدة عليه ، وتخمد نيرانه المشتعلة الازلية .في احدى ليالي الشتاء الباردة ،وهو كعادته لا ينام إلا أن يطالع في كتاب او مجلة او جريدة ،فتذكر قبل أن يؤي الى فراشه البارد ،أن  صديقه المقرب له ،قد اهدى إليه مجلات اجنبية متنوعة ،فيها قصص ملكات جمال العالم  ، فأخذ يطالعها بشغف ولهفة ،وهو يرى الجمال الطبيعي لهذه المجموعة الرائعة، الى أن غلبه النوم ،وكانت المجلة الأخيرة،قد وضعها على صدره ، وغط في سابع نومة ،وهو في منامه ،اختلى مع ملكة جمال الكون، وهي من اسبانيا ،ذات اصول عربية أندلسية،فأخذ يقبلها ، والقبلة في فم الحبيب دينار ،وفي خده درهم ، كان يمتص الرضاب من شهد فمها الخمري ، عيونها واسعة، مازال في سوادها ينام ليل البادية ،وشعرها الغجري المنساب ،يسافر في كل الدنيا ، ويتألق القرط الطويل بجيدها ،مثل الشموع بليلة الميلاد، حجازية العينين، مكية الحشى ،عراقية الاطراف ،تهامية الابدان ، عبسية اللمى ،خزاعية الاسنان ، درية القبل ، رومية الكفل ذات ارداف ضخمة ،يرغمها ثقلها أن تمشي ببطء ، وتتمايل تمايل السكران ، وبدا خصرها نحيلا جدا ، الى حد يصبح فيه نطاقها صالحا أ ن  يكون اسورة في يدها . تمشي الهوينا ،فتحس بها من ارتجاج الردف وتأود الاعطاف . كانت الملكة عارية ،وهو قائم كالوتد ،يفتض جاريته العذراء ،ممشوقة القوام ،كغزال منفرد ،قمحية الوجه ،برونزية الجسد ،ناهدة الصدر ، تلهث بأنفاسها المسك والعنبر ، والزعفران ينساب من مسامات جسدها الطازج ، النابض بالحيوية والجمال الخارق . كانت الملكة تلتصق به ،التصاق امرأة عاشقة وتمر بلسانها على وجهه ورقبته ،وتفتح أزرار  قميصه الذي قد من قبل ،لتنصت إلى ضربات قلبه الواهن ، حيث كان متوترا ، وجسده كله يرتعش ، ولم يقو على النطق ،فبقي يتطلع الى وجهها السحري وعينيها الغارقتين بالكحل ، وتملكه شوق جارف ورغبة مشتعلة استحالت ماءا لزجا كثيفا ،ذا رائحة  كطلع فحل النخيل البرحي ، حتى غرقت ملابسه جميعها، ونفذ الى غطاءه الثقيل !!! ، ومابرح أن أستيقظ وهو ساهم فيما احس به ..!!، وهل صدقت الرؤيا؟؟؟، وظل جامدا في فراشه ، لايريد أن يغادره ابدا ،ثم انطوى على نفسه وهو يسترجع بلذة عارمة  حلم ليلة الامس .

المشـاهدات 1159   تاريخ الإضافـة 16/11/2020 - 01:06   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 15:06   رقم المحتوى 9195
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016