الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
مفتاح التطور إيقاف التدهور!
مفتاح التطور إيقاف التدهور!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. جهاد العكيلي
النـص :

منذ أن ظهر النظام الاجتماعي في القرن التاسع عشر من خلال جهود الكثير من رجال الفكر الاجتماعي في أوربا، ومن بينهم دوركهايم وماكس فيبر وجورج صموئيل، حيث تقاسم هؤلاء الثلاثة التشاؤم العام عن تداعي النظام الاجتماعي آنذاك .. وقد جاء بعد هؤلاء فلاسفة آخرين وضعوا تفسيرات مهمة على نطاق أوسع لحركة المجتمع  وتقدمه بشكل متفائل يتماشى ونظام الحداثة التي حتمت على الإنسان أن يسير بخطوات حثيثة  ادت به إلى عمق التدهور خصوصا في المجتمعات غير مستقرة ، والتي حكمتها ارادة القوة في بلدان العالم الثالث ، ومنها العراق على وجه التحديد ..ففي العراق الذي يشهد اليوم تراجعا كبيرا في مختلف مناحي الحياة العامة بعد أن حكمته نظم سياسية فاشلة ادت به إلى التدهور الاجتماعي وتغييب حالة التوازن في منظوماته المتعددة التي يجب ان تبنى عليها الدولة ، وهذا ما يفسر بأن العراق يعيش في رؤية معتمه عن مصير الإنسان هي أشبه ما فسرها علماء الاجتماع في أوربا قبل أكثر من قرنين من الزمن الذي مضى، بسب فقدان الركائز المهمة في المجتمع، نتيجة الحروب والحصار ونظام الدولة واللادولة في عصر الانفتاح على العالم عبر بوابات التواصل الاجتماعي، وهذا ما عمق حالة التشاؤم والتدهور عند الإنسان العراقي، إذ يشهد العراق حالة تراجع في كل ميادين الحياة العامة عكس ما  تشهده بلدان أخرى التي حققت تقدما ملحوظا وتطورا في استحداث نظم وقوانين تواكب العصر الحديث .. ان هذا التراجع  الكبير عرَّض العراق لحالة الانتزاع من كل شيء  للوصول به لحالة الانفكاك ونهاية للتقدم السلوكي الأخلاقي والروحي ، والتي باتت واضحة في سلوك وتصرفات المواطن والمسؤول في الدولة تجاه مسؤوليتهم الإنسانية والاجتماعية داخل المجتمع..  ويبدو ان مقاييس التطور والتقدم التي من خلالها يتم استقرار حياة الناس، انها صارت مستحيلة في نظام تتداخل فيه القوى في صنع القرار وإدارة الحكم ناهيك عن تجريد العراق من قدراته المادية والمعنوية التي أصبحت مرهونة بيد مافيات الفساد وارادات تقوده إلى مستقبل يختفي بها الإنسان العراقي وقدراته ليتحول في النهاية الى كيانات معطلة ومنقسمة على نفسها وتتقوقع على بقع متعددة على الأرض، وهو ما ادى الى تراجع غير مسبوق في دور العراق كدولة يمكن ان يتلاشى هذا الدور مع حركة الزمن القادم ، ليصبح في النهاية فيما لو استمر هذا الحال اشبه بالدولة المنفصل حاضرها عن ماضيها ومستقبلها ، وحين ذلك ستتوقف كل مفاتيح التطور ليصبح العنف والتسلط والقوة والقهر كظواهر بديلا عن مزايا واسس الدولة الحديثة التي يفترض ان تقوم على نظام اجتماعي سليم ومعافى في جميع مناحي الحياة وحينها سيكون للإنسانية والوطن المعنى الحقيقي لحياة الانسان للعيش بكرامة وسلام ووئام ..

المشـاهدات 615   تاريخ الإضافـة 17/02/2021   رقم المحتوى 9848
أضف تقييـم